ميونيخ/ فيصل صالحقرأت باحترام كبير المقال الذي كتبه الزميل طه كمر عن الراحل فخري ناجي (ابو الليل) وتطرق في جميع سطوره الى ما قدمه (غزال) القيثارة الخضراء من مواقف لا يمكن أن تمحى من ذاكرة جمهور نادي الشرطة وكذلك جمهور كرة القدم العراقية..
ولكن زميلي العزيز والشاب لم يذكر في مقالته مسيرة فخري ناجي بكرة القدم وكيف اصبح فقيد الكرة الشرطاوية لاعبا كبيرا في كرة القدم ومثل القيثارة الخضراء في عدد كبير من مواسم كرة القدم..ولهذا ارجو أن يسمح لي الزميل طه كمر في تكملة مقاله الرائع عن هذا الذي خسره وسط كرة القدم بصورة عامة وكرة الشرطة بصورة خاصة!بدأ فخري ناجي (ابو الليل) مسيرته بكرة القدم لاعبا في فريق العاصفة الذي كان يشرف عليه المرحوم غازي عباس الملقب (ابو طيره) وهو أحد الفرق الشعبية البغدادية، ولعب لهذا الفريق البغدادي العديد من لاعبي كرة القدم الكبار، منهم الشهيد بشار رشيد..صباح حاتم..كاظم عبود..منعم جابر..الحارس الكبير المرحوم ستار خلف..جاسم محمد (ابو شوارب) وسلسلة طويلة من اللاعبين المعروفين ومنهم كاتب هذه السطور.ومن هذا الفريق الشعبي تمكن المرحوم فخري ناجي والذي لقب بأبي الليل تيمنا بلاعب المنتخب العراقي الكبير السابق المرحوم فخري ابو الليل، من فرض اسمه على تشكيلة المنتخب الوطني المدرسي الذي شارك في عام 1966 في الدورة العربية المدرسية التي اقيمت في العاصمة السورية دمشق والذي كان يشرف عليه المدرب المرحوم محمد حسون..ولعب الراحل ابو الليل في هذا المنتخب الذي كان يعتبر في الفترات السابقة المنتخب الوطني الثاني ولعب الى جوار مجموعة من اشهر لاعبي الكرة العراقية ومنهم مجبل فرطوس وأنور جسام والشهيد بشار رشيد والدكتور عبد القادر زينل وغانم عبد الحميد وسمير ناشىء وعدنان عبد الحسين وفيصل صالح.ولم تتوقف مسيرة فخري ناجي عند هذا المنتخب بل تواصلت ليكون أحد ابرز لاعبي ومدافعي نادي الشرطة، ولهذا لعب الى جوار لاعبين كبار منهم المرحوم عبد كاظم..دكلص عزيز..صباح حاتم..محمد طبرة..مظفر نوري..رياض نوري وكان لاعبا جيدا ومدافعا قويا وابرز ما كان يتميز به هو تمتعه بخلق جمّ وسرعته الفائقة في الملاعب، هذه السرعة اصبحت ماركته المسجلة عندما كان لاعبا ومن ثمّ اصبح من افضل الإداريين الذين عملوا مع نادي الشرطة..ومن ابرز ماتركه الأخ والصديق فخري ناجي هو ذكريات مقهاه الذي ذكره الزميل كمر ولكنه لم يذكر بأن هذا المقهى ارشف تاريخ الكثير من الحكايات التي كان ابطالها ناجي العبايجي،اشهر مشجع لنادي الصقور،وقاسم ابو حديد المدرب ألأنسان،والمدرب الكبير عادل يوسف.. وهذا (الثلاثي) الرائع تمكن من قيادة نادي القوة الجوية للفوز بلقب الدوري العراقي من هذه المقهى في بداية التسعينيات من القرن الماضي،وقدوري وما ادراك ما قدوري،ببساطة كان مقهي ابو الليل عبارة عن فصل من فصول الكرة العراقية، بل اكثر من ذلك ولاسيما بعد أن أصبح هذا المقهى عبارة عن لجنة أولمبية مصغرة، وكان مكروها من عدد من مسؤولي الرياضة العراقية لأن مجلسه كان يكشف الكثير من سلبيات ومساوئ الكثير الذي ابتليت كرة القدم العراقية بوجوده من الإداريين (النصف ردن)، والمسؤولين الفاشلين والذين أتذكرهم كلما أتابع ما يجري على (المسرح) الرياضي الحالي والذي أكد على أنه اكثر بؤسا من المسرح السابق، ولاسيما بعد ان اعتلى هذا المسرح عدد كبير من الانتهازيين الذين لاتهمهم المصلحة الوطنية العليا لكرة القدم، بل تدمير ما تبقى من هذه الكرة التي اصبحت بين ليلة وضحاها (خانجغان) لمن (هبّ ودبّ) وزاد عدد أنديتها الممتازة (بقدرة قادر) الى 42 ناديا.. وهبط (بقدرة قادر) الى 36 ناديا،ولاسيما بعد أن فسر(جهابذة) اللجنة المؤقتة لأدارة أتحاد كرة القدم،فسروا (الماء) بعد الجهد بـ(الماء).. ويبدو من ذلك كله ان كرة القدم العراقية قد رفعت شعارا (ذاك الطاس وذاك الحمام) وهناك مثل آخر ينطبق على هذه الكرة المسكينة ولكن لم يحن وقته بعد ولاسيما بعد ان اصبح عدد من الأندية يدار من قبل ادارات (تعبانة) ولا تفهم من الإدارة شيئا ووزارة شبابها اصبحت منذ اربع سنوات مرتعا للعاطلين عن العمل والفارغين الذين انتهى زمن تفكيرهم الافتراضي (العقيم) والدليل على ذلك لم تقم هذه الوزارة بأي شيء ايجابي لتطور الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة واجلت مشاريعها الورقية للمستقبل (الغامض) وبدلا من التركيز على ما يخدم الألعاب الرياضية ومنها كرة القدم صبّت جل جهدها لاختلاق مشاكل للرياضة العراقية حتى اصبحت بفضلها تحت (رحمة) العقوبات الدولية والخاسر الأول في كل ذلك كرة القدم العراقية ونجومها الذين كان فخري ابو الليل أحدهم.رحمة الله عليك يا فخري ابو الليل وشكرا لزميلي (القمر) طه كمر!