TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أكذوبة "الاستحقاق الانتخابي"

أكذوبة "الاستحقاق الانتخابي"

نشر في: 21 أغسطس, 2015: 09:01 م

الفترة المظلمة التي ألمّت بالعراق على مدى سنوات حكم المالكي وانتهت بتمزيقه صارت مصائبها لا تخفى على أحد. لكن الخراب الأخطر، الذي يندر ان ننتبه اليه، أصاب عقول شريحة واسعة من بسطاء العراق. فلاحون وعمال وكسبة ومظلومون صاروا يرددون مصطلح "دولة رئيس الوزراء" وهم لا يعرفون معناه بالمرة. بالمناسبة، نقل لي سياسي مقرب من المالكي انه نفسه لا يعرف معنى المصطلح لكنه يحس بانه "ممتاز"! هذا ليس مهما لأن الطغاة عندما يسقطون تسقط ألقابهم معهم وها انتم ترون لا "دولة فلان" ولا "دولة بطيخ". غده شرها.
لكن هناك ما هو أخطر نبهني اليه المستشار الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية المخلوع مرتين. صاحبنا يقول عن المالكي ان "استحقاقه الانتخابي هو رئاسة مجلس الوزراء لكنه تنازل عنها". هكذا يضحكون على عقول البسطاء.
الاستحقاق الانتخابي" في النظام البرلماني" يكون أولا: للكتل وليس للأشخاص. ثانيا: يحدده عدد مقاعد الكتلة في البرلمان وليس الأصوات التي حصلت عليها. ثالثا: انه ليس اكثر من ان يلتزم رئيس الجمهورية بتكليف من ترشحه الكتلة الأكبر لرئاسة الوزراء الذي يمكن ان يكون شخصا لم يدخل الانتخابات أصلا.
من وجهة نظري ان اختراع فيكة "الاستحقاق الانتخابي" ليست امتهانا لعقول العراقيين فقط بل إهانة مباشرة لكل من انتخب المالكي. لأن الأخ في قوله هذا يعني بانه صرّف الاصوات الى منصب كمن يصرف الدولار الى دنانير في محال الصرافة. الذي ينتخبك في البلدان الديمقراطية يأمل بك ان تكون خادما جيدا ومطيعا له وليس سيدا عليه.
ثم اني اريد اشوف أية رئاسة وزراء تلك التي تنازل عنها المالكي؟ الذي يتنازل عن شيء يجب ان يملكه أولا. فليعطنا جناب المستشار ما يثبت انه اعطي له المنصب ورفضه او تنازل عنه. هسه مو كافي علينا داعش التي رماها صاحبكم على رؤوسنا هالنوب تسوونه متفضل علينا بالتبرع بمنصبه؟ يمعودين هو منصب نائب رئيس ومجلب بيه بسنونه اشلون منصب رئيس الوزراء اجاه وعافه؟
مولانا المستشار: العب غيرها فالشعب نهض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram