TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > " الحبربشية"

" الحبربشية"

نشر في: 25 أغسطس, 2015: 09:01 م

من سوء حظ العراقيين انهم يعيشون في مرحلة سيطرة الحبربشية على مقدرات قيادة البلاد والعباد منذ الغزو الاميركي وحتى هذه اللحظة ، ما يقال عن اقامة نظام ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة مجرد شعارات وبرامج انتخابية ، سرعان ما تبددت في عملية تقاسم المناصب والمواقع . الحكومات المتعاقبة مع الاطراف المشاركة فيها من القوى السياسية ، فشلت في تحقيق منجز واحد ، يشكل بداية خط الشروع نحو دولة مدنية ، نسخة العراق الديمقراطية، كشفت بشكل واضح عن ارتكاب اخطاء فادحة تحتاج الى اعادة تصحيح بترتيب المعادلة من جديد، تسمح ببروز قوى سياسية جديدة ، تتبنى مشروعا يحقق طموحات العراقيين ويضمن مستقبلهم ، يلغي مخلفات الطبقة السياسية الحالية ، وما تركته من مظاهر ترسخت في مؤسسات الدولة بفعل رغبة الاستحواذ والهيمنة ، لغرض الحصول على المزيد من المكاسب لاحزاب وقوى سياسية ، وجدت في" المناخ الديمقراطي" الفرصة المناسبة لإثبات حضورها في المشهد ، فشاركت مع غيرها في عملية تقاسم المغانم .
الاطراف المشاركة في الحكومة ، اعلنت دعمها لإصلاحات العبادي استجابة لمطالب المتظاهرين وسواء كان الاعلان يعبر عن الحرص الشديد على ضرورة انجاز الاصلاح في اقرب وقت ممكن ، او مجرد تصريح عابر تعيد بثه فضائية الحزب لامتصاص غضب المحتجين ، لم يبادر داعمو الاصلاح بإطلاق دعوة الى مجلس النواب لتشريع قانون الاحزاب ، لتنظيم الحياة السياسية في العراق ، مباركة الإصلاح وحدها لا تكفي ، المطلوب مواقف صريحة واضحة معلنة لتشريع قوانين تتعلق بإصلاح النظام السياسي ، بخلاف ذلك سيكون الحصان خلف عربة العملية السياسية.
الحبربشية في كل مكان وزمان، المجموعة التي تحيط بجلالة الملك او فخامة الرئيس او دولة رئيس مجلس الوزراء ، تعمل على تقديم الاستشارة لصاحب القرار على اتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات اثناء اندلاع الازمات ، وبروز تحديات تهدد الامن القومي ، الحاشية او البطانة او الحبربشية ، يتمتعون بنفوذ في الانظمة العربية ، تم اختيارهم باعتماد معايير القرابة ومواقعهم في الحزب الحاكم ، اختزلوا السلطات الثلاث فجعلوها رهن ارادتهم ، يتمتعون بحصانة استمدوها من وجودهم الدائم في البلاط او القصر الرئاسي.
وزير الناطقية السابق علي الدباغ ، قال في لقاء متلفز ان رئيس الحكومة السابقة اختار مجموعة من المستشارين من فئة الشياطين لمساعدته في اصدار القرارات التاريخية ، الدباغ ربما اطلق وصف الشياطين على الحبربشية، لأنه تعرض لدسائسهم ففقد منصبه يوم كان الناطق الرسمي باسم الحكومة.
الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، تقمصت دور القوى المؤمنة بالديمقراطية بطريقتها الخاصة ، ايدت الاصلاح ثم تجرعت مرارة التنازل عن حقائبها الوزارية ، لكنها ستقف ضد تمرير قانون تشكيل الاحزاب، لتحافظ على وجود وتمثيل الحبربشية في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وركبنا على الحصان نتفسح سوا، الف رحمة على روح المطرب الراحل فهد بلان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram