بغداد/ ايوب السومريالتلوث البيئي من اهم المشاكل التي تواجه العراقيين سواء في الشمال او في الجنوب ويشمل التلوث جميع نواحي الحياة اليومية،ولهذا فان التحذيرات تتصاعد يوميا لتحاشي مخاطر كبرى تؤثر على العراق بغياب الرقابة وكثرة المخالفات ومخلفات الحروب.
ولا توجد امكانية لتحديد نسبة التلوث في العراق، لعدم وجود الأجهزة الخاصة بذلك كما صرح عدد من المسؤولين ، في الوقت الذي يقرون فيه باتساع ظاهرة التلوث حتى راحت تشمل مئات المناطق الملوثة التي تم تحديدها فضلا عن تلك التي لم يتم تحديدها حتى الآن. هناك جملة أسباب زادت من التلوث البيئي في العراق منها استيراد السيارات بشكل عشوائي، وجود المولدات الكهربائية، الحواجز الكونكريتية والعمليات العسكرية، اضافة الى ما تسببه العمليات العسكرية من هدم للمباني وتراكم الانقاض، فضلا عن التلوث الموجود اصلا في مواقع التصنيع العسكري للنظام السابق، ومواقع منشآت الطاقة الذرية، واستخدام مختلف انواع الاسلحة في الحروب التي خاضها النظام السابق منذ عام 1979 حتى اليوم، ومخلفات المشاريع المختلفة الاخرى وغيرها.كما ان استيراد السيارات غير الخاضع للرقابة، ووجود المولدات غير الخاضعة للسيطرة مع عدم وجود كاتم الصوت، كلها تبعث الغازات السامة . فيما يؤكد المسؤولون في وزارتي البيئة والعلوم والتكنلوجيا عدم وجود احصائيات دقيقة للمواقع الملوثة في العراق، لكنها تتجاوز المئات، وهناك بحدود 200 موقع يصنف ب(شديد التلوث)، منها 63 موقعا كانت تابعة للتصنيع العسكري في عموم العراق.ولابد من الاشارة الى وجود ثلاثة أنواع من منشأت التصنيع العسكري، وهي المنشات البحثية ، منشأت الصناعات الكيمائية ومنشأت الصناعات الميكانيكية والالكترونية ،و أخطر الانواع هو المنشات الكيمائية. كما أن مواقع التصنيع العسكري التي تتوزع محافظات بغداد، بابل، كربلاء، الموصل، صلاح الدين والانبار، تعد مصادر لاتساع رقعة التلوث. ان تعدد مصادر التلوث البيئي في العراق، ولا سيما في المنطقة الجنوبية أسهم في ازدياد معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبة تصل إلى 60 % في الأقل. كما ان مخلفات المعادن الثقيلة، كالرصاص والكادميوم واليورانيوم المنضب وغيرها، فضلا عن تلوث مصادر الماء والهواء والاراضي الزراعية بمخلفات البلديات والنفايات المنزلية والصناعية وسوء شبكات الصرف الصحي، هى من العوامل التي شكلت أهم مصادر التلوث البيئي في مختلف مناطق العراق. ويصنف المختصون محطات توليد الطاقة الكهربائية والتي تعمل بالنفط الاسود، ومصافي النفط ومعامل الاسمنت والطابوق من الفئة أ، في حين تصنف حقول الدواجن ومعامل انتاج الثلج من الفئة ب ، أما الفئة ج فتشمل محطات تعبئة الوقود، كراجات الغسل والتشحيم. وتعود بداية التلوث الإشعاعي في العراق الى بداية حرب الخليج الأولى إثر قصف المفاعل النووي واستخدام الذخائر الملوثة والسامة خلال حرب الخليج الثانية، وأخيرا الإستخدام المكثف للذخيرة الحاوية على اليورانيوم المنضب الذي أسهم بشكل كبير في تفشي أمراض سرطانية مختلفة. هذه المواد تؤثر على السكان مباشرة خاصة مع اتجاه الريح الشرقية ما يؤدي إلى تراكم هذه المواد في الغلاف الجوي للمدن وهبوطه إلى الأرض مسببا أمراضا خطيرة تصيب السكان المحليين بالامراض وخصوصا أمراض الجهاز التنفسي واحتمال تلوث النباتات والمنتوج الزراعي الذي يتناوله الإنسان أيضا من تأثير الغازات والغبار الناتج عن المعامل.ان ظاهرة بهذا الحجم وهذا الاتساع تقتضي معالجة فورية عبر استنفار كل الامكانات والطاقات المتوفرة من اجل درء مخاطرها البليغة الضرر بصحة المواطن وسلامة البيئة.
تلوث بيئي!
نشر في: 6 يناير, 2010: 04:03 م