اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > منطقة «قنبر علي» تبحث عن منقذ لبيوتها وشناشيلها

منطقة «قنبر علي» تبحث عن منقذ لبيوتها وشناشيلها

نشر في: 6 يناير, 2010: 04:48 م

تحقيق وتصوير/ وائل نعمة – إيناس طارق بين فتحات الجدران الكونكريتية وفوضى السيارات والعربات التي يدفعها الأشخاص وتجرها الحيوانات تجد طريقك داخل احد الأزقة الضيقة بعد ان جزعت من أصوات الضجيج وقد لا تسر مما سترى لان حالها كحال الكثير من الأزقة القديمة الواقعة بالقرب من منطقة الشورجة،فنحن نتحدث عن منطقة (قنبر علي)،
واحدة من أقدم المناطق في بغداد والتي يعود تاريخ إنشائها الى أكثر من قرن مضى، كانت تحمل في طياتها الكثير من الأحداث التي شهدتها هذه المنطقة من انطلاق الحركة الأدبية والثقافية بين أبنائها التي كانت تشغلهم حركة الثقافة في بغداد والعراق، كما رفقتها قصاصات الورق التي كانت تدس في الجيوب وتندد بالوجود البريطاني والى حلم الجمهورية. ويعود تاريخ منطقة قنبر علي التي أطلقت عليها هذه التسمية نسبة إلى مرقد صحابي يحمل الاسم ذاته إلى العهد العثماني، وتقع بين حي الفضل امتدادا حتى الروضة الكيلانية (مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني) في وسط بغداد. لكن عوامل الزمن تراكمت على أبنيتها حتى أصبحت واحدة من افقر مناطق بغداد وأكثـرها بؤسا في الوقت الذي تتداعى شناشيلها للسقط دون ان تجد من يسعفها ممن يهمهم تأريخ بغداد وعمارته المتميزة، ومن أزقتها المعروفة زقاق الباشا وشارع سلطان حمودة وشوارع أخرى كثيرة تقع بين الكفاح وشارع الجمهورية. لم تعد كما السابققنبر علي لم تعد كما كانت في السابق وبدأت ملامحها تتغير ان لم نقل بأنها قد تغيرت بالفعل، وحتى تركيبتها السكانية والطبقات الاجتماعية قد تحولت الى شكل آخر كما يصفها عادل صاحب احد المحلات التجارية في المنطقة «الذي يقول: منذ الثمانينيات تغيرت المنطقة من حيث العوائل الأصلية التي كانت تسكنها، فغادرها الكثير وحلت محلهم عوائل أخرى، ولم يبق من العوائل القديمة سوى عدد قليل لا يتجاوز الخمس عوائل».واستذكر حميد راضي من مواليد 1950 من منطقة قنبر علي طريقة العيش والتعامل بين الأسر في المنطقة في أيام زمان ويقول  « ان التعامل كان مختلفا في الأيام السابقة بين أهالي المنطقة بحيث تشعر أن المنطقة أسرة واحدة وكانت الأسر حينما تريد السفر الى محافظة أخرى تترك أطفالها عند الجيران وبكل ممنونية ورحابة يستقبل الجيران الأطفال ويتعاملون معهم كأنهم من أفراد الأسرة».كما وأشار الأهالي الى ان بعد أحداث 2003 جاء الى المنطقة أشخاص لا يعرفونهم وسكنوا فيها وبسبب عدم وجود حالة من التجانس بين الأهالي الموجودين الآن لم يتدخل احد ولم يسأل عن الساكنين الجدد فيما كان بالماضي لا يمكن ان يسكن احد لا يكون معروفا لأبناء (الطرف).منطقة قنبر علي أصبحت منطقة تجارية أكثر مما هي منطقة سكنية، ويعود تغيير شكل المنطقة الى أسباب عديدة، يسوق لنا أبو علي 50 سنة احد ساكني هذه المنطقة الأسباب التي كانت وراء تحول المنطقة من سكنية الى تجارية «ان قرب المنطقة من سوق الشورجة قد أثر على خيارات العمل لساكني هذه المنطقة ما دفع الكثير منهم الى فتح محلات من داخل البيوت تواكب عمل الشورجة، هذا إضافة الى تحول الكثير من البيوت الى مخازن لحفظ بضائع محال الشورجة «.وكان من احد أسباب تحول هذه البيوت الى مخازن يعود الى الفقر المدقع الذي أصاب أهالي هذه المنطقة وإهمال المنطقة من حيث الخدمات ما دفع ساكنيها الى بيع او تأجير منازلهم القديمة والانتقال الى مناطق أخرى أفضل تهوية وخدمات.التمسك بالمنطقةبالمقابل يرفض البعض من أهالي المنطقة مغادرتها رغم الزحف الصناعي والتجاري الذي احتلها، فمنهم من كان مرغما على البقاء لانه لا يملك غير بعض (الطابوق) الذي يتآلف بطريقة سحرية مكونا منزلا قد لا يحتمل ريحا قوية بعد ان أنهكته السنين واكلته الرطوبة، فأصحاب هؤلاء البيوت من الناس البسطاء الذين لا يستطيعون الخروج لعدم قدرتهم على شراء منزل آخر او استئجار بيت آخر، وهناك قسم آخر من ساكني المنطقة لديهم ارتباط روحي ونفسي واجتماعي بالمنطقة ولا يستطيعون العيش خارجها، فهم كالسمك الذي يموت حينما يخرج من الماء.تجارة متقلبة الانقلاب الذي حدث في هذه المنطقة لم يكن وليد اللحظة لكنه حالة من التدرج ابتدأت مع انتعاش منطقة الشورجة ولجوء الكثير من ساكني المنطقة الى بيع التبغ.ولسنوات طويلة ظلت هذه المهنة ملازمة لسكان المنطقة خصوصا في فترة التسعينيات.وبعد ان انتهت فترة هذه التجارة بسبب دخول السكائر المستوردة تحول العمل الى تجارة أخرى، أبو سعدون احد أصحاب ورش النجارة التي تنتشر بشكل لافت للنظر يقول ان المنطقة قد تحولت من بعد تجارة التبغ الى تجارة الأخشاب واستقطبت النجارين حتى من مناطق أخرى ولانهم يرغبون بفتح الورش في هذه المنطقة لقربها من تجار المحافظات الذين يلجأون الى الشورجة لشراء ما يحتاجون الى تجارتهم ما دعا الى ان يكون المكان تجمعا لتجار مختلفين لأعمال متنوعة. كما ان هذه الورش لم تستطع ان تقاوم كثيرا لان الأثاث الماليزي الجديد قد غزا سوق الأثاث الخشبي ونافس حرفيي هذه المنطقة، وانقسمت الى حرفيي خشب وبائعي الأثاث المستورد.ذكريات الماضي وعمود العشاقوبالرغم من التغييرات التي حصلت في المنطقة الا ان هناك بعض المشاهد التي تذكرك بتلك الايام الجميلة، فالرجال الكبار في ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram