ما زلت أتذكر ذلك الصعيدي الذي كنت جالسا بجانبه يوم خطب مرسي خطابه الأخير الذي اودى بحياته وحياة "الإخوان" السياسية. صاح بفطرته وفطنته "ده رئيس جمهورية اثيوبيا مش مصر". سأل الناس: انتم فهمتم حاجة؟ قالوا: لا والله.
اول امس خطب جمع من "قادتنا" السياسيين في الذكرى السنوية الـ 17 لاستشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر. تذكرت الصعيدي وكأنه يجلس امامي هذه المرة ويسألني: انت فهمت حاجة؟ وربك دخت. مزقت القميص، والله شاهد. ولكم لعد منو جاب هذا الفساد .. أمي؟ منو سرط الميزانية .. أبوي؟ منو سلم الموصل للدواعش عن سابق قصد وانتقام .. جدّي؟ زين اذا مو انتو أساس زرع الفساد، على الأقل اذكروا لنا اسم فاسد واحد. الف مرة سامعينها منكم انه لا عصمة لفاسد. ديالله وينكم؟
تعرفون ليش ذوله يقابلون الشعب ويبزونه بعينه؟ لأن "حجي احمد أغا" نفذ مطالب "المستثمرين" بتحريم ذكر أسماء الفاسدين في التظاهرات. وكل مقاول "ثانوي" عبد بيد المستثمر "الأولي".
اسألكم بربكم وبهذا العراق الذي يبدو ان حالة بؤسه ما الها جارة: هل كان السيد مقتدى الصدر سيطرد بهاء الاعرجي لو ان المتظاهرين لم يذكروه بالاسم والصورة؟ كيف، اذن، ارتضيتم لأنفسكم ان تصدروا قرارا بمنع رفع صور الفاسدين على الهواء وفي ساحات التظاهر؟ أتخافون على هيبة من ضيع الأرض والمال والاعراض؟ يال هذا الغباء المتجذر في النفوس قبل العقول؟
أقول قولي هذا وساترك الكيبورد لاقف دقيقة اجلال واحترام للمفكر المتنور غالب الشابندر. فهذا الشجاع بعد ان سمعهم يتاجرون ويهذون باسم الشرف ومحاربة الفساد خرج عليهم في قناة "الحرة عراق" ليخاطبهم بأسمائهم واحدا واحدا. كان امة لوحده. وكان تظاهرة لوحده. هكذا يجب ان يكون قائد التظاهرات، والا فلا.
كل كلمة قالها كانت مطلبا واعيا. وكل جملة رددها تصلح شعارا وهتافا لقوم ينشدون التغيير والقضاء على الفساد بحق. لم يكن كشّاخا ولا خوافا ولا هياّبا.
سلاما على العقل الكبير والموقف الكبير. السلام عليك يا أبا عمّار الشهيد. أشهد انك اشجع المتظاهرين وان كنت وحدك. واشهد أنك قلت ما في قلوب المظلومين والمظلومات والمسببين والمسبيات والمهجرين والمهجرات.
قبلة لجبينك الوضاء ولقلبك الموجوع بفقد خير الأبناء.
سلاما يا غالب الشابندر
[post-views]
نشر في: 23 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
waleed aljiburi
شكرا استاذ هاشم بالفعل ابا عمار امة لوحده طبتم بود
waleed aljiburi
شكرا استاذ هاشم بالفعل ابا عمار امة لوحده طبتم بود