ميسان/ رعد الرسام خلال العامين الماضيين ، ومن وقت لآخر ، حذرنا مرارا عبر ما نشرناه  من تحقيقات وتقارير على صفحات المدى ، من تهالك عمران غالبية المباني والشواخص التراثية في مدينة العمارة ، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية هدم الكثير من تلك المباني من قبل مالكيها بهدف تشييد بيوت،
وعمارات سكنية ،واسواق تجارية بدلا عنها ووفق الطرز المعمارية المعاصرة ، لتفقد بذلك المدينة الكثير من معالمها التراثية، حيث شمل الهدم  الكثير من بيوت الشناشيل والحمامات العامة وما تبقى في طريقه للزوال وفق معطيات الواقع ، فجميع الأبنية التراثية التي ما زالت قائمة تعاني من تهالك بنيتها البنائية من اساساتها الى سقوفها ، جدران  متصدعة ومنتفخة بفعل الرطوبة والأملاح  وأبواب وشبابيك خشبية تنخر فيها الأرضة أما السقوف المعقودة بالآجر او تلك المشيدة باستخدام جذوع والواح الخشب وحصير القصب ، فأنها قائمة بالقدرة والعناية الإلهية.آخر المستجدات كان أنهيار سقف أحد الممرات المتفرعة من سوق العمارة الكبير ، وقد لطفت الأقدار فلم ينجم عن الحادث خسائر بشرية كون الحادث وقع بعد منتصف النهار بقليل حيث تقفل الدكاكين ويكون المكان شبه خال من المتبضعين والسابلة وألا لتسبب أنهيار السقف الآجري من أرتفاع أكثر من 7 أمتار الكثير من الضحايا كون المكان يعج بالناس طيلة ساعات الصباح والعصر . وقد سبق وأن طرحنا خلال لقاء صحفي مع مدير هيئة الآثار والتراث في المحافظة ، ملاحظاتنا بشأن حاجة هذا السقف الذي يعد من طرز العقادة الفريدة في المدينة ، للصيانة . فاوضح أن الهيئة لا تمتلك الأموال اللازمة لعمليات الصيانة مؤكدا أن الهيئة سبق وأن فاتحت الحكومة المحلية بشأن ذلك ولم تلق أية استجابة .الكثير من المباني التراثية مهددة بالأنهيار نتيجة لتقادم البناء وأنعدام الصيانة وقد أكد مالكوها أن هيئة الآثار والتراث سبق وأن ابلغتهم وأخذت منهم تعهدات قبل سنوات خلت بعدم بيع العقارأو المساس بطراز البناء او إجراء أية تحويرات او إضافات او هدم إلا بموافقة الهيئة وإشرافها ومعظم مالكي او ساكني هذه المباني وبضمنها دور وحمامات عامة وخانات يزعمون أنهم يعيشون الكفاف ولا يستطيعون تحمل نفقات الصيانة ورغم أن عددا من هؤلاء أضطر الى بيع العقار لآخرين قاموا بهدمه لأنشاء مبان حديثة إلا أن عددا كبيرا ما زال يسكن هذه الأطلال والخرائب بسبب أزمة السكن وأولاء يطالبون الهيئة إما بشراء دورهم ومرافقهم التراثية أو القيام بصيانتها أو السماح لهم ببيعها. وفي لقاء صحفي  سابق مع مديرة متحف ميسان تطرقنا لهذه المشكلة  وأقترحنا على الهيئة أستملاك بعض هذه المرافق وتحويلها الى متاحف فولكلورية لتراث المدينة او مراكز ثقافية وما شابه فاجابت بأن الهيئة لا تمتلك تخصيصات مالية لهذا الغرض وأقترحت من جانبها أن تقوم الحكومة المحلية او إحدى الوزارات كوزارة الثقافة او السياحة باستملاك بعض هذه المباني وتأهيلها . وبين تبريرات الهيئة وصمت الجهات الحكومية الأخرى ولا مبالاتها  بما حاولنا ان نلفت له الأنتباه طيلة الفترة الماضية بخصوص هذه الموضوعة عبر صفحات المدى ، لم يبق حال تلك المباني التراثية على ما هو عليه ، بل تردى سوءا ليقرع تهاوي سقف فرع سوق العمارة اليوم جرس الإنذار الأخير عسى أن يكون الدوي الذي أحدثه سقوط السقف قد لامس مسمع المسؤولين في المحافظة .والأمر لا يقتصر على المباني القديمة وحدها فقد رصدت المدى خلال جولة في الأسواق والشوارع التي تشهد زحاما بشريا معظم ساعات النهار واول المساء ،مثل سوق وشارع التربية وتفرعاته وشارع بغداد الكثير من المباني والسقوف والطلعات الآيلة للسقوط وبضمنها مبان حديثة أنشئت قبل سنوات قليلة ولكن حالها يشير الى ان ترديها سببه أحد أمرين ، سوء التنفيذ او أنعدام الصيانة ، وقد سبق وأن سقطت طابوقة من سقف رواق متهالك لرصيف أحد الشوارع الرئيسة وسط المدينة  لتشدخ جبين صديق لي ولو انه كان أسرع بخطوه جزءاً من الثانية لضربت يافوخه وأردته صريعا . فهل ستبادر الجهات المعنية وتتحرك لأتخاذ ما يلزم بشأن هذه ( المصائب) المعلقة بملاط واه قبل أن تقع فرادى او جمعا فوق رؤوس المستطرقين الغافلين ؟ اللهم إنا بلغنا ، أللهم فاشهد.