اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > برلمان يقرأ الفنجان

برلمان يقرأ الفنجان

نشر في: 29 أغسطس, 2015: 09:01 م

في مرات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل حين أقرأ تصريحا لبعض المسؤولين، هل أضحك من العبث والكوميديا السوداء، أم أصمت من شدة الكآبة والحزن، من أبرز المضحكات والمبكيات التي حاصرتني امس تصريح رئيس البرلمان الذي رفض فيه و "بشدة" اي اعتداء من قبل بعض وسائل الاعلام على مجلس النواب .
لا أريد أن ألوم السيد سليم الجبوري فقبله سمعنا ما هو أكثر كوميديا، حين اخبرنا "فخامة" النائب الاول لرئيس الجمهورية ان "الاعلام أصبح ساقطا سقوطا اخلاقيا".
ينسى البعض أن من العبث أن تبذل مجهودا كي تحاول إقناع مشرد عن مدينته، بأن البرلمان غير مصائر العراقيين نحو الأحسن، ومن السذاجة أيضا أن تحاول ذلك مع أرملة تنتظر أن تلتفت إليها الدولة ، إن تقييم البسطاء يظل أحد المعايير المهمة في الحكم على تجربة برلماننا "المعظم"، خصوصا عندما نتكلم عن الوجوه التي تسللت الى قبة البرلمان بـ "غفلة من الزمن"
قبل أن نطالب بمواطن يحترم البرلمان، وباعلام لا يسخر من نواب يصوتون بالاغلبية لنصرة وزير الكهرباء، يجب المطالبة بسياسي يقبل قواعد اللعبة الديمقراطية، وأعراف السياسة، وانضباط الخلق والنفس،
عندما يرى المواطن العراقي كل يوم برلمانا لايسمع فيه مطلباً وطنياً واحداً، ولا يشاهد سوى حلبات الشجار والقتال ،عندها، أي اعلام سوف يقف الى جانب مجلس النواب؟
ياسادة ثمة دولة تفتت، وناس دفنت احلامهم وسرقت حياتهم ومستقبلهم، هؤلاء، لا يمكن أن نبلغهم أو نقول لهم ان البرلمان خرج مقتنعا بوزير الكهرباء، وان اسامة النجيفي لايريد ان يغادر كرسي نائب رئيس الجمهورية حفاظا على التوافق السياسي، وان بهاء الاعرجي لم يسأل: من اين لك هذا ؟ وان حزب الفضيلة يشتم التظاهرات ليل نهار اليس من حق المواطن ان يعرف من الذي يرمي الشباب في بحور الهجرة ، ويضع البلاد امام طريقين لا ثالث لهما اما الفساد او الموت؟ أليس من حق الناس أن تعرف من افقرها وبدد ثرواتها وهجر الملايين من ابنائها؟
قبل اسابيع قدمت رئيسة البرلمان الاسترالي استقالتها بسبب إنفاقها 2500 جنيه إسترليني من الأموال العامة، لاستئجار طائرة هليكوبتر بدلا من استقلال سيارة.
هكذا هبت العاصفة، إذ كيف يمكن الوثوق ببرلمانية تنفق من اموال الدولة؟ لم تخرج المرأة على الناس وتقول لهم بان استقالتها تعد انقلابا على الديمقراطية، ولم تهدد الناس بتظاهرات عشائرية مثلما فعلت الزعيمة حنان الفتلاوي، فقط اكتفت السيدة البالغة من العمر 72 عاما بان اعتذرت من الشعب وكتبت استقالتها التي ختمت بها حياتها السياسية الحافلة بالمنجزات والمواقف الانسانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ابو سجاد

    يكفينا خزيا ياخي ان بلاد الكفر تستقبل المسلم الفار من بلاد العرب والمسلمين لعن الله العرب ولعن من ادعى الاسلام

  2. بغداد

    مقال كله احساس وضمير حي لا يموت شكراً لك يا ايها الكاتب العصامي المبدع يا علي حسين . الحزن نعم ولكن لا تتكأب أبداً ولا تسمح لهؤلاء المخلوقات الغريبة الأطوار المقبورة في سجن الصفراء ( الخضراء او المنطقة الدولية بالمنطق الأمريكي كرين زون) ان يؤثروا عليك نف

  3. د عادل على

    انه امر طبيعى للغايه ان ينتقد البرلمان ونوابه وبشدة من الصحافه وفى كل الدول الديموقراطيه----اننى ارى رد فعل رئيس مجلس النواب يفقده ان يسمى بالديموقراطى------وهو ليس بمدنب وهو يتصور ان رد فعله طبيعيا-----------فى المجتمعات العشائريه شيخ العشيرة وكبار الش

  4. احد القراء

    انني احد المتابعين لما تكتبه في هذا العمود الذي لا اكاد اقرأ غيره في هذا الموقع، و اتحسس دائما مقدار الاخلاص و الالم الكامن وراء كل كلمة تكتبها، سيدي العزيز. اعلم ان سيادتكم تختلفون معي دون ان تذكروا لي ذلك و لكني اسمح لنفسي بالصرار على رأيي المتواضع، و ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram