اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > شمران الياسري ظاهرة إبداعية لا يمكن استنساخها

شمران الياسري ظاهرة إبداعية لا يمكن استنساخها

نشر في: 6 يناير, 2010: 05:30 م

عبد الإله الصائغحال أولئك الذين حاولوا استنساخ تجربة شمران الياسري يدعو إلى الرثاء حقا ! فهذا المبدع الجماهيري وإن كان مدرسة يمكنها أن تخرج عشرات المبدعين الملتصقين بالصدق قبل النجومية، ولكنه عصي على الاستنساخ !
فمن تأدب بأدبه استطاع أن يتكون وأن ينمو ولكن الذي أراد سرقة تجربته صار مدعاة للشفقة قبل السخرية ! فلم تكن جاذبية النص الروائي عند الياسري بسبب من لغتها الشعبية وهمومها الطبقية كما يتهيأ لبعض الدارسين ! بل إن الجاذبية عائدة إلى موهبة فسيحة ودربة صبورة لا تعرف الكلال والملال! ورؤية صافية للمساحة المشابهة ! . في رباعيته كان رائدا بامتياز في تطويع القهر الطبقي للعمل الروائي الصعب ! فليس كل مناضل قادرا على أن يكون شمرانا ولا كل رواية قادرة على أن تمثل الرباعية ! ومن هنا أضاع المقلدون شطرا مهما من تجربتهم وعمرهم في ملاحقة المستحيل ! ولهذا المحور شجون يمكن العودة إليها في مناسبة أخرى !. نحن هنا بصدد قراءة الرباعية قراءة وصفية (بنيوية) بهدف إضاءة بنيات العمل الروائي ! في الرباعية ثمة أبطال شعبيون كتب عليهم مصارعة القهر السياسي وقيادة أحلام الجماهير الفقيرة نحو الشمس فالروائي شمران الياسري ومن خلال روايته المهمة التي لخصت تاريخ العراق الدموي استطاع إشراك القارئ مع أبطال الرواية ليشهد صراعاً بين الجماهير الحالمة والقلة الظالمة.. روايته التي صدرت عام 1972م بأربعة أجزاء هي 1/ الزناد (القداحة) 2/ بلابوش دنيا(تعساً للدنيا) 3/ غنم الشيوخ 4/ فلوس حميد.. وقد شاء شمران الياسري أن يختار للصراع فترة مهمة من تاريخ العراق فبدأت روايته بعد ثورة العشرين (التي فجّرتها جماهير الفرات الأوسط فانتشر أوارها في ربوع العراق كافة..) بثلاثة أعوام ثم انتهت أحداثها بعد أحداث 14 يوليو تموز 1958م فاختار الروائي ثلاثة أجيال غطت هذه الحقبة، خمسة وثلاثين عاماً مصوراً أثر التطور الحضاري في تطور مفهوم الصراع عند هذه الأجيال، فالجيل الأول ورث التقاليد الصحراوية والبدوية والتقاليد الزراعية الريفية على حد سواء فكان نهشاً للعصبيات القبلية والمكانية فتأصلت لأسباب مغايرة فكرة البطولة والمروءة والكرم في حياته القاسية، برغم إن الاستغلال كان رضيعاً ولم يتبين هذا الجيل أثره بسبب سلطة القبيلة التي خففت كثيراً من سلطة الاستغلال الإقطاعي أو الرأسمالي، وسعدون المهلهل وهو الزعيم مثلاً كان يتصرف كواحد من أفراد القبيلة!! وحين خضع العراق للاحتلال الإنجليزي بعد معارك النجف والرميثة والسماوة وقرية السادة (آل بو أذبحك) في الحلة والرارنجية في الأعوام 17/18/19/1920 اجتهدت المخابرات البريطانية للي الذراع القوية التي بطشت بالعسكر الإنجليز ومرتزقتهم من الهنود السيخ والزنوج العمالقة وهذه الذراع هي شيوخ القبائل فعقدت معهم صفقات دنيئة لتغدق عليهم الأموال بلا حساب فضلاً عن تزويدهم بالمضخات والأسمدة والبذور، وهكذا حولت هذه المستجدات الزعيم الطيب سعدون إلى رجل آخر لا يشبهه، فبعد أن كان هذا الزعيم يعتمد على اشتراطات القبيلة والوطن صار يعتمد على اشتراطات العمالة والربح! ثم يجيء دور الصبي فالح ابن الزعيم سعدون بن مهلهل ليجيء زمان أكثر عتمة وقهراً ومكراً.. فهذا المراهق الغرّ وجد نفسه وسط فائض من الأموال فأحاط نفسه وملأ جلعته (قلعته) بالأزلام الذين يحذقون الدعارة فإذا الناس تترحم على الأب مع معرفتهم بظلمه وخيانته لقبيلته ودينه الذي كان يتظاهر به.. بيد أن الأب الظالم كان الأرحم من ابنه الغر المغرور.. فتمر السنون ثقالاً فيظهر على سطح الرواية (ضاري) ابن فالح سيئ الصيت وحفيد الزعيم سعدون وضاري من الجيل الثالث.. فتهيأ للقهر والمجون ليستعين بأزلام أبيه وجده المخضرمين في فنون الغواية وإذلال الناس لسبب أو من دونه، لكن ما حدث يوم 14 تموز يوليو 1958م كان الزلزال المدمر الذي حاق به وبأزلامه وبطانته وتجمع الناس حول المذياع ليستمعوا إلى صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي وعد الناس بزمن أخضر! وبالمقابل ثمة البطل حسين ابن العشيرة.. ذلك المؤمن بقيم ثورة العشرين فهو يتذكر أمجادها وبطولاتها ويحفظ عن ظهر قلب أشعار الثوار العشرينيين في مضافة الزعيم سعدون بن مهلهل، بل انه شاعر العشيرة (المهوال) وحامل همومها وتقتضي بؤرة الصراع في الرواية أن يرتطم حسين بزعيمه سعدون بعد مقابلة هذا الزعيم للمستشار الإنجليزي! ولأن الغلبة للقوي فقد طلب سعدون إلى حسين المتمّرد ب‍ـ(الجلوة) أي الجلاء عن مكان قبيلته إلى مكان آخر بعيد.. فاستجاب خوفاً على حلمه الثوري من أن يغتاله سعدون. وقد التحق به خلف وأبناء صكر هؤلاء الفتيان المعجبون بحسين والمتضامنون معه برغم إن سعدون لم يطلب إليهم الجلاء! وقد استدعى الصراع بين حسين وسعدون إضافة عنصر جديد وهو المرأة الفاتنة ليكون الصراع أكثر تماسكاً وجذباً.. وكان الزعيم قد وعد حسين (وعد شرف!!) أن يزوج ابنته الجميلة (حسنة) من ناصر (ابن حسين)، ولكن وضع الزعيم الجديد الخاضع لتوجيهات المستشار الإنجليزي وتقاطع هذا الوضع مع تحديات حسين جعله ينكث وعده ولن يرقّ قلبه لمشاعر ناصر الشاب البريء الوديع ولا لدموع ابنته حسنة ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram