TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قبل فوات الاوان

قبل فوات الاوان

نشر في: 28 أغسطس, 2015: 09:01 م

مجلس النواب تسلم سبعة مشاريع قوانين من مجلس القضاء لغرض تشريعها في اطار تلبية المطالبات الشعبية لاجراء اصلاحات في السلطة القضائية، من ابرز المشاريع السبعة قانون المحكمة الاتحادية العليا موضع الخلاف بين القوى السياسية الممثلة في البرلمان منذ الدورة التشريعية السابقة.
المحكمة الاتحادية الحالية شكلت بموجب القانون المرقم 30 في عام 2005 في زمن الحكومة المؤقتة برئاسة اياد علاوي، ضمت المحكمة تسعة قضاة يشغلون مواقعهم مدى الحياة، اي تغيير يجب ان يستند الى تشريع، بمعنى اقرار القانون الجديد من قبل مجلس النواب، لكن الكتل النيابية لديها وجهات نظرها حول مسودة المشروع تتعلق بعقد اجتماعات واتخاذ قراراتها بالأجماع ام بالأغلبية، فضلا عن ذلك يتطلب المشروع تصويت تلثي اعضاء البرلمان، بصريح العبارة انجاز الاصلاحات في السلطة القضائية يمر عبر بوابة البرلمان وبلورة موقف موحد لدى ممثلي الشعب ليثبتوا انهم على استعداد فعلي لتلبية مطالب المتظاهرين.
يبدو ان ممثلي الشعب بحاجة الى سقف زمني لتسوية خلافاتهم حول قانون المحكمة الاتحادية للتوصل الى حل توافقي، القاعدة السائدة في العراق، في ضوء ذلك لا إصلاح مرتقبا في الجهاز القضائي من دون استعداد رؤساء الكتل النيابية الكبيرة لتمرير المشروع في اقرب وقت، لوضع حد لخلاف استمر منذ الدورة التشريعية السابقة، تعود اسبابه الى تقاطع المواقف ورغبة كل طرف في ضمان مستقبله السياسي ثم تمثيله في السلطتين التشريعية والتنفيذية استنادا للدستور.
الضغط الشعبي هو السبيل الوحيد لتحفيز الكتل المتنفذة في البرلمان على التخلي عن عرقلة تشريع القوانين المهمة، فليس ثمة مسوغ يمنعها من الاقدام على هذه الخطوة خصوصا انها حرقت سنوات من عمر العملية السياسية لن تثمر عن نتائج تجعل العراقيين يشعرون بان ممثلي الشعب في البرلمان كانوا حريصين جدا على ارساء قواعد نظام ديمقراطي، لا يقبل اهواء ورغبات من يحاول تشريع القوانين على مقاساته الخاصة وتنسجم مع توجهاته.
القضاء العراقي سيكون مشكورا يدفع عنه الشبهات حين تتوفر له القوانين الخاصة بعمله تضمن استقلاله وابعاده عن اية تأثيرات سياسية، هذه الحقيقة ليست غائبة عن البرلمانيين ورؤساء كتلهم، فهل يحققون معجزة تجاوز خلافاتهم؟ هذا السؤال طرحه المتظاهرون، منتظرين الاجابة عبر تفعيل الدور التشريعي للبرلمان مع مراعاة الحاجة الملحة لقوانين لا تخضع لرغبات حزبية او فئوية على غرار الاتفاق على عدد خبراء الشريعة في المحكمة الاتحادية.
القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية، تؤمن بمبدأ الفصل بين السلطات، والقضاء في تصريحات زعمائها ممدوح ومشكور، يحتاج الى اصلاحات عبر تشريعات، يقرها مجلس النواب، بإمكان الزعماء عقد اجتماع لاتخاذ توصيات تحث ممثليهم في البرلمان على تبني مطالب المتظاهرين، قبل ان تنقلب الطاولة على رؤوس المجتمعين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram