TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جهاز الكشف عن "الطناطلة"

جهاز الكشف عن "الطناطلة"

نشر في: 30 أغسطس, 2015: 09:01 م

في السيطرات الامنية المنتشرة في جميع احياء العاصمة بغداد ، قد يضطر احدهم للتعبير عن الاستياء من ملل الانتظار بلا جدوى ، فيوجه سؤالا الى رجل الامن، يحمل جهاز الكشف عن المتفجرات " عمي اسألك بالعباس أبو فاضل والحمزة ابو حزامين هذا جهازك يشتغل لو حديدة عن الطنطل "؟ في بعض الاحيان يتجاهل حامل الجهاز السؤال ، لانه سمعه للمرة المليون من كبار السن ، وقد يستغفر ربه ، ويردد مع نفسه حسبي الله ونعم الوكيل ، فهو يخشى الافصاح عن رأيه بخصوص جهاز الكشف عن الطناطلة ، استنادا الى حقيقة ان الجهاز بنظر جميع العراقيين اصبح مجرد "حديدة " تصر الاجهزة الامنية على استخدامها فيما مازال الطناطلة يسيطرون على محافظة نينوى واجزاء واسعة من الانبار .
برنامج الناس والحكومة تبثه قناة المدى الفضائية في حلقة يوم الخميس الماضي ، دعا مقدم البرنامج حامد السيد الى تنظيم حملة ضد استخدام الجهاز ، لانه اصبح مسخرة تلاحق المؤسسة الامنية ، مفتش وزارة الداخلية السابق محافظ كربلاء عقيل الطريحي ، قال في برنامج تبثه اذاعة دولية يوم كان في منصبه إن الجهاز فاشل ، ويجب إلغاء العمل به والبحث عن بدائل ، مسؤولون آخرون واعضاء في مجلس النواب ، اكدوا ايضا ان الجهاز فاشل ، ، وعلى الرغم من اصدار حكم بحق شخص بريطاني كان وراء صفقة تصدير الجهاز الى العراق ، اصرت وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد على العمل به ، ربما لانه اكتسب صفة التقديس وفيه كل الدفع والنفع والرفع ، وله القدرة على اجبار العدو على الانبطاح ، بهذه الاكذوبة المسخرة ، سجل الجهاز حضورا في كل السيطرات من يعترض على وجوده تلاحقه تهمة اربعة ارهاب.
الاصرار على استخدام جهاز فاشل ، يحمل تفسيرا واحدا هو التغطية على المسؤولين المفسدين الذين كانوا وراء توقيع عقود استيراده ، الاسماء معروفة ، والمحافظ الطريحي بوصفه كان مفتشا في وزارة الداخلية ، على اطلاع كامل على تلك الاسماء وربما لديه قائمة تضم صغيرهم وكبيرهم .
في دول المنطقة لم تتعرف بعد على التجربة الديمقراطية ، حين يكتب رئيس التحرير مقالا يتناول فيه ظاهرة خطيرة ، تمس الامن ، تبادر الجهات الرسمية الى اتخاذ اجراءات فورية لمعالجة ظاهرة شخصها الاعلام ، وتناولها كتاب الرأي ، في الحالة العراقية ، مجسات المسؤولين موجهة لالتقاط موجات بث أخرى ، لا احد منهم كتب ردا او اصدر بيانا تجاه قضية امنية خطيرة ، او في اقل تقدير يجيب عن سؤال الرجل كبير السن راكب سيارة الاجرة من نوع السايبا الموجه الى حامل الجهاز .
في زمن العهد المالكي كان المسؤولون يدخلون في انذار جيم حين تصل اليهم معلومات تفيد بان صاحب الجريدة الفلانية سينشر يوم غد مقالا افتتاحيا ، يحاولون الاتصال بالكاتب بشتى السبل والوسائل لمعرفة مضمون مقاله ، اليوم لايوجد ما يشير الى وجود الدفع والنفع في المسؤول ، وفوكاها ، يتجاهل ما تنشره الصحف اليومية ، كلام جرايد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram