في فيلم الرسالة الذي لايمكننا ان ننسى حواراته المنتقاة قال عتبة حين اراد ان يتجنب حرب الاب وابنه عندما تهيأ الكفار لمحاربة المسلمين :" اعصبوها برأسي وقولوا جبن عتبة وانتم تعرفون انني لست بأجبنكم " ...
قبل ايام وفي مجلس القضاء تكرر السيناريو ذاته حين اراد رئيس مجلس القضاء مدحت المحمود ان يتجنب إلصاق تهمة الفساد به وبأذنابه فعصبها برأس عدة قضاة اشتهروا بالنزاهة ومحاربة الفساد بحجة تنظيف القضاء من رؤوس الفساد بعد ان تغيرت لهجة العبادي بعد التظاهرات السابقة من دعوة المحمود الى الاستقالة الى مطالبته بتنظيف القضاء من المفسدين ، وهكذا ألقى الكرة في ملعبه دون ان نعرف السبب الخفي وراء ذلك،فالجميع يعلم وأولهم المتظاهرون ان رأس الفساد كله يبدأ من القضاء وبان المحمود كان وراء تمرير كل الصفقات المشبوهة التي عصفت بالواقع العراقي خلال فترتي حكم المالكي ابتداءً من منحه الولاية الثانية ومحاولته منحه الثالثة مرورا بكل ملفاته التي فاحت منها رائحة العفن حين كشف بعض القضاة النزيهين مدى حجم الفساد الذي يخوض فيه مدحت المحمود ويشرف عليه ،ورغم مطالبة المتظاهرين بإقالته واشارة المرجعية الى ذلك ودعوة العديد من المسؤولين والمثقفين والناشطين والإعلاميين الى معالجة جروح العراقيين بالكي الذي يبدأ بتنظيف القضاء من الفساد ورأس الافعى فيه لكن ماجرى كان العكس ووجد المحمود الفرصة سانحة ليمارس سيناريو مبتذل سبق ان مارسه القائد الضرورة من قبله ولعله تعلمه منه فقد كان خير رفيق له اذ كان الرئيس المخلوع صدام حسين يحدد يوما للاستفتاء الشعبي ويطالب شعبه بأن يقرروا بقاءه او رحيله وهو يدرك جيدا انه لن يحظى بأقل من (نعم 100%)، فالكل يخشى قولة (لا) وهكذا فعل المحمود حين جمع القضاة ليعرض امامهم رغبته بالاستقالة ليرفضوها بشدة ويطالبوا بعودته الى القضاء خوفا من بطشه او فتح ملفات الفاسدين منهم الذين ينضوون تحت لوائه ويهمهم ان يحافظوا على بقائه ...
بهذه الطريقة تجري عملية تنظيف البلد من الفاسدين حاليا ..باقصاء النزيهين وازالة احجار العثرة عن طريق الفاسدين اصلا بالتسقيط السياسي الذي بدأت بوادره منذ ان خلع السياسيون براقع الحياء وصاروا يتبادلون الاتهامات ويكشفون اوراقهم امام الشعب المندهش من تراكم الاوساخ على ملامح حكومته كل هذه السنوات دون ان يحاول احد ما تنظيفها ..
اليوم ، يحاول الشعب ان يقول كلمته ..يريد ان يمسك المكنسة بيده ويزيل الاوساخ عن طريق مستقبله ، لكنه مازال محاصرا بالالعاب البهلوانية التي يمارسها السياسيون للالتفاف على الشعب وأولها الإبقاء على مدحت المحمود والمالكي وكل من كانت له يد طولى في الفساد وخراب البلد ....لأولئك القضاة الذين ازاحهم المحمود عن طريقه بأسباب واهية وبعضها غير دستوري نقول ان طريق الحق الذي اقسموا على سلوكه منذ ان ارتدوا عباءة القضاة موحش لقلة سالكيه لكنهم هذه المرة لن يسلكوه وحدهم فهناك ملايين العراقيين الذين انقشعت امامهم الغمامة وتمزق جدار الصمت الذي كبلهم طويلا ولن تختفي اصواتهم هذه المرة حتى يستعيدوا على الاقل احساسهم بالقدرة على التغيير وان التف السياسيون على مطالبهم وعملوا على تسويفها فهم على الأقل سيظلون مصدر أرق وقلق ورعب لهم وسينجحون في إرباكهم لتنكشف اوراقهم الوسخة شيئا فشيئا ...
وعصبها المحمود... برأسهم
[post-views]
نشر في: 21 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ياسين عبد الحافظ
فقط للعلم رجاء ان القاضي لم يقدم استقالته ، لقد طلب احالته على التقاعد ، ويبدو لى ان ذلك ضمن قانون التقاعد للقضاة، ان يوافق مجلس القضاة على الاحاله، لم يوافق المجلس!!(وهذا ماجاء بنشرة اخبار الحرة عراق ليلة الحادثة) وتابعت القناة الخبر، بان المحمود ترك ال