العاملون في قسم التصحيح بصحفنا المحلية سابقا لطالما وقعوا في حرج ، يصل احيانا الى عقوبة قطع الراتب او الفصل من العمل نتيجة خطأ كارثي ، حين ترد كلمة الحزب في خبر او تقرير خالية من حرف فتصبح مفردة غير صالحة للنشر ، تدفع رئيس التحرير الى اعلان حالة الطوارئ ، واضعا كفه على قلبه ، منتظرا اتصالا هاتفيا من جهة رسمية ، تستسفر عن اسباب حصول الخطأ الشنيع ، وهل تقف وراءه جهات مغرضة تستهدف الامن القومي بالإساءة الى الحزم الحاكم .
الجهات الرسمية في اغلب الاحيان تتعرف على الخطأ الخطير بإشارة تنبيه من احدهم لم يضع في اعتباره امكانية حصول اخطاء مطبعية في معظم الصحف يتم تجاوزها بالتغاضي، لكن في العراق تكون مصدر اثارة للتندر والسخرية وتعبيرا عن نوع من المعارضة الصامتة في نطاق ضيق محدود خشية التورط بتهمة امنية ، وهناك من يحتفظ بنسخة من الجريدة ارضاء لرغبة في الاحتفاظ بالنوادر .
مصححو الصحف العراقية الحالية تخلصوا من مخاوفهم السابقة ، في زمن حرية التعبير لا قلق من حصول خطأ شنيع ، العواقب لا تتعدى التنبيه ثم نشر الاعتذار في عدد اليوم الثاني ، يغلق الملف تحت عنوان سقط سهوا ، لكن رئيس قسم التصحيح في الجريدة ، يبقى متيقظا مستخدما كل حواسه لاصطياد الخطأ ، بين آونة واخرى يتلقى من رئيس التحرير او نائبه تحذيرات من الوقوع في المحظور ، ولاسيما ان مفردة الحزب تتكرر في التقارير والاخبار ومقالات الكتاب ، قد يتقصد احدهم تحريف مفردة الحزب ، فتعبر على المصحح نتيجة ضغط العمل ، حينذاك تشدد الجريدة اجراءات الحماية ، تستعين بجهة امنية لحماية مقرها ، لان احد المتبرعين نشر على حسابه الخاص في شبكة التواصل الاجتماعي الخطأ غير المقصود ، عده من وجهة نظره اساءة لحزب عرف بخدمته الجهادية ، زعيمه شخصية دينية تتمتع بنفوذ واسع ، المتبرع دعا مناصري الحزب ومؤيديه بشن صولة على مبنى الجريدة ، مع توصية بالضرب بيد من حديد على المسيئين للحزب صاحب القاعدة الشعبية الواسعة في الساحة العراقية ، ليس من المستبعد ان يتحقق على ارض الواقع مثل هذا السيناريو، فشعار سقط سهوا مع الاعتذار بالصفحة الاولى بالبنط العريض لا يرضي الاطراف المتضررة من خطأ غير مقصود .
قادة الاحزاب والقوى المشاركة في الحكومة العراقية الحالية حصلوا على مكاسب وامتيازات ، بفضل الكرم السخي للعملية السياسية ، لم يعترف واحد منهم بأخطاء السنوات السابقة ، اعلنوا دعمهم لإصلاحات العبادي ، لكنهم ابدوا مخاوفهم من تهديد مصالحهم والغاء شعار:" هذا من فضل حزبي" نتيجة اتساع حركة الاحتجاج الشعبي .
دعوة الى الزملاء المصححين في الصحف المؤيدة للمتظاهرين الى اتخاذ اليقظة والحذر لتفادي سقوط حرف من شعار "هذا من فضل حزبي" حفاظا على سمعة الاحزاب المشاركة في العملية السياسية، ودمتم للنضال .
هذا من فضل" حزبي"
[post-views]
نشر في: 22 أغسطس, 2015: 09:01 م