أربيل/ المدىبعد أحداث عام 2003 و سقوط النظام المباد، شهد إقليم كردستان انفتاحاَ اقتصادياً ملحوظاً، لكن المراقبين يعتبرون سنة 2009 مليئة بالانجازات و الخطوات الاقتصادية الضخمة للإقليم، وسط أزمة اقتصادية أصابت غالبية دول العالم.
فقد تم لأول مرة في التاريخ، تصدير نفط إقليم كردستان من قبل الكرد الى الأسواق العالمية في 1/حزيران/يونيو، وكان هذا أهم حدث اقتصادي لهذا العام، حيث تم فتح صمامها بشكل مشترك من قبل كل من رئيس جمهورية العراق و رئيس إقليم كردستان، إضافة الى حفر العديد من الآبار وإقبال شركات العالم الكبرى لتطوير القطاع النفطي في الإقليم. وذكر وزير النفط بحكومة إقليم كردستان السابقة آشتي هورامي أن "لدى الإقليم 45مليار برميل من احتياطي النفط و 200ترليون قدم مكعب من احتياطي الغاز". وقال الأكاديمي المتخصص في الجغرافيا آزاد النقشبندي في ندوة عقدها بتاريخ 28ايلول/سبتمبر2005 في أربيل أنه "لو رجعنا للتأريخ، نرى بأن العراق صدر النفط بقيمة 136مليون دولار بين عامي 1931 – 1949، وكل هذا تم استخراجه من مناطق إقليم كردستان، حيث لم يكن هناك آبار نفطية وقتذاك في أية منطقة أخرى، وبين العامين 1978 الى 1990 صدر العراق نفطاً بقيمة 153مليار دولار أمريكي، وكان 119ملياراً من هذا المبلغ نتيجة بيع نفط كردستان، حيث كان يصرف لغرض إبادة الشعب الكردي". تفعيل قانون الاستثمار، والخطة الخمسية لإنعاش قطاع الزراعة، وتطوير المنافذ الحدودية وجعلها دولية، إضافة الى تطوير العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار وبالأخص مع تركيا، كانت أحداثاً اقتصادية كبيرة خلال عام 2009. وقال وزير الدولة التركي لشؤون التجارة الخارجية ظافر آغليان، الذي حضر ندوة التجارة المشتركة بين إقليم كردستان وتركيا، بحسب (آكانيوز) "أهدرنا الكثير من الوقت، والآن هو وقت مناسب لإقامة علاقات تجارية بين إقليم كردستان و تركيا". وأوضح آغليان أن "استثمارات تركيا في إقليم كردستان قد زادت بنسبة 30% الى 50%، وأتمنى ان ترتفع هذه النسبة أكثر وأكثر". من ناحيته، قال وزير التجارة والصناعة بحكومة إقليم كردستان سنان الجلبي أن "العلاقات بين إقليم كردستان وتركيا ستتطور الى حد كبير، ويسعدنا مجيء الوفود التجارية و الشركات التركية للعمل و الاستثمار في الإقليم". وأوضح الجلبي أن "قانون الاستثمار يشجع المستثمرين على القدوم الى إقليم كردستان، أضف الى ذلك أن الوضع الأمني في كردستان مستقر الى ابعد الحدود وليس هناك مخاوف أمنية على الشركات المستثمرة". وعن دور الشركات التركية العاملة في كردستان. وقال الأكاديمي المتخصص في الاقتصاد موسى محمد لـ(آكانيوز) أن "هناك العديد من الشركات التركية العاملة في إقليم كردستان والتي ربحت منذ عام 2005 وحتى الآن نحو 4.5 مليار دولار أمريكي، وهناك شركات عملاقة متخصصة في مجال النفط تعمل في كردستان، ما أدى الى تطور حقول كردستان النفطية تطوراً ملحوظاً". من جانبه أوضح المستشار الاقتصادي لوزارة التجارة التركية احمد ياكجي أن "حجم التجارة المتبادلة بين العراق وتركيا يبلغ نحو ستة مليارات دولار، ونحن ننوي رفعه الى نحو 20 ملياراً، كما نحاول تحسين العلاقات على جميع الصعد الأخرى كالسياسية والاجتماعية و الثقافية". وكشف ياكجي عن أن "الدولة التركية تشجع الشركات التي تنوي الاستثمار في العراق، وتقوم لهذا الغرض بتمويل هذه الشركات بنسبة 50% من الميزانية اللازمة لمشاريعها". أما مدير هيئة استثمار إقليم كردستان كامران المفتي، فقد أوضح لـ(آكانيوز) أنه "تم منح نحو 210 إجازات استثمار للشركات المستثمرة، والتي أدت الى تشغيل نحو 17مليار دولار في الإقليم". من جانب آخر، قال رئيس معرض أربيل الدولي عبد الله احمد أن "تأريخ تأسيس أرض معرض أربيل الدولي يرجع الى 15 تشرين الأول/اكتوبر2007، وقد شهد حتى الآن إقامة 25 معرضاً دوليا في مختلف المجالات وبمشاركة نحو 4208 شركة عالمية، وستستمر إقامة هذه المعارض خلال عام 2010 وتشمل المعارض مختلف المجالات كالكتب والسيارات". ولغرض تنشيط الحركة التجارية في الإقليم، قررت حكومة إقليم كردستان أن تجعل منافذها الحدودية منافذ دولية وأن تعمل حسب المعايير الدولية. وفي يوم 10/تشرين الثاني/نوفمبر، وبعد اجتماع وفد إقليم كردستان مع مسؤولي محافظة ورمى الإيرانية، قال محافظ أربيل نوزاد هادي أنه "تقرر فتح منفذ حاج عمران بمعدل 24ساعة يومياً، وحتى في العطل والمناسبات". وبعد مرور أسبوع واحد، تقرر ان يُعامل منفذ باشماخ حسب القرار ذاته وأن يكون مفتوحاً 24ساعة يومياً. وأوضح مدير منفذ حاج عمران أدور الجبلي لـ(آكانيوز) أن "قرار جعل منفذ حاج عمران منفذاً دوليا و فتحه بمعدل 24ساعة يومياً، أسهما بشكل كبير في تنشيط حركة التجارة في إقليم كردستان وحجم التبادل التجاري فيه، إضافة الى مرور المسافرين بأعداد اكبر من ذي قبل". وحسب ما يقوله رؤساء الغرف التجارية في الإقليم، فإن "زيادة
انتعاش اقتصادي كبير لإقليم كردستان برغم الأزمة المالية العالمية
نشر في: 6 يناير, 2010: 06:16 م