انشأ مجلس الشورى الايراني الاربعاء لجنة خاصة لدرس الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى، كما ذكرت الاربعاء وسائل الاعلام الايرانية، في وقت قال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده تتحقق من صفقة روسية ممكنة تبيع فيها موسكو منظومة "إس &nd
انشأ مجلس الشورى الايراني الاربعاء لجنة خاصة لدرس الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى، كما ذكرت الاربعاء وسائل الاعلام الايرانية، في وقت قال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده تتحقق من صفقة روسية ممكنة تبيع فيها موسكو منظومة "إس – 300" لإيران، ما إذا كانت تتعارض مع عقوباتها المفروضة على طهران.
وتضم هذه اللجنة التي تعكس تشكيلة مجلس الشورى الذي يهيمن عليه النواب المحافظون، خمسة عشر عضوا، هم ثلاثة عشرة من المحافظين واثنان من الاصلاحيين. وستبحث اللجنة في الاتفاق النووي الذي ابرم في 14 تموز/يوليو بين ايران وقوى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا). وينص الاتفاق على ان يقتصر البرنامج النووي الايراني على الجانب النووي المدني في مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها منذ 2006، والتي يمكن اعادة تطبيقها. وتشهد ايران في الوقت الراهن جدلا حول ضرورة ان يصادق مجلس الشورى ام لا على الاتفاق. وقد طلبت اكثرية من النواب -201 من اصل 290 طرحه للتصويت وموافقة مجلس صيانة الدستور حتى تتوافر له "قاعدة شرعية". لكن المحافظين في مجلس الشورى لن يعارضوا اتفاقا وافق عليه المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي.
وتعتبر الحكومة وفريق المفاوضين، في المقابل، ان موافقة مجلس الشورى على الاتفاق ليس في مصلحة البلاد، لأنه يحول تعهدات اختيارية لايران الى التزام قانوني. واعتبر خامنئي الاثنين ان مستقبل الاتفاق النووي ليس "واضحا"، لأن الموافقة النهائية لايران وكذلك الولايات المتحدة عليه، ما زالت غير اكيدة كما قال. من جهة اخرى، انتقد آية الله خامنئي مرة اخرى الولايات المتحدة المتهمة بالسعي الى "التسلل" الى ايران عبر الاتفاق النووي. وللمرشد الاعلى الكلمة الاخيرة في الملف النووي. وفي الولايات المتحدة، من المتوقع ان يصوت الكونغرس الذي يهيمن عليه المعارضون الجمهوريون للرئيس باراك اوباما، ضد الاتفاق مرة اولى في ايلول/سبتمبر. وسيستخدم اوباما حقه في النقض، وهذا ما يحتم عندئذ توافر اكثرية الثلثين - وهو امر غير مرجح- للمعارضين من اجل التعطيل.
في غضون ذلك عارض عضو ديموقراطي ثانٍ في مجلس الشيوخ، أمس، الاتفاق النووي مع إيران الذي يثير انقساماً حاداً داخل الطبقة السياسية والمجتمع الأميركي، مع اقتراب موعد تصويت الكونغرس عليه في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال السيناتور الديموقراطي روبرت ميننديز في خطاب في جامعة "سيتن هول": "كرست حياتي لبعض المبادئ. إذا امتلكت إيران السلاح النووي، فلن أكون من الموقعين على ذلك". وينضم ميننديز بذلك إلى زميله السيناتور تشاك شامر الذي عارض بدوره اتفاق 14 تموز (يوليو) الماضي بين إيران والقوى الكبرى. وأضاف: "أعلم أن تأييد الاتفاق سيكون أكثر بساطة، تماماً مثلما كان التصويت مع حرب العراق في الماضي أكثر بساطة". وميننديز هو الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، فيما شامر هو الاسم الأبرز في المجموعة اليهودية في الكونغرس. والاثنين، أقرّ زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بأن لدى أوباما "فرصاً كبيرة للنجاح" في هذا الملف الحيوي بالنسبة إلى ولايته الرئاسية. وأكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية أن تزويد إيران بمنظومات "أس-300" سيتم قبل نهاية العام الحالي، وقال إن عدد المنظومات سيبقى نفسه الذي نص عليه العقد القديم. وجاء هذا التأكيد الأربعاء تعليقا على مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية أن طهران تأمل في الحصول على 4 كتائب من صواريخ "أس-300" المحدثة، بدلا من ثلاث كتائب، كما نص عليه العقد القديم بين البلدين. الى ذلك قال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده تتحقق من صفقة روسية ممكنة تبيع فيها موسكو منظومة "أس – 300" لإيران، ما إذا كانت تتعارض مع عقوباتها المفروضة على طهران. وأشار كيربي إلى أن هذه الصفقة المحتملة لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، لكن التحقق سيتم حول إذا ما كانت تتعارض مع القوانين الأمريكية الخاصة بالعقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة، وأكد كيربي أن موقف بلاده حول هذه المسألة لم يتغير. وأضاف أن الولايات المتحدة كانت ومازالت قلقة من نية روسيا تزويد إيران بهذه المنظومة الصاروخية، وذلك بسبب سياسات إيران الخارجية في الشرق الأوسط ودعمها لجماعات هناك تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. وعبر كيري عن أمله بأن لا تعيق خطط روسيا بإمداد إيران بمنظومة "أس – 300" تنفيذ الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الموقع بين طهران ودول مجموعة "5 + 1"، وبناء على كلامه لا علاقة بين الاتفاق النووي وقلق واشنطن بشأن الصفقة المحتملة لمنظومة الصواريخ.