اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المسافة بين الكفل و قريطم

المسافة بين الكفل و قريطم

نشر في: 30 أغسطس, 2015: 09:01 م

إذا كنت أستوعب جيدا ما أقرأ من اخبار هذه البلاد العجيبة والغريبة ، فإن هناك ناحية في محافظة بابل اسمها "الكفل" كانت هذه الناحية في الماضي نموذجا للتنوع الذي كانت عليه بلاد الرافدين قبل ان يقرر ساستها ان لامكان فيها ، سوى لاصحاب الخطاب المتشدد.. اليوم هذه الناحية تعاني من وضع خدمي حولها الى قرية من قرى العصور الوسطى.
من حيث المبدأ، يجب أن تكون الكفل تابعة لمحافظة بابل، لكن السيد مدير الناحية شأنه شأن الباحثين عن كرسي دائم يعتقد ان هذه الناحية تتبع دولة اخرى غير العراق ، ولهذا هو قرر وببساطة ان يشطب بعلامة "اكس" على قرار المحافظة بالغاء المجالس المحلية، فالرجل يعتقد ان الناحية تعيش ازهى عصورها بفضل خططه التنموية، وعليه فان قرار ازاحته يعد تعديا صارخا على امن واستقرار الناحية ونهضتها، لكن الرجل لم يخطئ، فقبله نواب رئيس الجمهورية اعتبروا قرار عزلهم مخالفا لارادة الجماهير التي لا تنام الا وهي تضع صورهم تحت "الوسادة" .
في غضون ذلك يُعرض علينا كل يوم فريق من البرلمانيين خطب وشعارات حان الاوان لان نسميها "شعوذة" ، حرصا على قيمة الخطاب السياسي ، نعم شعوذة و"نص" وسوف توافقونني على ذلك بعد ان تعرفوا ان معظم النواب صوتوا امس على "رجاحة" فكر وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، لكنهم ما ان عثروا على اول ميكرفون حتى وجدناهم جميعا يصرخون بصوت واحد ان البرلمان "انتحر"
هل هناك أفظع من موت عشرات العراقيين غرقا، وتشريد اكثر من ثلاثة ملايين مواطن؟ قد تقول: انها اميركا سبب البلاء، ولكن قبل ذلك عليك ان تعرف ان رئيس كتلة الدعوة بالبرلمان ، لايزال يهدد بقطع يد كل من يشير باصابع الاتهام الى القائد العام السابق للقوات المسلحة، إذن، الاصوات التي تطالب بمحاسبة المقصرين هي التي يجب ان تخرس، فلنترك هذه المسألة الآن ونتقدم إلى الامام فقد اخبرنا صالح المطلك قبل ليلتين: "ان القفز على التوافقات السياسية يخلق اجواءً لضرب المؤسسات الوطنية" على اي حال عرفنا الان ان المطلك يعد "رمزا وطنيا"، وفي أي حال، عندما يتعلق الأمر برمز وطني، فان اي خبر يمس "فخامته" يعد مأجورا ومغرضا حتى وان كان عن قصر قريطم.
فمتى يفهم المواطن العراقي أنها ليست مسألة خراب بلد؟! ابدا، انها قضية رموز وطنية ، وكل ما هو مطلوب منك عزيزي المواطن أن تموت غرقا او هتافا ، وهو على اي حال ليس طلبا صعبا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram