أصبح السينمائيون في مختلف أنحاء العالم متأثرين بالأدب الرفيع وراحوا يحوّلونه إلى أفلام. وتكييف الكتب للسينما ليس بالأمر الجديد على صناعة السينما الهندية أيضاً، فتأثير الأدب على أفلامنا قديم كصناعة السينما تقريباً، كما يقول شوتال كابور في مقاله هذا. ف
أصبح السينمائيون في مختلف أنحاء العالم متأثرين بالأدب الرفيع وراحوا يحوّلونه إلى أفلام. وتكييف الكتب للسينما ليس بالأمر الجديد على صناعة السينما الهندية أيضاً، فتأثير الأدب على أفلامنا قديم كصناعة السينما تقريباً، كما يقول شوتال كابور في مقاله هذا. فمن شكسبير إلى راسكين بوند، ظلت السينما الهندية تستوحي من الكثير من الأعمال الأدبية. وكان أول فيلم صامت كامل عملته الهند، في الحقيقة، تكييفاً من شخصية راجا هاريشْتشاندرا الميثولوجية. و بعدها راح السينمائيون الهنود يستفيدون من قصص ميثولوجية و اجتماعية متنوعة لصنع أفلامهم.
كما كيّفت السينما الهندية بعض التحف الأدبية لمؤلفين مثل سارات تشاندرا تشاتوبادايَ ، رابندراناث طاغور، وبانكيم تشاندرا تشاتيرجي. و ُنجز الكثير من أفلام ستايجيت رَي بتأثيرات شائعة من كتّاب بنغاليين وهنود. وأصبحت روايات غَلشان باندا، فيما بعد، في الستينات و السبعينات، مصدر إلهام للعديد من الأفلام المثيرة مثل كاتي باتانغ، ونيل كمال، خيلونا، وشارميلي.
ومنذ ذلك الحين، تم إنتاج أفلام كثيرة عن طريق الاستلهام من تحف أدبية. وهناك، على سبيل المثال، ثلاثة كتب في رصيد المؤلف الشهير تشيتان باغات حُوّلت بنجاح إلى أفلام. ومن التكييفات الفائزة فيلم " المليونير الرث Slumdog Millionaire " الفائز بجائزة الأوسكار والمستند على قصة "سين و جيم" لفيكاس سواراب. وهناك فائز آخر بجائزة الأكاديمية وهو تكييف متقيد بنص الكتاب بالاسم نفسه " حياة بي Pi ". و حتى السينمائيين المستقلين مثل ماريا نير قد جربوا أيضاً هذه الصيغة من تكييفات الكتب ونالوا الاستحسان على عملهم نقدياً. وقد فازت ماريا بأوسمة على تكييفها رواية للمؤلف الأميركي الهندي جَمبا لاهيري بعنوان ( السَّميّ The Namesake ) إلى فيلم كامل. وهو يدور حول قرينين بنغاليين يكافحان للتوصل إلى تفاهم مع طريقة الحياة الأميركية، ويقوم بدوريهما تابو وعرفان خان.
وإذا عدنا إلى السينما التجارية، فيجدر بالذكر هنا " ساواريا " لسانجَي ليلا بانسالي باعتباره تجربة بصرية تستند كلياً على قصة قصيرة روسية عنوانها " الليالي البيض ". كما أن هناك قصصاً خالدة أخرى حُولت إلى أفلام، منها رواية قصيرة بنغالية لسارات تشاندرا تشاتوبادايَ التي تم تحويلها إلى فيلم موسيقي من إخراج براديب سركار.
ويشكّل تكييف رواية إلى فيلم مدته ساعتان تحدياً كبيراً في حد ذاته في بعض الأحيان. إذ أن جعل القصة تتلاءم مع الطول الزمني يربك جوهر الفن الأصلي كله. فكانت هناك، بالتالي، تكييفات سينمائية كثيرة لم تحقق إقبالاً جيداً في شباك التذاكر رغم أنها كانت مستلهمة من أعمال أدبية شهيرة. وعلى كل حال، فإن هناك، مع هذا، بعض الكلاسيكيات التي تقبلها النقاد والمشاهدون معاً. منها :
• " الدليل Guide "، وهو أحد التكييفات الشعبية التي أجرتها بوليود، و يُظهر الانفعالات الإنسانية المعقدة حيث يقع دليل في حب امرأة متزوجة، ويستند الفيلم على رواية بالاسم نفسه للكاتب ر.ك. نارايان.
• " صاحب بيبي أو غلام Sahib Bibi Aur Ghulam "، الذي تقوم فيه مينا كوماري بدور تشوتي باهو المحرومة من الحب التي تصبح مدمنة على الكحول تعلقاً بزوجها.
• " الجمعة السوداء "، و يدور حول انفجارات بومباي عام 1993. ويستند على رواية لحسين زيدي وأخرجه أنَراغ كاشياب. وقد تأجل عرضه لبضع سنوات بسبب حساسية موضوعه، لكنه عُرض أخيراً.
• " مقبول Maqbool "، وتجري أحداثه في العالم السفلي من مومباي، ويستند على مسرحية "ماكبث" لشكسبير. ولم يوفق الفيلم تجارياً، لكنه حقق استحساناً نقدياً كبيراً لفيشال بَرادواج ورسخه في قائمة أروع السينمائيين، وتألق فيه الممثلون تابو، و بَنكاج كابور، وعرفان خان.
• "تشوخر بالي"، وكان هذا واحداً من التكييفات البارزة لأحد أعمال المؤلف البنغالي العظيم رابيندراث طاغور. و كان من إخراج السينمائي الراحل ريتوبارنو غوش، وتألقت فيه الممثلة أيشواريا رَي، مع النجم البنغالي المبدع بروسنجيت.
• " أومكارا Omkara "، وهو تكييف سينمائي لفيشال بَرادواج استند على مسرحية شكسبير الشهيرة " عُطيل "، وعكس الجانب الأكثر جرأة من السينما الهندية، وفاز بالعديد من الأوسمة والجوائز.
عن: pandolin