اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ابو كاطع- وتفرد روايته العملاقة

ابو كاطع- وتفرد روايته العملاقة

نشر في: 6 يناير, 2010: 05:22 م

كريم السماويتعقيباً على إطراء تقديم الرواية (الرباعية الشمرانية) وما كتبه نجل المؤلف (إحسان شمران الياسري) في طبعتها الثانية، وقد تكفلت بها دار الرواد المزدهرة وكذلك المقتطفات التي شهد لها النقاد، تنم عن الحاجة الماسة لهذا النوع الريادي الذي انفرد به المؤلف (شمران الياسري –ابو كاطع-) شكلاً ومضموناً واستجلاءً واستنتاجاً عن طابع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي انتابت مجتمعنا العراقي في الريف على وجه الخصوص.
فالكاتب ترك هذا الفضاء مفتوح الارجاء والآفاق. إذ لم يكن زمن كتابة هذه الرواية اواسط النصف الاول من العقد الستيني من القرن الماضي وما تلاها من سبعينياته لظهور هذه الرواية الرباعية الى الوجود العلني في تداول واقتناء النشر الثقافي، رغم تداعيات وارهاصات الحقب الدكتاتورية الحاكمة منذ الأنقلاب الذي اغتال ثورة العراق، الوطنية التحررية في 14 تموز 1958، ووخامة غيوم سحب الأنقلاب الأستبدادي الشباطي الهمجي والمتوحش العنيف عام 1963 بويلات الضغائن المبيتة والتآمرية وإرثه السيئ (...)، كل ذلك لم يثن كاتبها عن إصراره وهدفه في دأب المثابرة، ورغم الصعوبات التي اعترضت وصولها الى أيادي جمهور القراء، فبادروا الى التضامن مع مؤلفها المرموق، و(اكتتبوا) على اقتنائها قبيل البدء بطباعتها التي تحدت السلطات الاعلامية (الرسمية) آنذاك، واعذارها الواهية والهزيلة التي تحجبها عنهم! لمعرفتهم بمكانة وصدق والتزام كاتبها ثقافياً واخلاقياً بموقفه الثابت إزاء تلك السلطات التي تخشى إثارة النهوض الثوري للوعي الوطني والانساني، كثافة وتركيزاً على قضاياه التي تعتمر بها اذهان الشرائح المثقفة من فئات وطبقات مجتمعنا العراقي.. فالرواية، بهذا المعنى الهادف، ادت غرضها الذي سعى له المؤلف الراحل شمران الياسري –ابو كاطع- وإذ تكاد تلك الأجواء تنبئ عن عقلية السلطات المتخلفة والغاشمة في تعميم ثقافتها الشمولية (التوليتارية) والاستعلائية التي تستصغر شأن ومميزات الفئات الوسطى والمعدمة الكادحة من الطبقات الأجتماعية العراقية وروابطها الانسانية المعروفة التي تعزز علاقاتها التقليدية بحكم انماط عيشها وانتاجها للخيرات المادية العميقة. تحتفظ الرواية ايضاً بالاسلوب الفني الفريد، الذي مهر طابعه الجمالي والأدبي شمران الياسري بأمتياز، وبعنصر التشويق لما يدعى بالواقعية الفنية لمتابعة القارئ أحداثها المترابطة في السرد والحبكة التي لا تفتقر الى البلاغة المرموزة او الملغزة في (الحسچة) الريفية التي ينتبه لها ويستوعبها القرويون في بيئتهم الجمعية، ولغة الواقع اليومي والحياتي، والمقرونة بالامثال الشعبية والبداهة الحكيمة بينهم في الأدب الشعبي والفولكلوري الذي يدل على اصالة التواصل الانساني بحذاقة وذكاء الثورية المباشرة دون ان يحتاج قائلها الى المجاز المتكلف. والأستعارة، كما يحتاجه في اللغة الأدبية، الفصحى والأكاديمية التي تستوحيها المدارس الأدبية الأخرى. ان المقطوعات الشعرية التي ضمنها المؤلف باللغة القروية الدارجة (المحكية) والمتعارف عليها، أعطت للمجتمع القروي، فطريته السليمة في التعبير عن خلجات الأحاسيس والهموم المشتركة التي يجمع عليها ويتعارف بها القرويون لوحدهم في قرى الفرات الاوسط والجنوب العراقي. ان شظف العيش والفاقة والملمات الوجدانية في العلاقات العاطفية هناك، يكتسب طابعه الروحي والأخلاقي عند القرويين البسطاء، وهذا عنصر مهم، وظفه الراحل شمران الياسري –ابو كاطع- وهو ابن بيئته الأجتماعية (القروية) ومركباتها في كل شخصية درامية، اعطاها الكاتب دوراً رئيسياً استثنائياً وليس ثانوياً. اما الأشخاص الثانويون فقد تكاملت بهم الرواية –الرباعية- في أحداثها الدراماتيكية. فنحن كما سنرى في الجزء الاول من الرواية "الزناد.." طبيعة العلاقات المتضادة المصالح العشائرية، وبناء قيمها القبلية الموروثة في النزاعات العدوانية على الأرض تارة وفي الموالاة والتحالف تارة أخرى درءاً لقانون (الثأر العشائري) والاعراف التقليدية السلبية التي يقررها نفوذ العشيرة الأقوى في أغلب الأحيان، وكذلك عبر بطون وافخاذ العشيرة المتفرعة الى اسر وعوائل. (سعدون ابن مهلهل) شيخ عشائري، فرض امتيازه بحصة الخمس من عوائد المحاصيل الزراعية واسلاب غنائم النهب والغزو.. وما ان يستدعيه الحاكم الانكليزي في العاصمة.. ثم يمنحه رشوة ضخمة (1000) ألف روبية هندية. ينأى عن أتباعه واقربائه من عشيرته التي يمثل وجاهتها لدى الحكام المحليين، فينحاز مع اعدائها متوافقاً مع مقتضيات مصلحته الشخصية التي استجدت، دون اهتمامه السابق بالمصالح الجماعية للعشيرة! الرباعية: (الزناد، بلابوش دنيا، غنم الشيوخ، فلوس احميد) ورمزياتها الواقعية في الجزء الاول استعارات رمزية تفصح عن "الزناد.." آلة قدح وأداة إشتعال (اندلاع) لهيب شرارتها بعد ان تتقيد، تندلع ألسنة واجنحة النار التي قد يضيق او يتسع محيطها في المعنى الذهني العام، المتداول والمعروف.. لكنها، ليست كذلك في الرواية كما اظن. فالآلة هذه، قد استعيض بها عن "الصلبوخ الحجري" الذي يؤدي ذات المهمة، ولو بزمن ابطأ من عجلة الزناد الذي أثار انتشاره وقتذاك، ذهول وفضول وإعجاب القرويين، فأعتبروه منذ حصولهم على ابتكاره (العجيب) نوعا من الترف الذي يحتفظ به (ارستقراطيتهم) العشائريون ومشايخه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram