مبدئياً ، يمكننا التفاؤل حتى الآن بخط سير منتخبنا الوطني في رحلة التحضير للتصفيات (المونديالية – الآسيوية) المزدوجة بعدما اتضحت معالم القوة والضعف في صفوفه بحسب رؤية المدير الفني يحيى علوان الذي لم يخف شعوره بالندم عن خوض معسكر في الدوحة مثلما جاء في تصريحه لزميلنا عبدالوهاب النعيمي في رسالة اليوم " ان معسكر قطر شهد التركيز على النواحي البدنية " ما يعني أنه لم يجد اجواءً مشجعة لتطبيق المفردات التكتيكية في اجندته مع اللاعبين لتعذر مواجهة أحد المنتخبات والاكتفاء بمباراة واحدة مع لخويا وثانية مع خليط لاعبي الشركات!
ومع تقديرنا للجهود الكبيرة التي يبذلها الملاك التدريبي الوطني ممثلاً بيحيى علوان ونزار اشرف وعبدالكريم ناعم منذ توليهم المسؤولية في 1 آب 2015 والمؤمل ان تنتهي في 31 تموز 2016 كما جاء في العقد المبرم بينهم واتحاد كرة القدم، فإن المؤشرات الفنية الواردة من مدينتي الدوحة وبيروت عبر منظار محللين معروفين ابدوا حرصاً كبيراً على مصير المنتخب الوطني ويتطلعون الى مرحلة افضل من الإعداد مصحوبة بتعامل جدي أكبر لفرز اللاعبين الصالحين للمهمة الصعبة حيث كشفت المباراة (التدريبية) مع لخويا أن عدداً منهم بعيد جداً عن التمثيل الدولي وما يتطلبه من استعداد بدني وفكري ونفسي فوق المعتاد، وإلا فالمنتخب معرّض للنكسة حتى أمام الصين تايبيه إذا لم يُعد النظر بالتشكيل كله بدلاء واساسيين لمراعاة الفارق في الامكانات!
إن مواجهة المنتخب اللبناني المتطوّر والمتحفز للقيام بثورة كروية في الساحة العربية بحسب نتائجه المهمة خلال العامين الأخيرين يستحق التقدير والحذر في الوقت نفسه لما يصنعه مدربه المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش الباحث عن كل لاعب يخدم رؤاه ولم يستكن لتشكيلة ثابتة، فمفكرته تجول في جميع الاندية ولم يشهر سيف صلاحيته في وجه رؤسائها بوجوب استدعاء المنضوين لمنتخب " الأرز" بوقت طويل من بدء مواجهته الأصعب مع كوريا الجنوبية في 8 أيلول المقبل، فالحِمل يتقاسمه الاثنان مدرب اللاعب في النادي ورادولوفيتش ليمضي المنتخب بلا مشكلات ، على العكس من مدرب منتخبنا الذي كان عليه ان يستثمر الاسبوع الاخير قبل لقاء الصين تايبيه لإقامة معسكره في بيروت كما يحصل الآن بدلاً من اضاعة الايام الأولى في أزمة عقيمة مع مدرب الشرطة حكيم شاكر بدليل ان اللاعبين لم يلتحقوا معه في الدوحة ولم تنفع "التسوية الأولمبية" التي تمت برعاية أبرز كباتن الكرة العراقية رعد حمودي باعتبار ان تدخله بين الطرفين كان بدافع حرصه على انجاح منتخب البلاد الذي حمى عرينه في مناسبات عدة أكثر من واجبه كمسؤول أولمبي لمتابعة اتحاد اللعبة وتقييم عمله.
ليكن منتخبنا الوطني غداً الأربعاء بقيمة وحجم المهمة الوطنية التي انيطت بلاعبيه وملاكه التدريبي، فمواجهة لبنان نقطة التحول لبيان مدى أهلية الأسود للخروج من مجموعة التصفيات ببطاقة التأهل في ظل وجود المنتخب التايلاندي العنيد، وينبغي أيضاً إرساء خطة صائبة تعيد الهيبة لكرتنا التي تقاذفتها الصراعات الداخلية لاتحاد الكرة من جهة وظرف البلاد من جهة أخرى ، ونؤمِن جميعنا أن الأسود عندما يعلنون التحدي والتفاعل مع الجماهير فإنهم يسمون فوق الصعاب ويعيدون رسم خارطة التنافس من جديد بعدما يستذكرون تاريخ سلفهم لاسيما حَمَلَة راية مونديال المكسيك عام 1986 بكل فصول مشاركتهم الموجعة وتنقلهم في ملاعب العواصم العربية قبل ان يطوفوا في ملعب الطائف ببطاقة التأهل أول مرة الى كأس العالم لاسيما أن شقيقهم اللبناني اليوم نفض غبار الهزائم التي تجرّع اثنتين منها امام فرسان المونديال ذاتهم في موقعتي الكويت آذار 1985 بـ12 هدفاً وعليه أن يساير احلام المنتخبات العربية الطموحة التي ترى في مرارة ماضيها حافزاً للعطاء والاجتهاد لنيل حلاوة الانتصارات مثلما تعيش الكرة اللبنانية أزهى عصورها في التحديات القارية التي تستحق أن تكون درساً لعرب آسيا.
لبنان يَمتحِن علوان
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2015: 09:01 م