قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده «تتجه سريعاً صوب إجراء انتخابات جديدة، وإنه لن يتسنى الخروج من المأزق السياسي الذي حدث بعدما أخفق حزب (العدالة والتنمية) الحاكم في تشكيل حكومة فاعلة إلا من خلال حل يلبي)إرادة الشعب(.

وأضاف أردوغان، في كلمة ألقاها على مجموعة من المسؤولين ونقلها التلفزيون في بث مباشر،امس الأربعاء،:«علينا بعدما عجزنا عن تشكيل حكومة أن نسعى لحل يلبي إرادة الشعب». وتواجه تركيا أزمة سياسية بعد فشل حزب العدالة والتنمية في تشكيل حكومة جديدة، لتزيد احتمالات تشكيل إدارة انتقالية لقيادة البلاد نحو انتخابات مبكرة.في وقت عززت السلطات من العمليات الامنية والعسكرية في جنوب شرقي البلاد ذات الغالبية الكردية ، بعد سلسلة هجمات شنها تنظيم حزب العمال الكردستاني . وأعاد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التفويض بتشكيل حكومة جديدة عقب فشل محادثات تحالف محتمل مع حزبين رئيسيين.ولم يتبين بعد ما إذا كان أرودغان، الذي أشارت تقارير إلى رغبته في إجراء انتخابات جديدة، سيمنح الفرصة لرئيس حزب آخر لتشكيل حكومة جديدة، بحسب الاسوسيتد برس.وينتهي الموعد النهائي لتشكيل الحكومة بنهاية هذا الأسبوع. ويتوقع على نطاق واسع أن يدعو أردوغان لانتخابات جديدة ويقوم بتشكيل حكومة مؤقتة.وسيؤدي مثل هذا الترتيب المؤقت من الناحية النظرية إلى منح مناصب وزارية لأربعة أحزاب وصلت إلى البرلمان، مما يصيب اتخاذ القرار بالشلل، ويزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد، حيث سجلت الليرة انخفاضات قياسية.ويراهن مسؤولون كبار بالعدالة والتنمية على أن القوميين الذين يعارضون بشدة منح أي نفوذ سياسي أكبر للأكراد سيفعلون أي شيء لتجنب سيناريو يحصل فيه حزب الشعوب الديمقراطي، المؤيد للأكراد، على حقائب وزارية.في الاثناء ،أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته شركة (جيزيجي) للأبحاث واستطلاعات الرأي أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على 39.2 في المئة في حال التوجه إلى انتخابات برلمانية الآن، وهي نسبة أقل من التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من حزيران الماضي.وجاءت نسبة الشعب الجمهوري عند 26.4 في المئة، فيما تراجعت نسبة الحركة القومية إلى 16.2 في المئة. أما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي فحصل على 14.1 في المئة بزيادة بلغت نحو 1% عما حصل عليه في انتخابات 7 حزيران الماضي .من جانبه، قال مراد جيزيجي المدير العام للشركة في حوار أجرته معه صحيفة (بيرجون) التركية إن شركات استطلاع الرأي الموالية للحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان تهدف إلى خفض نسبة المشاركة في الانتخابات عن طريق إظهار أصوات العدالة والتنمية زائدة.وأفاد جيزيجي بأن الأغلبية الكبرى من الناخبين الذين لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع هم من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري.وأضاف: "أغلبية الجماهير التي لا تدلي بأصواتها من شعبية حزب الشعب الجمهوري حيث تبلغ نسبتهم ما يقرب من 60 إلى 65 في المئة. وأرى أن هدف شركات استطلاع الرأي المحسوبة على الحكومة هو أن ترفع نسبة عدم الذهاب للصناديق إلى 20 في المئة. وفي ضوء ذلك تصبح أصوات العدالة والتنمية ما بين 42 و44 في المئة. لكن نسبة الأصوات الحقيقية للعدالة والتنمية الآن هي 39.2 في المئة".

الى ذلك اعلنت وكالة انباء الاناضول التركية الرسمية ان ثمانية جنود اتراك قتلوا امس الاربعاء في تفجير استهدف آليتهم في جنوب شرقي البلاد، محملة حزب العمال الكردستاني المسؤولية.فيما قامت تركيا امس الاربعاء بدفن جنازات لثلاثة من جنودها قتلوا في اشتباكات مع المتمردين الاكراد بينما عززت السلطات من العمليات الامنية والعسكرية في جنوب شرقي البلاد ذات الغالبية الكردية.وشكل ما بين مئة و150 مدنيا حاجزا بشريا في وقت متأخر الثلاثاء في مواجهة عملية امنية جاءت بعدما اغلق متمردون اكراد بالمتاريس الطريق الرئيسي بين ليجه في دياربكر وبينغول في جنوب شرقي تركيا، وفق بيان للجيش.وقال الجيش ان متمردي حزب العمال الكردستاني تنكروا بلباس قرويين واندلعت الاشتباكات التي قتل فيها جنديان واصيب آخر بجروح.وبذلك ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات الى ثلاثة اشخاص خلال يومين بعدما توفي جندي ثالث متأثراً بجروحه.واقيمت جنازات الجنود الاتراك الثلاثة امس الاربعاء في ديار بكر قبل نقل الجثامين لدفنها في مناطق نشأتهم.وفي هذه الاثناء، اوقفت الشرطة التركية رئيسي بلديتي سور وسيلوان في دياربكر خلال مداهمات في الصباح بعدما اعلنا "الادارة الذاتية".وكانت السلطات اعلنت في وقت سابق حظرا للتجول في سيلوان بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر من حزب العمال الكردستاني والقوات الامنية.