اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا ميركل.. ولا كارتر

لا ميركل.. ولا كارتر

نشر في: 1 سبتمبر, 2015: 09:01 م

بالامس وانا اقرأ في باب التعليقات الخاص بالصحيفة اثار انتباهي سطور كتبها قارئ كريم يقول فيها : الاحظ دائم التذمر من الاحزاب الدينية، هل تدري ان الكثير من بلدان اوربا تحكمها احزاب مسيحية ؟، وذكرني القارئ العزيز بميركل التي اردت تقبيل كفيها، ومهاتير محمد الذي صدعت رؤوس القراء به واخيرا وليس آخرا بالرئيس الاميركي كارتر الذي خرج الى العالم قبل ايام ليعلن أن أمه علمته: "حب الناس حسب تعاليم الكنيسة" وانه بعد أن ترك البيت الأبيض، عاد ليدرس الانجيل.
ساقول للقارئ الذي اراد للاسف ان يخلط الاوراق، ان الاحزاب الدينية التي اهاجمها وساظل أهاجمها باستمرار هي الاحزاب التي فشلت في تحقيق العدالة والرخاء للعراقيين، هي الاحزاب التي سلبت العراقي امنه وامانه وزادته فقراً لكنها في المقابل خلقت طبقة جديدة من الانتهازيين الذين سرقوا الاخضر واليابس. ولهذا ارجوك ياعزيزي ان لاتقارن باحزاب تقودها سيدة المانيا ولا بتجربة مهاتير محمد الذي انتقد بشدة احزاب الاسلام السياسي في منطقتنا المليئة بقوارب الهجرة وخيام المشردين وقبور لايعرف اسماء موتاها قائلا: "من الممكن للرشوة والخداع باسم الدين والمحسوبية أن تأتي بالنصر لأقل المرشحين أهليةً لقيادة الدولة... فنرى كيف يطلق حزب حملته خلال صلاة الجمعة الجامعة ويهدد بمكبرات الصوت بكراهية الذين يعارضونه.. من أجل أن تدلي الناس بأصواتها لمن ليس لديه القدرة على القيادة ولكن لمن هم محتالون بدرجة تكفي لخداع الناس."
لم أجد ياعزيزي للأسف حتى هذه اللحظة في احزابنا الدينية بفرعيها السني والشيعي ما يستحق الاشادة والمديح، لان القائمين على هذه الاحزاب فاتهم ان الدين وضع من اجل رفعة الانسان ، لا من اجل ان يتحارب دعاته على كراسي السلطة والمنفعة، ومن أجل بسط العدالة الاجتماعية لا من اجل سرقة الثروات.
من باب التأكيد نضع خطوطاً حمراء تحت حقائق نرى ان يولي القارئ العزيز انتباها لها، وفي مقدمتها ان العديد من ملفات الفساد في معظم الوزارات، يقف وراءها مسؤولون ينتمون إلى أحزاب دينية، وبسبب هذا لم تفتح هذه الملفات ولم يتم الاقتراب منها.
واعتذر لا نني ساعود للسيدة "المتدينة" ميركل التي استطاعت خلال سنوات حكمها ان تحقق لالمانيا افضل نظام عناية صحي في اوروبا وان تصبح ثاني دولة زراعية في العالم، احد افضل معدلات النمو.. ولا تسأل عن النظام القضائي او نظام التعليم ، وانبهكم لاخر صورة ظهر فيها كارتر وهو يعلن اصايته بالسرطان ، لكنه مصر ان يذهب لمواساة اللاجئين المسلمين في اوربا الشرقية قائلا للصحفيين : اريد ان ابعث الامل في نفوس الحالمين بالطمأنينة والامان ، وشيء من الضوء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    الاحزاب المسيحيه فى اوروبا لها الاسم المسيحى فقط والتطبيق هو يمينى قرب الوسط السياسى قى البرلمان---الدين حطم اوروبا بسبب الحروب الدينيه الطويلة المدى ---سابقا كانت الكنيسة مسيطرة على كل شىء والخلاف بين الكاثوليك والايفانكيليين سببت الحروب الدينيه واطوله

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram