لن يتعظ اتحاد الكرة من المواقف والدروس السابقة التي ألمّت به وأحرجته كثيراً في بطولات واستحقاقات خارجية كثيرة حين يعمد الى نشر تصريحات متناقضة وأخرى مؤمِّلة مبتهجة تجافي الواقع كثيراً من دون حسابات! إن مَن يطلق التصريح لأجل الاطلاق فقط وذرّ الرماد في العيون يقابله هناك في الجانب الآخر المتلقي الذي يرصد له تحركاته وتصريحاته وأثرها على الإعلام والشارع الرياضي عموماً. وقد تتابعت الأحداث والتصريحات المستنسخة منذ فترة طويلة في دورات الخليج وأمم آسيا وتصفيات كأس العالم بين الإعلان عن مقابلة أفضل منتخبات العالم الى المعسكرات الأوروبية والبطولات المصغرة ودعوة الجمهور العراقي لحضور المباريات الخارجية وكونه لا يستطيع مؤازرة منتخبه الوطني على خلفية قرارات جائرة صدرت من أعلى المؤسسات الرياضية العالمية تمنعه من الزحف الى ملاعبه ونصرة المنتخبات الوطنية في ظروف ومناسبات وتدخلات معروفة ليس الآن موعد تداولها.
وما أُريد أن اتوقف عنده هي التصريحات أو الاعلانات التي بدأت تنهال من طهران حيث يستعد منتخبنا الوطني لاختباره المزدوج الاول بلقاء منتخب تايبيه على ملعب نادي باص الايراني ، واُريد التوقف عند هذا المعسكر القصير هناك في طهران ومن ثم الاستعدادات للمباراة الاولى وابدأ من دعوة الجمهور لحضور المباراة والاتفاق مع شركة راعية للنقل حيث لا يتعدى الاعلان هذه الكلمات دونما تفاصيل أو تقدير الوقت حق قدره وبحساب الساعات وليس الأيام، لم يعد يفصلنا سوى يوم واحد على موعد المباراة ولم نشاهد أية بادرة تذكر على طرق معبدة بالزهور وتسهيلات كثيرة اعلن عنها الاتحاد عبر شخوصه ومَن ينشط للتحث عوضاً عنهم هذه الايام بما يندرج تحت مسميات كثيرة أولها الخدعة والتلاعب بالكلمات وعرض ما هو غير واقعي بالمرة والذي سيؤدي حتماً لما يهز كثيراً من بقايا الثقة التي يوليها الجمهور لاتحاد الكرة وتذكرنا بأسوأ فاصل يبتعد عن الروح الرياضية واحترام الجماهير كما حصل في بطولة خليجي 21 في البحرين وما جرّه خداع الآلاف من جماهيرنا وايهامهم برحلات ميسرة الى المنامة لتشجيع منتخبهم ،هذا السيناريو الذي يعاد حرفياً اليوم وتطالبنا الجماهير المتعطشة للتشجيع عن الآلية وطريقة الوصول الى الملعب ومَن سيتكفل بها ، ولا أعلم في حقيقة الأمر لماذا يصرُّ الاتحاد على حشر نفسه في امور لا يقوى على التصدي لها فهو يعجز عن تنفيذ صغائرها بما يخص منتخبنا الوطني معسكراته ومبارياته الودية وغيرها حتى يزج بنفسه في أُتون هذه المواقف الصعبة وكان الأجدر به أن يترك الاعلانات السينمائية الى أوقات أخرى قد تمكنه الأقدار حينها من تنفيذ هامش بسيط من الوعود.
لقد برّر لنا أحد أعضاء الاتحاد ذات مرة كثرة التصريحات غير المثبتة بأنها تأتي من جانب تدعيم حالة التواصل بين المنتخب وجمهوره والحقيقة من جهة ولشحن الاهتمام الإعلامي من جانب آخر وأجزم أن الرجل يجافي الحقيقة عن عمد في لحظة عابرة أو انه بعيد الصلة بالشارع الرياضي تماماً حيث لا يحتاج الجمهور مثل هذه الاجراءات لإثبات حبه وتواصله وتشهد بذلك وقفاته الكثيرة ومسيرات الفرح العارمة بعد كل فوز، آثرت في هذه المناسبة ألا أشير الى اعلانات مضحكة اخرى تخص المنتخب وتشكيلة المحترفين كي لا يُسيءَ فهمها او أنها تـرد في الوقت غير المناسب.
اتحاد الكـرة إعلانات خارقة!
[post-views]
نشر في: 31 أغسطس, 2015: 09:01 م