تابعت أعداداً كثيرة لصحف ومنشورات خليجية عرّجت على استعدادات منتخبنا الوطني للتصفيات المزدوجة لمونديال روسيا 2018 وأمم آسيا الإمارات 2019، واللافت للنظر تركيز وسائل الإعلام على كلمة (مجاني) ومدفوع الثمن وعلى نفقة الاتحاد القطري لكرة القدم وهي بجوهرها وإن عُدَّت بادرة أخوية تستحق الثناء والتقدير كونها وفـَّرت لنا الجهد والمفاتحات والإنفاق المعقد الذي يصل مرحلة الوقوف على أبواب شبه مقفلة للمنفقين والمانحين والمتاجرين باسم المنتخب واعتذارات لا أول لها ولا آخر، كما جنبنا المعسكر الى حدود بعيدة الحديث عن ملفات الفساد الاداري التي اصبحت صفة ملازمة للوفود الكبيرة لأن الأخوة القطريين يعرفون أين تُنفق الاموال وما الطريق الى استردادها او الفائدة منها؟ واعتقد ان الدوري القطري ممثلاً بنادي لخويا هو اكثر المستفيدين في اشارة تاريخية ستظل مضيئة لهم كما حفظنا عن ظهر قلب انجازات كرتنا في سبعينيات القرن المنصرم وتحديداً مع الفرق الخليجية، ومن الناحية الاخرى فإن المعسكر لم يحقق ما كان مرجواًً منه بغياب التشكيلة الأساسية. وبالعودة الى المعسكر المجاني من الواجهة الاعلانية فربّ سائل يسأل: تُرى هل عجز الاتحاد الكروي والمؤسسات الرياضية العراقية عن توفير معسكر مقبول للمنتخب الوطني مع مباريات ودية تكمل جاهزيته لتحقيق حلم التأهل الى المونديال ، وهل تفلح الاندية الاعتيادية من حيث يفشل المنتخب والاتحاد فهناك عدة اندية تعسكر الآن في تركيا بمعسكرات أفضل وأهم من ذلك الذي نفذه المنتخب وغادر بعده الى لبنان ، وماذا لو لم يتبرَّع الاتحاد القطري بمعسكره المجاني ، تُرى ماذا كانت ستكون الوجهة الاتحادية؟ الحقيقة ان مفاصل الإذلال لكرتنا تعددت أوجهها ولم يعد بالامكان تحمُّل المزيد منها فهل عجزنا عن تأهيل منتخبنا أُسود الرافدين معشوق الجماهير وبطل اللعبة الشعبية الاولى في العراق، وهل تقطعت بنا سُبل الحلول في الاستثمار لأجل الحصول على مموِّل يتولى رسمياً تأهيل منتخبنا بمعسكرات ومباريات دولية محترمة لا أن نكون طعما فيها للاندية وفرق الشركات ولا نكون بحاجة الى التبجّح بنقص تشكيلة الفريق وعدم الحصول على تفريغ وتأشيرات للاعبين المحترفين لان العذر هنا سيكون اشد قبحاً من الذنب ونمعن في فضح انفسنا وفشلنا وعجزنا الاداري الذي توقفنا فيه عند حدود التأشيرة واصدار الجواز وتأمين الطائرة لدخول لاعبنا المحترف في اوروبا الى مكان المباراة على ان تبدأ الوساطات والتدخلات الشخصية من هذا وذاك في الوقت بدل الضائع لتجنب الاحراج والمشكلة الأكبر أننا لا نتعلم من الدروس السالفة ونعود لذات الحفرة القاسية ونسقط فيها مع سبق الإصرار وكأن درس ، بل فضيحة أحد نجوم المنتخب بالأمس يوم اكد تسليفه الاتحاد مبلغاً من المال لأجل حجوزات وتذاكر وفنادق وتناولتها الفضائيات العربية بشيء من السخرية والتوبيخ لشخوص الاتحاد العراقي كما تتناولها اليوم بعد السقوط امام لخويا القطري لا تعنيهم بالمرة ويراهنون على نعمة النسيان لكل تلك الدروس التي اكتوينا بنارها؟!
أزاء كل هذه الاشارات لا يبدو مشوار تأهلنا الى المونديال سالكاً فالمنتخب يحتاج الى برنامج معد ومنظم يوازي حجم المهمة ولا ينتظر معسكرات مجانية تقف على حافة الهاوية ولا ينتظر منّة هذا وذاك من أجل اكتمال التشكيلة او بلغة الاختصار نجاح في ميدان الادارة كما هو في العالم من حولنا الذي وصل الى حدود التكامل برسم المنهاج السنوي والاستفادة من الوقت بدقـةٍ متناهية!
احفظوا لكرتنا هيبتها
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2015: 09:01 م