ولدعمر ابو ريشة في سوريا عام١٩١٠، وتوفى في السعودية عام١٩٩٠، ويعتبر من كبار شعراء وادباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي . ولكنه يعتبر من الذين سبق مسرحهم شعرهم ، فقد قدم نتاجه المسرحي في بداية حياته الادبية قبل ان ينتقل الى الشعر
ولدعمر ابو ريشة في سوريا عام١٩١٠، وتوفى في السعودية عام١٩٩٠، ويعتبر من كبار شعراء وادباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي . ولكنه يعتبر من الذين سبق مسرحهم شعرهم ، فقد قدم نتاجه المسرحي في بداية حياته الادبية قبل ان ينتقل الى الشعر واجتذبت الاحداث والوقائع التاريخية الشاعر ليشكل لنا صورا درامية تسلط الضوء على سيرة أبطال العرب ، وصفحات التاريخ التي انجبت اؤلئك الابطال . فكتب لنا ست مسرحيات هي: تاج محل , عذاب , سمير اميس , محكمة الشعراء ، رايات ذي قار, الطوفان.
ومسرحية (رايات ذي قار) هي المسرحية الأولى التي كتبها وهو دون العشرين من عمره، وهي مسرحية ذات طابع قومي يمثل فيها الحس الوطني العربي . وهذه المسرحية ذات احداث مستعارة من معركة ذي قار الشهيرة. والتي حدثت في زمن النبي محمد(ص)، والتي وقع فيها القتال بين العرب والفرس في العراق وانتصر فيها العرب.
تلت هذه المسرحية الأولى لأبي ريشة مسرحية أخرى بعنوان (محكمة الشعراء)، عام 1934 في أربعة فصول . وهي مسرحية اقرب ماتكون هجومية على الشعراء فقد جمع فيها شعراء العراق ومصر ولبنان وسوريا ووزع الشعراء على طبقات منهم في الطبقات العليا ومنهم في اسفل الطبقات ، حيث استعار أبولون إله الشعر ليحكم بين الشعراء يفضح بعضهم ويظهر اسوأ مافي طباعه وتعامله المادي مقابل الشعر ويجعل بعضهم قدوة حسنة للآخرين .
ويستوحي في مسرحيته الثانية "تاج محل" ، من الضريح الذي بناه الامبراطور شاه جاهان في الهند تكريما لذكرى زوجته ممتاز محل التي دفنت به. والشاعر حاول ان يربط الحب في الفن في هذه المسرحية وكيف ان الجمال الذي يخلقه الحب يمكنه ان بيقى مخلدا عبر العصور عن طريق الفن . وعاد الشاعر الى الجمال في مسرحية (سمير اميس ) ولكنه هذه المرة استعار الجمال الانثوي المتمثل في الملكة سمير اميس ملكة آشور وبابل التي اراد شعبها أن يقتلها ولكنها خرجت عارية فذهل الشعب أمام جمالها وأقر لها بالحكم، وعندئذ أدركت أن شعبها قد وصل إلى درجة رفيعة من الإحساس بالجمال، فانسحبت وارتفعت إلى عالم والأحلام. وكتب هذه المسرحيته "سمير أميس" سنة 1943 وانتهى منها سنة 1958 بعد سبع عشرة سنة من العمل الفني وجاءت في 1400 بيت شعري يتعايش معه الجمال والاحساس والاسطورة معا . واستمر ابو ريشة في كتابة المسرحية الشعرية، فكتب مسرحيتين قصيرتين هما: "طوفان" وقد نشرها في ديوانه الأول شعر (1937) و" عذاب " وقد نشرها في ديوانه الثاني شعر (عام 1947).
من خلال العرض السريع لمسرحيات ابي ريشة نجد انه حاول ان يجسد في النص المسرحي أحداثا وشخصيات تعكس زمنها بالاستعارة تارة ، والتوظيف تارة اخرى.. وهكذا فإنه صاغ الماضي والتاريخ العربي بحلة جديدة شعرية ومسرحية في الوقت ذاته ـ استدعى فيها شخصيات واحداثا تاريخية ليوظفها بصورة درامية مدركا فيها آلية إرتباط النص برؤيته التراث والتاريخ الانساني الذي لابد من تواجده في الفن بصورة اكثر جمالية من الواقع .