من سوء حظ العراقيين انهم يعيشون في مرحلة سيطرة الحبربشية على مقدرات قيادة البلاد والعباد منذ الغزو الاميركي وحتى هذه اللحظة ، ما يقال عن اقامة نظام ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة مجرد شعارات وبرامج انتخابية ، سرعان ما تبددت في عملية تقاسم المناصب والمواقع . الحكومات المتعاقبة مع الاطراف المشاركة فيها من القوى السياسية ، فشلت في تحقيق منجز واحد ، يشكل بداية خط الشروع نحو دولة مدنية ، نسخة العراق الديمقراطية، كشفت بشكل واضح عن ارتكاب اخطاء فادحة تحتاج الى اعادة تصحيح بترتيب المعادلة من جديد، تسمح ببروز قوى سياسية جديدة ، تتبنى مشروعا يحقق طموحات العراقيين ويضمن مستقبلهم ، يلغي مخلفات الطبقة السياسية الحالية ، وما تركته من مظاهر ترسخت في مؤسسات الدولة بفعل رغبة الاستحواذ والهيمنة ، لغرض الحصول على المزيد من المكاسب لاحزاب وقوى سياسية ، وجدت في" المناخ الديمقراطي" الفرصة المناسبة لإثبات حضورها في المشهد ، فشاركت مع غيرها في عملية تقاسم المغانم .
الاطراف المشاركة في الحكومة ، اعلنت دعمها لإصلاحات العبادي استجابة لمطالب المتظاهرين وسواء كان الاعلان يعبر عن الحرص الشديد على ضرورة انجاز الاصلاح في اقرب وقت ممكن ، او مجرد تصريح عابر تعيد بثه فضائية الحزب لامتصاص غضب المحتجين ، لم يبادر داعمو الاصلاح بإطلاق دعوة الى مجلس النواب لتشريع قانون الاحزاب ، لتنظيم الحياة السياسية في العراق ، مباركة الإصلاح وحدها لا تكفي ، المطلوب مواقف صريحة واضحة معلنة لتشريع قوانين تتعلق بإصلاح النظام السياسي ، بخلاف ذلك سيكون الحصان خلف عربة العملية السياسية.
الحبربشية في كل مكان وزمان، المجموعة التي تحيط بجلالة الملك او فخامة الرئيس او دولة رئيس مجلس الوزراء ، تعمل على تقديم الاستشارة لصاحب القرار على اتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات اثناء اندلاع الازمات ، وبروز تحديات تهدد الامن القومي ، الحاشية او البطانة او الحبربشية ، يتمتعون بنفوذ في الانظمة العربية ، تم اختيارهم باعتماد معايير القرابة ومواقعهم في الحزب الحاكم ، اختزلوا السلطات الثلاث فجعلوها رهن ارادتهم ، يتمتعون بحصانة استمدوها من وجودهم الدائم في البلاط او القصر الرئاسي.
وزير الناطقية السابق علي الدباغ ، قال في لقاء متلفز ان رئيس الحكومة السابقة اختار مجموعة من المستشارين من فئة الشياطين لمساعدته في اصدار القرارات التاريخية ، الدباغ ربما اطلق وصف الشياطين على الحبربشية، لأنه تعرض لدسائسهم ففقد منصبه يوم كان الناطق الرسمي باسم الحكومة.
الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، تقمصت دور القوى المؤمنة بالديمقراطية بطريقتها الخاصة ، ايدت الاصلاح ثم تجرعت مرارة التنازل عن حقائبها الوزارية ، لكنها ستقف ضد تمرير قانون تشكيل الاحزاب، لتحافظ على وجود وتمثيل الحبربشية في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وركبنا على الحصان نتفسح سوا، الف رحمة على روح المطرب الراحل فهد بلان.
" الحبربشية"
[post-views]
نشر في: 25 أغسطس, 2015: 09:01 م