عبدالله السكوتي أعرف مايفكر به صاحبي فهو دائم الاهتمام بمتابعة اخبار الحكومة ويردد (اللهم ديمهه خيمة فوك روسنه) ولان صاحبي يبحث عن الخيمة التي تقيه حر الشمس وتمنع عنه المطر فهو مستعد ان يقدم لك قصيدة في مزايا هذه الخيمة
 حتى وان كانت مصنوعة من الجنفاص المهم ان صاحبي يؤمن بالمثل القائل (بيضة اليوم احسن من دجاجة باجر) ضحك عواد البلام وهو يستمع لحديثي فقال:شوف عمي صحيح آنه ما متعلم بس السفر خلاني اشوف اشكال وارناك..ومثل صاحبك هذا شفت هواي ذوله ناس يعرفون اللحمه الدسمه وين. صحيح فان معارضي الحكومات لايحق لهم احتكار صفة التمسك بالمبادئ فهناك موالون مبدئيون، لاتخضع موالاتهم للنقاش والتبدل من حيث الاتجاه ، فهي مصوبة نحو الحكومة أياً كانت عقيدتها اوتوجهاتها.هم يوالون على نفس واحد لايأخذون نفسا بين (موالاتين) ولايبلعون ريقهم بين تأييدين بل يؤيدون في كل وجبة وقبل النوم وبعده وفي رمضان قبل الفطور وبعد السحور.لاوقت لديهم لكي يحكوا رؤوسهم قبل تجديد الموالاة والتأييد وهم لايعدون للعشرة ولايلتفتون حولهم ولاترمش عيونهم اوترف جفونهم. ضحك عواد وهو يلف سيجارته وهي عادة لم يفارقها منذ اكثر من نصف قرن فهو يؤمن بان سيجارة اللف اطعم واحسن من كل علب سجائر العالم واخذته نوبة السعال وهو يقول: شوف عمي ابو حسين..معلومك الدنيا بيهه الشين والزين وهاي حكمة ربك خلق الطيب وخلق الخبيث. ولأن عواد يريد ان يحول الحديث الى دار الدنيا ودار الفناء فقد قطعت عليه الطريق وانا احاول ان اشرح له فكرتي، عمي عواد انهم السياسيون المؤيدون وبينهم كتاب وصحفيون ومحللون وهم دائمو الترحال الى حيث الكلأ والماء وبالمعنى المعاصر للكلمة الى حيث المنصب والتنفيع والصيت والجاه والوجاهة ، اذا قالت الحكومة ان الاقتصاد هو الاساس تحولوا الى مشجعي استثمار وما الانسان عندهم الا حيوان مستثمر. واذا قالت الحكومة ان التنمية السياسية هي الاصل ارتفعت عندهم اهمية الناتج الاجمالي من الاحزاب والنقابات والهيئات والجمعيات. قل ماهو حزبك اقول لك من انت انهم ياعواد السياسيون الرحل يسهمون اليوم في قيادة وتوجيه المرحلة. ضحك عواد وهو يسحب نفسا من سيجارته وقال: شوف استاذ معلومك ولو اني مافتهمت نص الحجيته بس لزمت خيط الشليلة ، ذيج السنة،جودرت المنظمة الحزبية بصف محلتنا المسؤول الحزبي جان كل يوم طالعنة بقوانة ويخطب خطبة طويلة عريضة واحنه ناس نروح ويه الحكومة للكشر جنه نصفكله ونصيح بالروح بالدم وراها كلمن يروح على باب الله ، المسؤول اول ما اجانه جان بعد كدرك مثل الحصيني ضعيف ومسلوع وما عده غير سالفة التقشف وشد الحزام ويوم ورة يوم وكلما يجمعنة ويخطب بينه اشوفه تغير وثخن ، وكام مايمشي عله رجلية سيارة تجيبه وسيارة توديه ، وراها ما شفناه وفد يوم وانه كاعد مثل هاي الكعده واشوف رفيق ستار هو بشحمه وبلحمه يحجي بالتلفزيون نفس حجاياته ، بس لغوده صارن اكبر.. ما أطولهه عليك، معلومك ابو ستيرة نفسه شفته قبل جم يوم صاعد سيارة جنهه فيل والحماية تركض وراه سألت كالوا هذا حجي ستار واحد جبير بالحزب، وانه ليهسه محتار معلومك حزب البعث صدك رجعوه ، بس لاسوهه الجماعة وباجر عكبة يلمونه من جديد بجيش القدس.