ما الذي يدعو السياسي الذي ذاق عسل السلطة ، يوما ، ينسى مذاق علقمها ، ويتناسى وخزات شوكها ، ويتمسك بقوائم الكرسي ومسانده ، حتى الرمق الأخير ؟؟ متغافلا عن مصيرين محتمين وبينهما ثالث اشد مضاضة : اما القبر او السجن او المقصلة ، والأمثلة — منذ اقدم الأزمنة —اكثر من ان تحصيها عجالة مقال .
……………
آمامي صور فوتوغرافية مرعبة ل .. ( هيلاري كلينتون ) السيدة الأولى إبان حكم الرئيس الأميركي ( بيل كلينتون ) تلاقفتها اكثر من صحيفة في نيويورك ولندن .
تبدو هيلاري في بعض تلك الصور ، بنظارتين غامقتين تخفيان ملامح الوجه ، وشفتين مزمومتين من مجهولية المآل ، متكئة على كتف إبنتها - جيلسي - تغادر المستشفى التخصصي الذي رقدت فيه لثلاثة ايام لتشخيص حالتها الصحية بعد الشك بإصابتها بمرض يطلقون عليه ( إم .إس ) والذي من آعراضه غبش وإرتباك في الرؤية .. خدر وتنمل في آصابع الكفين والقدمين ، إرتخاء و إرتعاشة في الكفين ، يمنعان من التحكم بالقبض ولو على فنجان قهوة . خور وضعف في الساقين يهددان بالتعثر والسقوط اثناء المشي . وآحتمال إيقاع كسر في العظام او تصدع يصيب الجمجمة .
إختلس مصور محترف صورة للسيدة وهي تغادر المستشفى . دونما مكياج او حلي ، لا قلادة تزنر الرقبة ، لا أساور تزين المعصم لا أقراط لا خواتم . هيلاري حاسرة الرآس ، الشعر المعقوص للخلف وخطه الشيب . العينان منطفئتان النظرة .. ..
……..
آعلن رسميا عن عزم هيلاري الترشيح لمنصب الرئاسة …
ها …؟ ما الذي يدفع هيلاري لإقتحام درابين الملعب ثانية .ما الذي يزين لها الإنخراط في متاهات السباق المحموم للفوز بالمنصب الشائك ؟؟؟ هل هو الجاه العريض الذي يوفره المنصب ؟؟ هل هو الراتب الجزل ؟ هل هي الفخفخة الزائفة وجحافل المستشارين والحشم و جمهرة المصفقين عن حق وباطل ؟؟ هل وهل … وهل؟
الجواب عسير على من لم يذق عسل السلطة .. وهو عسل مر ،، مر ،، صدقوني . ولعل المرحوم رفيق الحريري —الذي قضى نحبه إثر تفجير لموكبه — خير من أجاب على السؤال وصحفي لبق يسأله :: ما الذي يدعوه للترشيح للرئاسة . وقد ملك المال والشهرة والجاه والولد .. جواب الحريري للصحفي كان بصيغة سؤال :: هل جربت الجلوس على كرسي الحكم وتذوق عسل السلطة؟؟؟ ولما رد الصحفي بالنفي ،، بادره الحريري متداركا الإحراج — جربه وهل ، تذوقه مرة ؟ ، وبعدها تعال إسألني نفس السؤال .!!
مذاق العسل ، حنظل .
[post-views]
نشر في: 30 أغسطس, 2015: 09:01 م