أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، على ضرورة إجراء استفتاء عام يخص آلية انتخاب رئيس الإقليم، في حال عدم توصل الأحزاب السياسية إلى توافق بشأن الموضوع.
وقال بارزاني، في حديث إلى (المدى برس) وعدد آخر من وسائل الإعلام، على هامش مراسيم افتتا

أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، على ضرورة إجراء استفتاء عام يخص آلية انتخاب رئيس الإقليم، في حال عدم توصل الأحزاب السياسية إلى توافق بشأن الموضوع.

وقال بارزاني، في حديث إلى (المدى برس) وعدد آخر من وسائل الإعلام، على هامش مراسيم افتتاح ممثلية الاتحاد الأوربي في أربيل، إن "عدم توصل الأحزاب السياسية الخمسة إلى توافق يحسم أزمة رئاسة الإقليم، يوجب إجراء استفتاء عام بشأن الموضوع".
وبشأن الجلسة الطارئة للبرلمان، التي لم يكتمل نصابها القانوني في،(الـ19 من آب 2015 الحالي)، عد رئيس حكومة الإقليم، أن "الأحزاب السياسية الأربعة لم تلتزم بالاتفاق المتعلق بتأجيل الجلسة".
وكان رئيس وزراء إقليم كردستان والسيدة يانا هيباشكوفا سفيرة الإتحاد الأوربي لدى العراق والسادة القناصل والدبلوماسيون وممثلو الدول الأجنبية المعتمدون لدى إقليم كردستان، حضروا في أربيل مراسيم افتتاح مكتب التنسيق للإتحاد الأوربي في إقليم كردستان.
وخلال المراسيم وعقب تقديم عدد من الكلمات، القى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان كلمة، أعرب في مستهلها عن سعادته بافتتاح هذا المكتب بشكل رسمي في إقليم كردستان، والذي كان من المنتظر افتتاحه منذ فترة طويلة، ووصف هذه الخطوة في غاية الأهمية بالنسبة لإقليم كردستان، كما رحب بالسيدة فيدريكا موغريني، الممثلة العليا للإتحاد الأوربي في إقليم كردستان.
كما وصف زيادة الممثليات الأجنبية في إقليم كردستان إلى 33 ممثلية، كانعكاس إيجابي لسياسة الإنفتاح التي تنتهجها حكومة إقليم كردستان بوجه العالم، مع الأخذ بنظر الإعتبار أسس الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، منوها إلى أن الإتحاد الأوربي ليس مكونا يعيش لنفسه فقط، وإنما يعيش من أجل العالم والإقتصاد العالمي وأثبت وجوده، ولا يستخدم خبراته من أجل تحسين الشروط الإقتصادية والتجارية فقط، وإنما يتعدى حدوده ويسعى بشكل جدي من أجل حماية حقوق الإنسان وإعلاء القيم الديمقراطية.
وبخصوص العلاقات بين الإتحاد الأوربي وإقليم كردستان، أكد السيد رئيس وزراء إقليم كردستان على أن علاقات الإتحاد الاوربي مع إقليم كردستان لها تأريخ إيجابي وجيد، لذلك فان إفتتاح هذا المكتب في العاصمة اربيل، من شأنه أن يكون عاملاً لتعزيز التنسيق مع جميع مؤسسات الإتحاد الأوربي، وفي هذا الإطار ايضاً بامكان إقليم كردستان الإستفادة من التجارب والخبرات الاوربية، سيما في مجال سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان وضمان توفير القدرات وتعزيز مكانة المرأة داخل الحكومة والمجتمع والإستثمار والإقتصاد والتجارة، ومن خلاله بالامكان تنمية الإقتصاد العالمي ودفعه إلى الأمام ورفع مستواه في مجالات الدراسة والصحة وحماية البيئة والطاقة.
كما أكد أيضاً على أهداف إقليم كردستان في تحسين نظام الحكم، مؤكداً على أن إقليم كردستان يعتبر من حقه الإستفادة من الأهداف ومكتسبات الإتفاقية المشتركة، التي وقعها الإتحاد الأوربي مع حكومة العراق الإتحادية بتأريخ 11 أيار 2012. وعلى المستوى الأمني جدد التأكيد على إمكانية الإتحاد الأوربي لعب دور مهم في تقدم العملية السياسية في العراق وتقريب الأطراف لطمأنة جميع المكونات المشاركة في العملية السياسية، بهدف إقرار النظام اللامركزي، والذي يعتبر أفضل سبيل لنظام الحكم في العراق خلال هذه المرحلة.
