اشتملت اصبوحة نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وفق منهاجها الاسبوعي السبت الماضي على قراءات لشعراء شباب ضمن برنامج تحت عنوان (قريباً من الضوء) شارك فيه عدد من شعراء المحافظات. وبين مقدم الجلسة الشاعر حمدان المالكي ان المشاركين في هذه ال
اشتملت اصبوحة نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وفق منهاجها الاسبوعي السبت الماضي على قراءات لشعراء شباب ضمن برنامج تحت عنوان (قريباً من الضوء) شارك فيه عدد من شعراء المحافظات. وبين مقدم الجلسة الشاعر حمدان المالكي ان المشاركين في هذه الحلقة هم: اسماعيل الحسيني النجف ـ انمار مردان بابل ـ محمود جمعة الموصل ـ مصطفى عبود البصرة ـ مهند الخاكاني بغداد. وكانت القراءة الأولى للشاعر محمود جمعة في قصيدة بعنوان (في غرفة ما) عكس من خلالها تجربة ذاتية مريرة في الكتابة والحياة معاً، تتصارع وتتكسر منعكسة في مرآة الذات والآخر بحالة من التمرد. وهذا التمرد شمل اغلب القصائد المشاركة التي تنوعت بين النثر والعمودي. وفي مداخلته اشار الناقد علي الفواز الى ان الشعراء اضاءوا من خلال قصائدهم مساحات معتمة في التجربة الشعرية جعلتنا اكثر ثقة واطمئناناً على ان خزائن الشعراء لم يسرقها الغزاة. وقال: القصائد التي سمعتها زاوجت ما بين العمود والتفعيلة وايضاً الشكل النثري، ما يعيدنا الى المنطقة القديمة وهي ان توصيف القصيدة هو الذي يحكم جودتها واجادة الشاعر وتمكنه من ادواته. مشيراً الى ان ما ورد في القصيدة العمودية ينم عن الطراوة والقدرة البلاغية وتوظيف الاستعارات والملامسة الحسية والشحنات الغنائية ما يمنح الشاعر مجالاً للتلون داخل الصوت الواحد، لأن يبدو سهلاً في ممارسة الانتقالات من دون تعسر لما تقتضيه البنية الايقاعية للقصيدة. وهنا تكمن مهارته لكون القصيدة لغة وبامكان الشاعر ان يلون ويشكل مستفيداً من النسيج اللغوي لجعله نسيجاً بلاغياً وجمالياً.
فيما بيّن الشاعر عمر السراي ان عنوان البرنامج قريباً من الضوء هو محاولة لتوزيع ما تتمتع به العاصمة بغداد من مساحات الضوء والألم على الآخرين، لذلك لم يختزل المركز الألم والضوء لنفسه، بل ارتأى توزيعه بين الجميع.
من جانبه ، أوضح الناقد ياسين النصير ان ما تبادر الى ذهنه هو مفهوم جديد للقصيدة. مبيناً انه على الشعراء والروائيين والقصاصين ان يغادروا اسم الجنس الأدبي الثابت والمنظر له في قراءات كثيرة لم تعد الآن تستوعب ما يحدث وما يقال. وقال: النماذج الشعرية التي استمعت اليها اليوم تعد مؤشرات لكسر مفهوم القصيدة والذهاب لمفهوم النص.