ليس من السهل ان تصل القمة في وطنك وتبني مجداً ساطعاً من عرق جهدك ولبنات خبرتك ثم تبقى في علياء تميزك في المهجر وتغدو قبلة الطامحين للسير على خطاك ذاتها.
حكمة رصفنا كلماتها من خلاصة مسيرة الزميل المبدع حسام حسن أحد أبرز صحفيي حقبة الثمانينيات بكل ما ترمز من ارهاصات ومخاوف وقلق التجربة بفعل أسنة الظروف آنذاك التي آلمت كثيرين من دون استحقاق وأجبرتهم على فراق العراق واقعياً لكنه بقي همّاً عالقاً بين حويصلات الاشتياق!
بهكذا صورة رسم زميلنا حسام قصة وفاء البـِرّ لبلده طوال سنوات الاغتراب في أمريكا ، مكافحاً لوعة المسافات الطوال تارة ، وحفظ رسالة الرياضة العراقية تارة أخرى ، فتمكن من الانتصار على ضعفه العاطفي والانتصاف لمهنيته عبر قضايا مختلفة لم تحد صراحته وجرأته في إظهار الرأي السديد والحلول البديلة بأسلوب سلس لا يجيده إلا المعتقون في محاكاة واقع الرياضة التي تئن وما تزال بأمراض الفساد وظلم الرواد وتمرد الاحفاد!
إن واحدة من أسرار نجاح حسام حسن في الداخل والخارج هو بساطته في علاقاته مع المحيطين به ونبذه التسلط المهني لمن يقلون عنه مراتب كثيرة في تصنيف العاملين ببلاط السلطة الرابعة لإيمانه ان البنيان الصحفي في العراق لن يعلو إلا بتضافر الجميع صغاراً وكباراً بعيداً عن الانانية والعنجهية والتعالي، ما انعكس حتى على تقديمه برنامج (ستوديو الرياضة) في قناة الحرة عراق كنموذج مصغر للعلاقات الانسانية الرائعة بين اسرة البرنامج التي شهدناها في اكثر من بطولة ودورة عربية وقارية وعالمية كان ديدنها تشريف الوطن وتقديم شهادة الكفاءة وسط عشرات الاعلاميين العرب والاجانب الذين بهرهم حسام بطلته الجميلة وحركاته الرشيقة لتغطية الاحداث بتفرّد لا يجارى من بقية المحطات العراقية حتى اصبح (ستوديو الرياضة) حاضن العراقيين الرياضيين بعد ان حُرموا من ثلاثاء البدري الذي فارقهم في العام الثاني من تسعينيات القرن الماضي لأسباب غمرها أبو زيدون في أعماق الأسرار!
ولا ننسى الاذرع الثلاثة المساندة لنجاح حسام في وطنه المؤلفة من الزملاء عدنان لفتة وعمار ساطع واحمد قاسم الذين لم يألوا جهوداً من اجل تفاعل الجمهور مع المحاور الساخنة والأضواء الإنسانية والتفاعلات المباشرة مع الحدث الرياضي بحكم تمتعهم بخصال مهنية عززت من تواصل البرنامج في القمة التي لا تليق إلا بفرسان الصحافة قولاً وفعلاً وعفة.
كم يسعدنا توجه (ستوديو الرياضة) لانقاذ شيوخها من العوز والفاقة حيث قدم حسام عشرات الرياضيين ممن أعمت عيونهم دموع التشكي والشعور بالجفاء لاسيما من اهل الرياضة انفسهم الذين كانوا في يوم ما تلاميذهم الصغار قبل ان تنبت لهم اظافر طوال يجرحون كرامة الرواد بانتظار ممّل على ابواب غرفهم، حتى ان قسماً منهم مات على نداء حسام العاجل من دون ان تمتد اليه ايدي المسؤولين مثلما تملي عليهم واجباتهم.
اعتقد ان حساماً رمى أكثر من (حسام حق) من نافذته الأسبوعية أصاب بواطن علل رياضتنا وأثار جدلاً بين بقية المتقاعسين الأميين ممن لا يطيقون فضحَهم ولو تحت انوار الشموع ، ولهذا نطالب زميلنا العزيز وهو يوقد الشمعة 401 ان يزيد من توهج صراحته في مناظرات شفافة عبر دائرة تلفازية مغلقة ما بين واشنطن وبغداد يجيد قيادة طاولاتها في حلقات شهرية نحتاج الى احترافيته في إدارة الحوار ليقدم لنا شخوصاً سُلـّموا أمانة ومصير الرياضة العراقية لكنهم اضاعوها في دروب المصالح والتكاسل والتكتل لتحقيق منافع ذاتية لم تعد خافية عن الجميع لاسيما ونحن نترقب ولادة تنفيذية جديدة للاولمبية تغير خارطة رياضتنا الفقيرة بالانجاز وتعتني بالرياضي الانسان ولن ينام اعضاؤها كالقطط السِّمان!