لكثرة تكرار مفردة الاصلاح، مع اعلان الحكومة عزمها اصدار حزمة اصلاحات جديدة في غضون الايام القليلة المقبلة ، ومطالبة المتظاهرين بالمزيد من الخطوات المتعلقة بتحسين الخدمات الاساسية ، واصلاح الجهاز القضائي بقص اجنحة الجهات المهيمنة على السلطة القضائية ، سيكون العنوان الانسب في المرحلة الحالية ،اعتماد تسمية جمهورية العراق الاصلاحية لتأكيد حقيقة ان الحكومة واطرافها مستعدة لتلبية مطالب المتظاهرين ، شريطة التخلي عن ترديد شعارات ، تستهدف الرموز على اختلاف اشكالها وانواعها ، وارتباطاتها بدول خارجية.
مع استمرار التظاهرات ، ابدت قوى سياسية سبق ان اعلنت دعمها لإصلاحات العبادي تحفظها على بعض الفقرات ، مشددة على التمسك بالدستور ، محذرة في الوقت نفسه من بروز مظاهر الاستفراد بالسلطة ، في اشارة واضحة الى ان العبادي بإصلاحاته تجاهل الشركاء والحلفاء ، واتخذ قراراته من دون العودة الى مرجعيته السياسية التحالف الوطني، وليس من المستبعد ان يتحول التحفظ الى مواقف ، لاسيما ان المتضررين من الاصلاحات ، يشكلون اغلبية برلمانية ويمتلكون طبقا للدستور خيارات بإمكانها الاطاحة بالعبادي ثم اسدال الستار على الاصلاحات ، بوسائل شتى لها مسوغاتها الحاضرة الجاهزة ، حين تقتضي المصلحة الوطنية ، توحيد الجهود لمواجهة التحديات الامنية.
يوم كان عزة الدوري وزيرا للزراعة نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي كلف بالأشراف على انجاز مشروع الدواية الاروائي بمحافظة ذي قار ، اثناء مرور موكبه بناحية الفجر استقبله الاهالي بترديد اهزوجة ( مطلب جماهير الفجر سيمات للدوبة تجر) اهالي الناحية كانوا يعبرون النهر بواسطة " دوبة "طوافة كبيرة تجرها الاسلاك ، اختزلوا مطالبهم بترديد الاهزوجة ، وتعهد الدوري بتنفيذ مطلب جماهير الفجر بعد القضاء على اعداء الحزب الثورة .
بطريقة الدوري هناك قوى سياسية تحاول احتواء التظاهرات وتغيير مساراها ، عبرت عن انزعاجها من نصب الخيم في بابل والبصرة ، فأبدت قلقها من تكرار سيناريو مخيمات المعتصمين في الانبار، فمهدت لدخول تنظيم داعش الى الاراضي العراقية ، المخاوف قد تكون مشروعة ، لكن الاصطفاف مع الارادة الشعبية هو السبيل الوحيد لتبديدها ، واي تفسير اخر للإصلاحات يكشف عن رغبة سياسية ضيقة لا تتعدى الاحتفاظ بالمكاسب في جمهورية العراق الاصلاحية بذريعة الدفاع عن الدستور تارة ، ومنع تشويه الرموز الوطنية .
عرقلة اصلاحات العبادي ، تمثلت بنشر اخبار حول امكانية تقديم استقالته ، والرجل اعلن في اكثر من مناسبة انه على استعداد للتضحية بحياته لمواصلة مسيرة الاصلاح ، ومحاسبة المفسدين مهما كانت مناصبهم ، ومواقعهم ، فكسب التأييد الشعبي وتحفظ الشركاء والحلفاء.
القوى المنضوية ضمن التحالف الوطني معظمها تنتمي الى احزاب دينية ، مطالبة بالرد على سؤال الشارع بخصوص تحديد موقفها الواضح من الاصلاحات ، ثم تتوجه نحو "مأسسة" التحالف بوصفه يقود الحكومة الحالية في جمهورية العراق الاصلاحية ، بالمناسبة شنو اخبار الدوري؟؟
جمهورية العراق الاصلاحية
[post-views]
نشر في: 26 أغسطس, 2015: 09:01 م