بدأ كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، وولي عهد أبوظبي (الحاكم الفعلي للإمارات) محمد بن زايد، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو امس الثلاثاء، لعقد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وسط توقعات بأن يكون الملف ا
بدأ كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، وولي عهد أبوظبي (الحاكم الفعلي للإمارات) محمد بن زايد، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو امس الثلاثاء، لعقد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وسط توقعات بأن يكون الملف السوري حاضرا في المباحثات مع قادة الدول العربية الثلاث.
واستضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الملك الاردني عبد الله الثاني وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد زايد آل نهيان في موسكو لبحث الازمة السورية على هامش معرض للصناعة العسكرية الروسية.وتأتي زيارة الملك عبد الله وولي عهد ابو ظبي قبل يوم واحد على وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى العاصمة الروسية. وبشكل اولي سيحضر آل نهيان الى جانب بوتين المعرض العسكري "ماكس - 2015".وخلال الايام والاسابيع الاخيرة، استضافت موسكو العديد من وفود الحكومات الشرق اوسطية. كما حضر الاحد وفد من معارضة الداخل في سوريا واجرى محادثات حول الازمة التي تعصف بالبلاد،وذلك في ظل تعزيز روسيا لجهودها الدبلوماسية للتوصل الى حل للازمة السورية بعد اكثر من اربع سنوات من الحرب الدموية التي راح ضحيتها اكثر من 240 الف شخص. ويرى مراقبون أن الدول الثلاث المشار إليها هي الأكثر تحمسا في المنطقة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا يتضمن بقاء الأسد في الحكم، خصوصا ان "الأردن والإمارات ومصر تضع في مقدمة أولوياتها حاليا مجابهة التيار الإسلامي"، مشيرا إلى أن التيار الإسلامي يمثل الخطر بنظر الأنظمة الثلاثة هو جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرونها أكثر خطورة من تنظيم داعش ومن القوى المتطرفة الأخرى ومن النظام السوري.ومؤخرا استضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه السعودي والايراني في محاولة لاطلاق مبادرة لانشاء تحالف واسع ضد داعش يضم الحكومة السورية وحلفاءها. وهو امر رفضه خصوم الرئيس السوري بشار الاسد. ومن المتوقع ان تشهد الاجتماعات بحث آلية الحرب ضد داعش وحل النزاع السوري وعملية السلام في الشرق الاوسط . وأوضحت وكالة "ريا سفيجى فيتر" الروسية أن زيارة القادة في وقت واحد لا يعني بحث التعاون المتعلق مع روسيا فقط ولكن القضايا المشتركة للجميع. وأضافت الوكالة الروسية أن هذه الزيارة ترتبط بـ"خطة بوتين" التي بدأت بالتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، والآن تريد موسكو النجاح في محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية والمشكلة مع "داعش"، حيث إن هذا الأمر هدفه تشكيل تحالف جديد مع السلطات السورية. وأشارت الوكالة الروسية أن علاقات روسيا مع مصر والأردن والإمارات لديها قصة مختلفة، مع مصر كان الاتحاد السوفيتي حليفا في أواخر الخمسينيات وحتى أوائل السبعينيات، ثم حدثت فجوة مع الأردن، ومع دولة الإمارات العربية المتحدة الاتصالات بدأت فعلا تتطور في أواخر الثمانينات فجميع ضيوف الكرملين الثلاثة لديهم علاقة طويلة الأمد مع فلاديمير بوتين.
الى ذلك قال الرئيس الفرنسي فراسوا هولاند، إنه يجب على إيران المشاركة في حل قضايا الشرق الأوسط ولعب دور بناء.
جدير بالذكر أن حسن روحاني رئيس الجمهورية الإيرانية، قال إن سياسة إيران قائمة على الردع والتعاون وإزالة التوتر وبناء الثقة مع العالم كله، مؤكدا أن الحوار مع الآخر سيكون مثمرا إذا ما كان البلد مقتدرا. وأكد روحاني "أننا سنشتري السلاح من أي جهة لو استلزم الأمر ذلك ولا ننتظر الإذن من أحد ولو رأينا لزاما فإننا سنبيع سلاحنا من دون الالتفات إلى أي قرار".
من جهتها نشرت صحيفة الغارديان، مقالا لجوليان بورغير من طهران، بعنوان "اتفاق إيران يمهد الطريق لمحادثات بشأن الأزمة السورية".وتقول الصحيفة إن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند استهل مرحلة جديدة في البحث عن حل للأزمة السورية بإذابة الجليد بين الغرب وإيران، الذي قد يمهد الطريق لمحادثات محتملة.وقال هاموند، متحدثا بعد لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اليوم الثاني لزيارته لإيران، إن طهران ولندن تسعيان لاستخدام مناخ الاتفاق النووي الإيراني لمناقشة سوريا وغيرها من القضايا الإقليمية.وقال هاموند إن مستوى المحادثات مع روسيا بشأن النزاع في سوريا تعمق مؤخرا، والآن إيران أيضا على مائدة التفاوض.وقال هاموند للصحيفة إن الخلاف الرئيسي مع إيران في ما يتعلق بسوريا هو مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ترى طهران إنه "يُبقي سوريا متماسكة" بينما ترى لندن أن رجلا لطخت يده بالدماء لا يجب أن يبقى في السلطة.من جهته قال مساعد وزارة الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية إن الاتفاق النووي يخدم مصلحة الجميع في المنطقة ، وأن السعودية أيضا "ستكون من المنتفعين إذا ما أدت دورا بناء". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنه القول إن "الدور السلبي للسعودية سيعود بالضرر عليها ويعد تهديدا جادا للأمن والتنمية المستدامة في المنطقة". لكنه قال :"نحن نرحب بالحوار والتعاون مع السعودية من أجل إعادة السلام والأمن والرخاء إلى المنطقة". وأضاف :"لاشك أن الاستمرار في اللجوء إلى العنف ضد اليمن لا ينهي الأزمة في المنطقة ، بل إنه سيؤدي إلى اتساع نطاق الأزمة وتفشي ظاهرة الإرهاب".