اثناء اندلاع الازمات ، يفضل معظم القادة السياسيين الاستعانة بجهات خارجية لمساعدتهم على توحيد الصف الوطني لتجاوز الازمة ، من اجل نزع فتيلها للحفاظ على استقرار الاوضاع ، اللجوء الى طرف خارجي بحسب المزاعم السائدة ، لا يعني الاذعان والرضوخ لشروطه ، وانما لغرض مساعدة الفرقاء على المزيد من التقارب ونبذ الخلاف ، في ظل ظروف امنية معقدة ، تستوجب وحدة الصف ، ومنع السقوط بمنزلق خطير .
تزامنا مع تصاعد حركة الاحتجاج الشعبي ، والمطالبة بالمزيد من الاصلاحات، لتجاوز اخطاء السنوات السابقة ، حذر زعماء احزاب من تدخل اطراف خارجية في الشأن العراقي ، ومن خطورة تحرك قادة سياسيين نحو السفارة الاميركية في بغداد لاستعادة مواقعهم وحضورهم في المشهد ، استنادا الى حقيقة ترسخت منذ سنوات في العراق بان فتيلة الازمة تحتاج الى يد اجنبية لا زالتها من الجسد العراقي العليل.
اعمال السفارات في كل دول العالم تقتصر على رعاية مصالح مواطنيها، وتقديم خدمات تتعلق بمنح تأشيرات الدخول ، واقامة حفل استقبال في العيد الوطني ، يحضره مسؤولون وساسة ، في بعض الاحيان ترفع الانخاب للإشادة بتطوير العلاقات بين البلدين ووصولها الى مرحلة الدهن والدبس ، وليس من مهمة اية سفارة نزع" الفتيلة " لان القضية خارج القواعد الدبلوماسية.
في يوم السيادة بخروج اخر جندي اميركي من العراق ، اتهم الكثير من الساسة الولايات المتحدة بوصفها دولة محتلة، بانها كانت وراء تكريس الكثير من المظاهر في العملية السياسية ، اطاحت بالرغبة في وضع اسس بناء الدولة المدنية ، اعضاء في مجلس الحكم المنحل ، ومسؤولون في الحكومات المتعاقبة ، اطلقوا تصريحات نارية بعد" يوم السيادة" ابدوا اسفهم الشديد لضياع فرصة تحقيق مستقبل افضل لشعبهم ، على ايقاع تبادل الاتهامات السائدة في المشهد السياسي العراقي ، ضاع الخيط والعصفور ، وضاع الدور الوطني القادر على انتزاع فتيلة الازمات.
يتذكر العراقيون بعد اعلان نتائج الانتخابات التشريعية ، ماراثون خوض مفاوضات تقاسم المناصب والمواقع ، القادة السياسيون ، قاموا بزيارات الى دول الجوار ، وفود سياسية تغادر بغداد متوجهة الى انقرة وطهران لأغراض الاستشارة كما اعلن اصحاب الشأن ، بعد اكثر من زيارة زفوا بشرى الاتفاق ونزع فتيلة الازمة .
اصلاحات العبادي على الرغم من حصولها على دعم المتظاهرين ، الا انها بحاجة الى المزيد من الخطوات الاجرائية ، واعلن المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحديثي ان الحكومة بحاجة الى سقف زمني لتنفيذها ، فالحكومة على حد تعبير الحديثي لا تمتلك عصا سحرية ، امامها شوط طويل لإنجاز الاصلاح ، الاحتجاجات الشعبية شخصت الداء ، وحملت الاطراف المشاركة في الحكومة مسؤولية مساعدة العبادي لتنفيذ برنامجه ، ومن يعول على جهة خارجية لنزع فتيلة ازمته ، يطلق النار على مستقبله السياسي ،وعلى باب السفارة اريد اكعد وانادي.
على باب السفارة
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2015: 09:01 م