TOP

جريدة المدى > مواقف > الإرهاب والغرب.. عقــــدٌ مــن ســــوء التقـــــدير

الإرهاب والغرب.. عقــــدٌ مــن ســــوء التقـــــدير

نشر في: 6 يناير, 2010: 03:23 م

ترجمة/ إسلام عامرلقد كان الحرس الثوري الإيراني العقل الموجه لاختطاف خمسة رجال بريطانيين في العراق و ذلك في أسبوع لم يكن بالمبهج والأخير في عقدٍ محفوف بالمخاطر، لدى عملية الاختطاف هذه دافعين أولهما المساومة على إطلاق بعض المعتقلين والثاني هو منع بيتر مور، الرهينة البريطانية الوحيدة التي نجت، من تنصيب نظام حاسوبي كان من شأنه أن يمنع الملايين من الدولارات من المساعدات الدولية من الوقوع في أيدي الجماعات المسلحة في العراق،
 و يجب ان تكون هذه القصة بمثابة تأبين للغزو الذي هو ابعد ما يكون عن الاستقرار و نشر الديمقراطية هذا الغزو على العراق وأفغانستان الذي اثبت قابليته الشديدة على الاحتراق،ألا أن هذه حماقاتٌ حصلت في العقد الماضي وستستمر بالحدوث حتى العقد الجديد.قبل عشر سنوات مضت قام توني بلير بتبني أسلوب ترفيه غريب وذلك بإنشاء قبة الألفية فبدت الأمور مختلفة واعتقد الماليون بأنهم اوجدوا اقتصادا ً يمكن له ان يواجه قوانين الجاذبية و المحاسبة الأساسية.واعتقد كبار قادة الجيش ان الغزو أمر سهل ومن دون الم. و كان العلماء متفائلون ظنا ً منهم ان ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن احتواؤها، وخرج توني بلير من القبة يملؤه التفاؤل لدرجةٍ قال فيها انه يريد ان يضع هذا التفاؤل في زجاجات! ولم يكن الرد على مثل هذه الأحكام الواهية الا الأحداث التي تلتها.ولم تخرج الويلات من زناد العقد الماضي من سماء منهاتن وواشنطن في عام 2001، كان هنالك العديد من الإشارات المنذرة التي تم تجاهلها وعدم تفسيرها كما في تفجيرات مدريد في لندن والتي أبرزت بحدوثها أفضل طاقات المواطنين العاديين حيث شهدت بطولة الاطفائيين في نيويورك وأبرزت اسوأ ما لدى الحكومة و كما ذكرت عناوين صحيفة الغارديان: «هجمات القاعدة تبدو كأنها إعلان للحرب» كان هذا في الماضي اقل رد فعل يمكن ان يكون إجابة على هجمات القاعدة.ان عدم القدرة على معرفة الجهات غير الحكومية و التي تعمل عبر الحدود واستمرار الاعتقاد في ان الدول الخبيثة هي الدول الممولة التي تحرك خيوط اللعبة أدى الى قتل العديد من المدنيين الأبرياء في أفغانستان والعراق فأختلط الإرهابيون المسلحون فأصبحت عمليات مكافحة الإرهاب غزواً و من ثم حروباً.و بالنتيجة لم تفلح لا مكافحة الإرهاب و لا مكافحة التسلح، وسُمِحَ لأسامة بن لادن ان ينسل من الشبكة الى الغرف المحصنة تحت الأرض في تورا بورا الا ان بطاقة مغادرته كانت محط اختلاف و لحد هذا اليوم.و استمرت الفوضى في هذا الأسبوع فيبدو ان الانتحاري الذي ضرب القاعدة النائية التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية في جنوب شرقي أفغانستان انه قد استخدم الزي الموحد الذي يرتديه الجيش الوطني الأفغاني وكان البديل اسوأ من ذلك، فأن قيادة الجيش تخترقها حركة طالبان و لا تزال استجابات القياديين العسكريين الذين يقدمون المشورة لباراك اوباما بطيئة، فلا يزال معظم أعضاء حركة طالبان مسلحين تسلحا خفيفا و يستخدمون القوة الحركية للآلة العسكرية المتنقلة و بعد ما يقارب العشر سنوات من عام 2001 ستستمر أهوال الجو من الآلات العسكرية بالظهور.وقد أنهى أعضاء القاعدة الموجودون في اليمن العقد الماضي كما ابتدأ منه أعضاء القاعدة المركزية، وذلك في محاولة لتحطيم طائرة كانت تحط في الولايات المتحدة. لكن اذا أصبحت اليمن هي الهدف التالي للطائرات الأمريكية، فمن هو المقبل؟وإذا كان هنالك درسٌ واحدُ يمكن استخلاصه من هذا هو ان القوى العسكرية العظمى لم تعد فعالة في فرض القانون. فيجب أن نرى في العقد القادم إعادة إنشاء تعاونية لنظامٍ دولي أصيب بأضرار بالغة ارتكبها الجانب الأمريكي وبعض الحلفاء.ويجب على القوى الغربية و خصوصا الضعيفة منها بالأخص ان تكرس جميع جهودها الى  دعم وتمويل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والفكرة تتمثل في اختيار أمين عام للأمم المتحدة و ذلك بسب ضعفه، كما فعلوا مع الأمين الحالي وليُعد هذا الأمر غير منطقي وانه لمن اكبر أخطاء العقد الذي تتناثر فيه الحوادث المؤسفة وسوء التقدير.صحيفة الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram