في عام 1969 حين عدت إلى العراق وبعد غيبة تسع سنين، تعرفت على (أبوكاطع) في إحدى مقاهي شارع السعدون في بغداد، وبدا وكأن احدنا يعرف الآخر منذ عهد نوح، وهذا التعبير مستلهم من روح (أبوكاطع). وعندما افترقنا اسر إلي إن لديه (محاولة لكتابة رواية).
وسألني عما إذا كان لدي الوقت لأقرأ بعض ما كتبه، وأعطيه رأيي الصريح فيما إذا كان من الممكن أن يسمي ذلك رواية أم (خرط) يعني (كلام فارغ)، وفي اللقاء الثاني جاء بدفتر سميك ونظم كله بسطور متراصفة. وفي بيتي حين أخذت اقرأ الدفتر، بدأ يتنامى في خيالي المبصر عالم متجسد رحب مغمور بأنفاس الريف وأناسه، صنعه قلم ذو دراية ممتازة بما يريد أن يقول، وحب عارم للوسط الذي يصوره، ومعرفة مستفيضة بخبايا الحياة الريفية وحنايا سكانها الواقعيين إلى حد إحساس القارئ بأنفاسهم تدفئ قلبه.
غائب طعمة فرمان يكتب عن ابو كاطع
نشر في: 6 يناير, 2010: 04:53 م