هنيئاً لأعضاء اتحاد كرة القدم الخبر الصاعق الذي صدّع رؤوسهم أمس الأول الثلاثاء قبل ان يخلدوا الى النوم "رجال لخويا يظهرون في الدوحة بقوة الساموراي ويمزقون شباك الأسود ثلاث مرات" !
للمرة الثانية تتلقى الكرة العراقية هزيمة مريرة بعد أن سقطت في طوكيو قبل شهرين مضرّجة بدموع الفضيحة حيث تلاعبت بها الكتيبة اليابانية صاحبة التصنيف الدولي 20 ليهز هوندا وماكينا وكوزاكي شباكها بعنف أربع مرات، ويومها انتفض الإعلام بقسوة ضد المدرب أكرم سلمان وكأنه وراء "نكسة حزيران" ! فماذا سيكون موقف هؤلاء هذه المرة ومنتخبنا يغدو هزيلاً أمام نادٍ فتح عينه على دوري الأضواء في قطر قبل ثلاث سنوات وأحدث انقلاباً على الزعيم والملك والفهود لكن لم يخطر ببالنا أن يبتلع الأسود معنوياً بفوبيا الخسارة!
آه يا علوان .. أتظن أن الشارع الرياضي سيمرر خطأك الشنيع هذا بتبريرات على شاكلة غياب المحترفين وقلة مدة التحضير وصعوبة التطبّع السريع على تكتيكك الجديد؟ كلا، تحمَّل مسؤوليتك مثلما تقتضي مصلحة المنتخب، ثم إذا كنت تعتقد ان وظيفتك معه تسمح لك بالتصرّف الكيفي بمصير ابرز اللاعبين الدوليين الاساسيين لتغيّبهم عن المعسكر وربما تشطبهم لاحقاً من القائمة في أزمة (كسر العِظام) مع مدربهم حكيم شاكر فأنت مخطئ ويفترض باتحاد الكرة ان يلفت نظرك الى حساسية هذا التصرّف غير اللائق بقيمتك كمدرب معروف ومربي لأجيال عدة منذ ثمانينيات القرن الماضي وأنت تعي صعوبة صناعة لاعب دولي اليوم، فاسماء مثل امجد كلف وحسين علي واحد وعلي بهجت وجلال حسن ووليد سالم لا يمكن التفريط بهم وتهميشهم بمزاج انفعالي، فلا ذنب لهم سوى انهم ينفذون توجيهات ملاكهم التدريبي وادارة ناديهم ، وهذا ليس درساً أو شطارة تدعي صوابها، بل اهمال عمد يستدعي اتحاد الكرة التحقيق فيه والمحاسبة.
ولا يفوتني التنبيه هنا الى أن علوان أول من أخلّ باتفاقية رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي حال خروجه مع زميله حكيم شاكر من غرفة الاجتماع التصالحي، حيث سأله مراسل قناة البغدادية إن كانت المشكلة قد تم تسويتها ؟ فأجاب بوجه متجهّم: نعم ، لكني ساستدعي لاعبي الشرطة عندما احتاجهم !! وبالفعل نفذ ما يفكر به وأنصاع لأوامر العقل الباطن ولم يصطحبهم الى الدوحة مع ان تأشيرتهم لن تأخذ وقتاً طويلاً وتعامل مع قضيتهم برؤية شخصية وقناعة مغلقة بعدم الحاجة اليهم وكأن بينه وبين شاكر حرباً شطرنجية ضروساً يتحكمان ببيادقها كيفما شاءا !
محطات التجريب الكروية في العالم اليوم تخضع الى تمحيص دقيق من لجان فنية في الاتحادات تضع المدير الفني امام خيارات متعددة قبل الإقرار بتوصية التحضير في معسكر بلد ما ، فكيف يتصرّف رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود بشكل كيفي وعبر التنسيق مع نظيره القطري حمد بن خليفة على هامش اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن في 27 أيار الماضي بالكويت لاختيار الدوحة معسكراً للأسود في هذا التوقيت تحديداً في ظل استغراب اغلب اعضاء اللجنتين الفنية والمنتخبات الذين لا علم لهم حتى ببرنامج الكابتن علوان بعد تسنمه المهمة باتفاق اربعة اعضاء في الاتحاد باجتماع مصغّر بصالة فندق بغداد حالما حزم جمال حاجي حقيبة العودة هارباً الى بلاده!
ليت اتحاد الكرة والمدرب يحيى علوان يضعان تجربة إدارة نادي الميناء الثرية بالحكمة والتدبير الاحترافي عندما توجهت بفريقها الى تركيا استعداداً للموسم الجديد وعقدت اجتماعاً مع مدربها السوري حسام السيد وخولته لقاء مدربي منتخبي البحرين وليبيا المتواجدين في منتجع (كَرين بارك) بمدينة ازميت التركية وهو محل إقامة وفد الميناء، ولم يكلف لقاء السيد مع المدربين سوى فنجان قهوة على طاولة حوار الصداقة تمخّض عن موافقتهما على خوض مباراتين تعود بالفائدة عليهما اليوم الخميس والاحد المقبل، وشتان بين قهوة الميناء بسكر "الكرامة" وملّذات غيره بطعم الخذلان!
فوبيا الأسود..وقهوة الميناء!
[post-views]
نشر في: 19 أغسطس, 2015: 09:01 م