في جانب آخر من كلمته، تحدث السيد نيجيرفان بارزاني عن المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي، لافتاً إلى أن إقليم كردستان يواجه تنظيم داعش الإرهابي في حرب مفروضة عليه على طول الحدود، وأن قوات بيشمركة كردستان تقاتل هؤلاء الإرهابيين نيابة عن العالم، وتناضل وتقاوم من أجل حماية أرواح جميع سكان إقليم كردستان بكافة مكوناته. وفضلاً عن الإعراب عن شكره وتقديره للإتحاد الأوربي لمدى الدعم والمساعدات التي قدمها للإقليم، دعا أعضاء الإتحاد الأوربي للإستمرار في دعم قوات البيشمركة من ناحية التدريب والتأهيل وتزويدها بالاسلحة والذخيرة ونقل الجرحى والمصابين الذين هم بحاجة إلى العلاج في الخارج.
كما إستذكر أيضاً انه بسبب الحرب التي فرضها داعش، توجه إلى إقليم كردستان اكثر من مليون وثمانمئة ألف نازح ولاجئ، وتم إستقبالهم وإيواؤهم، وهذا ما تسبب في بروز أزمة إنسانية وليس بمقدور حكومة إقليم كردستان ضمان توفير الأمن وتقديم الخدمات وتوفير الإحتياجات الأساسية الرئيسية لهؤلاء النازحين بشكل مستمر، من دون المساعدات الإقليمية والدولية. كما أعرب عن شكره لدول الإتحاد الأوربي التي شاركت بشكل فعال في تقديم المعونات الإنسانية لبرنامج الأمم المتحدة الذي أعلنت عنه في مؤتمر بروكسل بداية شهر حزيران من العام الجاري، حيث أن البرنامج بحاجة إلى(500) مليون دولار للإستمرار في أعماله في العراق، كما دعا إلى تقديم مساعدات أكثر، وأكد في الوقت نفسه على ضرورة إستجابة الحكومة العراقية ودول المنطقة والمنظمات الدولية لمساعدة هؤلاء النازحين بشكل أكثر جدية.
وبخصوص جرائم الجينوسايد ضد الكرد الأيزيديين والمكونات العرقية والدينية الأخرى، كشف السيد نيجيرفان بارزاني أنه لحد الآن تم العثور على العديد من المقابر الجماعية لهذه الجرائم والتي أقدم عليها تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم العثور على 12 مقبرة جماعية فقط في مناطق شنكال، وفي يوم 13 من الشهر الجاري أقيمت مراسيم خاصة لتشييع ودفن 67 شهيداً من الشهداء الايزيديين الذين استشهدوا على يد إرهابيي داعش، في مزار شرف الدين، ومن المتوقع مع تحرير شنكال العثور على المزيد من هذه المقابر الجماعية، هذا علاوة على جرائم الخطف وسبي البنات والنساء وقتل الأطفال والشيوخ والتي تعتبر من الكوارث الكبيرة التي لا يمكن للمجتمع الدولي إتخاذ موقف الصمت والسكوت عليها.
وبخصوص جهود حكومة إقليم كردستان لتوثيق تلك الجرائم، كشف السيد نيجيرفان بارزاني؛ بأن حكومة إقليم كردستان قامت بتشكيل لجنة لمتابعة الأمر والعمل من أجل جمع دلائل هذه الجرائم وتوثيقها ورفعها أمام إحدى المحاكم الدولية، مثل (محكمة لاهاي الدولية). كما دعا الإتحاد الأوربي إلى تقديم الدعم المعنوي والسياسي، من أجل تعريف جرائم داعش على المستوى العالمي كجينوسيد. كما دعا المفوضية العليا للإتحاد الأوربي بشكل رسمي وعن طريق أعضائها، تقديم طلب إلى المحكمة الدولية في لاهاي لإستلام هذا الملف وإجراء تحقيقات حول هذه الجرائم ومعاقبة المجرمين، الأمر الذي من شأنه التخفيف من آلام ومعاناة عوائل وذوي هؤلاء الضحايا وشعب كردستان بشكل عام. في ختام كلمته، أعرب السيد رئيس وزراء إقليم كردستان عن شكره للسيدة يانا هيباشكوفا سفيرة الإتحاد الأوربي لدى العراق، التي لعبت دوراً مهماً في مجال تنمية وتعزيز العلاقات خلال فترة عملها، متمنياً لها الموفقية في مهامها المستقبلية. كما هنأ في الوقت نفسه السيد باتريك جايسن بمناسبة تسنمه مهام عمله كمسؤول لمكتب التنسيق للإتحاد الأوربي في إقليم كردستان، متمنيا له النجاح في عمله.