بعد مرور عام بالضبط على تظاهرة 25 شباط 2011، نشرت كاتبة عراقية مقالا مهما في "الاهرام" المصرية قيّمت به اسباب الفشل بنظرية أسمتها "الحجر الكبير".
تقول الكاتبة: "في رواية "ليون الأفريقي" لأمين معلوف لم يفكر "حسن الوزان" بغير القتل لإنقاذ أخته من مستبد: إنهاء الظالم وتنتهي المشكلة. وفي القصة العراقية لم يفكر المتظاهرون بغير القضاء على الطائفية والفساد المالي وبؤس الخدمات لإنقاذ وطن: إنهاء الظلم وتنتهي المشكلة. لكن "هارون"، صديق "حسن" في الرواية، يعترض على هذه الطريقة في التفكير: "حجرك كبير جداً".
من يرفع حجراً كبيراً ليصوبه نحو هدف، فإنه ـ في لا شعوره ـ لا ينوي قذفه. إنه يريد فقط أن يشعر بثقل ما في يديه العاريتين"، برأي هارون. وأن رماه فسيتهاوى تحت قدميه .. الشعارات التي رفعها العراقيون، ليست كبيرة فقط، بل أنها، برأي هارون، "أحجار بحجم مئذنة". كان على العراقيين أن يخففوا ثقل أحجارهم بتحديد مطالب عملية قابلة للتنفيذ في زمن معقول .. لا أحد يتخيل أن يكتب الفساد، في لحظة ما، بيانا يعلن فيه التنحي. ولا أن تهرب الطائفية بطائرة لتطلب اللجوء السياسي في دولة أخرى. فبأي أمل يسقي العراقيون أحلامهم التي ذبلت تحت نصب الحرية وهم يعلمون أن الحجارة الكبيرة التي رموها لن تبلغ مداها أبداً؟".
الفساد في العراق "دولة" لها رؤساء ونواب ووزراء وسفراء ومدراء عامون وجيش وميليشيات وجماهير تنتخب مؤسسيها. وهي لم تبن بيوم وليلة بل على مدى ثماني سنوات متواصلة وبميزانية بلغت أكثر من 800 مليار دولار. "دولة الفساد" اليوم اقوى من "دولة داعش". في المقابل تضاءل حضور دولة العراق الأم لحد الغياب التام. التظاهرات الأخيرة مع دعم المرجعية وتجاوب رئيس الوزراء معها يعد كما البذرة التي نأمل منها نشوء دولة تستطيع الوقوف بوجه دولة الفساد العظمى.
محاربة دولة الفساد وتفليشها لا يتم الا بمثل طريقة تحرير مدننا من داعش. قرية بعد قرية ومدينة بعد مدينة. هل يمكن طرد داعش من كل المحافظات التي احتلتها دفعة واحدة، أي "شلع" كما يقول العراقيون؟ مستحيل.
خففوا الحجر اذن. ابدأوا بتفليش دولة الفساد طابوقة بعد أخرى. اختاروا منها التي إذا سقطت تسقط معها جدران بأكملها. استهدفوا الرؤوس واحدا بعد واحد وبالأسماء. ويا ليتها تكون بالاسم الثلاثي ان امكن. ولا تبرحوا ارض التظاهر حتى يسقط اول اسم ثم استهدفوا الثاني وهكذا. يوم واحد (الجمعة) لا يكفي. لا تنسوا انكم تحاربون دولة. اعلنوا العصيان المدني ومارسوا الإضرابات لتشلوا دولة الفساد وتعينوا دولة العراق على النهوض.
الجمعتان الفائتتان قيل انهما لإصلاح القضاء. الرأس: مدحت المحمود. الحل: اما ان يرحل او اننا هنا باقون حتى لو تخرب الدنيا. أمعقول ان يتم خراب وطن يمكن تجنبه برحيل شخص؟ ثم كلكم تعرفون محمود الحسن. هذا الذي كان بيده قد وزع أراضي رشوة كي تنتخب الناس المالكي. كيف يصح ان يكون هذا رئيس لجنة قانونية في البرلمان؟ يستحق طردة أيضا. في بعض المحافظات نجحت التظاهرات نجاحا باهرا لأنها حددت أسماء ومناصب الفاسدين فسقطوا. ليش؟ لان الأحجار التي حملوها كانت خفيفة ومؤثرة. على ساحة التحرير ان تقرأ درس العام 2011 حتى لا تكون النهاية مؤسفة مرة أخرى.
الى ساحة التحرير: خففوا "الحجر الكبير"
[post-views]
نشر في: 29 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
وهل هناك صبرا ان يبدا العراقي به ويسقط الرؤوس واحدا تلوا الاخر ان الذي خرج في التظاهرات ليس له صبرا ويريد حل المعبد حتى لو كان فيه هلاكه وهلاك الدنيا والذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار خرجت تلك الالاف يائسة وصدقني ليس لها املا بالتغيير او حتى اصلاح