اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التظاهرات: جدوى أم رهان خاسر؟

التظاهرات: جدوى أم رهان خاسر؟

نشر في: 1 سبتمبر, 2015: 09:01 م

نسمّيه التحوّل ! نعم، هو تحوّل حقيقي، وهو ممارسة هزت كيان أحزاب الإسلام السياسي من أقوى نقطة فيه إلى أدنى نقطة، لكني لا أجد -النتائج ستكون ملموسة في القريب. ذلك لأن رئاسة الوزراء لن تتمكن من النظر إلى مطالب الشعب بعين خالصة بعيدة عن الضغوط التي تتعرض لها من داخل الاحزاب المشاركة ومن الخارج أيضاً. فضلاً عن صراع المؤسسات الدينية في النجف وقم، تلك التي يكون الحديث فيها مضمرا دائما، والتي تشكل واحداً من التعقيدات غير المُتحدث بها.
من خلال زاوية النظر هذه نجد أن مستقبل التظاهرات رهين قبول طرفي المعادلة، الحكومة بمشاريعها الفاشلة والشعب المحتج على سوء الأداء. لهذا فإن الحكومة ستخطئ كثيرا إذا تمادت في تجاهلها لمطالب الشعب، أو حاولت الالتفاف عليها بجملة إصلاحات لا تمسّ الجوهر، وسيُخطئ الشعب أيضا إن أحسن الظن بالحكومة، وأعتقدَ جازما بأنها جادة في الإصلاحات، لذا فالمعادلة صعبة، عصية على التحقق. وقد تنسحب إلى ما لا نود تخيله من مشاكل، ستعقّد من الوضع العراقي المعقّد بالأساس.
حتى اللحظة هذه، لا تبدو جملة (الإصلاحات) التي اتخذها رئيس الوزراء مقنعة للشعب، بل هي ليست مقنعة له شخصياً، وهو يُدرك ذلك جيداً، فهي ليست أكثر من لعبة مفضوحة لن تنطلي على الجماهير المطالبة بما هو أبعد من إقالة وزير أو تقليص وزارة أو غير ذلك. الجماهير وفي كل جمعة في ساحات التظاهر وعبر وسائل التواصل تطالب بوضوح بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود، لكن رئاسة الوزراء ما زالت تمرر ذلك وتتجاهله.
وفي جانب من القضية نحن نعتقد بأن تشعّب المطالب الشعبية وعدم تنظيمها بقائمة موحدة واضحة، تراعي الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها السيد العبادي، فضلا عن الظروف الموضوعية التي تحيط البلاد من جوانبه جميعا والخشية من حدوث فراغ سياسي(تشريعي وتنفيذي) كلها تسهم في تأخير عملية الإصلاح. ما تريده الجماهير المتظاهرة اكبر من قدرة العبادي على الاستجابة. نحن نعتقد على سبيل المثال بأن نزع فتيل الطائفية، وهو -جوهر المشكلة- إنما يكمن في منع الآلاف من الخطباء والأئمة والمتحدثين في المساجد والحسينيات والتكايا والمواكب، ويكمن أيضا في برامج عشرات القنوات الإعلامية، ويكمن كذلك في العديد من الممارسات الشعبية وفي المدارس العامة والخاصة والمناهج التعليمية وفي الثقافة المجتمعية وفي المضايف والدواوين والبيت وغيرها . ترى هل هناك من فكّر في ذلك. ما لم نبدأ خطوة التغيير داخل الروضة والمدرسة الابتدائية، ما لم نجعل من القانون سيفا حاسما في النتائج وما لم نصلح القانون والقضاء لن نصل إلى نتائج ملموسة في الاصلاح والتغيير.
هل بمستطاع السيد العبادي استخراج اللآلئ بعد الغوص في البئر العميقة الوسخة هذه. هل تدرك الجماهير المتظاهرة الحقيقة المرعبة، حقيقة عدم قدرة الرجل وحقيقة الصعوبة في مواجهته لذلك ؟ هذا هو السؤال. ثم هل نمتلك شعبا بثقافة علمية وموضوعية قادرة على التفريق بين ما هو واقعي وخيالي. بمعنى، هل تجاوز شعبُنا حدود تفكيره بـ (المقدس) الذي ظل يعتقد بقدرته على تحقيق الأمن والرخاء والمستقبل ؟
وأخيراً هل بلغت الجماهير المنتفضة بوعيها إلى أنّ خلاصها إنما يكمن في خلاصها من أحزاب الإسلام السياسي، أم أن الآلاف والمئات منهم ما زالوا يعتقدون بإمكانية التغيير على يد السيد العبادي، وهو العضو المتقدم في حزب الدعوة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    في بداية أيام أستيزار السيد العبادي لرئاسة الحكومة كتبت تعليقا مختصرا حول مدى نجاحه من عدم نجاحه في حينها ... وعلقت بشكوكي في نجاح العبادي في قيادة العراق والعراقيين الى شاطيء ألأمان وألأستقرار كون السيد العبادي هو أحد أعضاء حزب الدعوة المتقدمين والتأريخي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram