ثلاث نقاط بجهد مُقنّن .. ذلك ما نترقبه اليوم من أسود الرافدين وهم يضيّفون اصدقاءهم لاعبي الصين تايبيه في أولى المحطات الرسمية لكرتنا في رحلة تصفيات كأس العالم 2018 ، فلا أمان مع الكرة وكثيراً ما غدرت بنا في بداية الطريق ورمت آمالنا على قارعة المجهول حيث غالباً ما يكون فأل المباراة الافتتاحية حافزاً مشجعاً لمواصلة المسير أو التشاؤم من سوء المصير.
بداية ربما لن تكون مثالية في قراءة اوراق المنافس القادم للتحدي وهو يحمل صوراً من الماضي القريب لأسود لا ترحم في دك عرين المنتخبات، جاء نداً بطموحه ومغامراً بقصد إعادة صياغة تاريخه المتواضع ليثبت انه قادر على احراج بطل آسيا 2007 "المرتبك" بسبب ظروف الإعداد السيء الناجم من تشتت عناصره بين بلاد الرافدين وأوروبا والخليج ، فلابد ان نحترس من جرأته في اللعب مع الكبار !
الكابتن يحيى علوان أتم منهاجه المزدوج هو الآخر بمعسكرين أقصى ما حقق فيهما هو تعزيز ثقة اللاعبين الجُدد بأقدامهم لتكون صلبة ولا يعتريها الارتجاف في الملاعب الدولية بعدما شهد المنتخب الوطني غياب لاعبي الدوري المحلي لسنين طوال إلا من عددٍ ضئيل لفتوا الانظار اليهم، وهذه فرصة ليكون تأثيرهم اليوم حافزاً للملاك التدريبي ليُمسك بأسمائهم حتى نهاية المشوار.
إن الانطباع العربي السائد عن مجاراة فرق من شرق آسيا مثير للقلق ليس للمستوى الفني، بل لفارق اللياقة البدنية الذي يسجل تفوّقاً لمعظم فرقها وهذا ما يؤكد عليه المدرب راضي شنيشل في حديثه للمدى اليوم منتقداً بصراحته المباشرة ضعف الدوري الممتاز وغياب المدرب المتخصص بالجانب البدني وما يعكسه من نتائج وخيمة على المنتخب لاسيما في الدقائق الأخيرة من المباريات الرسمية التي كثيراً ما قصمت ظهره في غير مناسبة بسبب صعوبة التقاط الانفاس والتقدم للأمام لبناء الهجمات وذلك ما ظهر جلياً في مباراة أودينيزي وباليرمو التي قدم فيها المدافع علي عدنان عرضاً رائعاً عوّض به لقاءه الأول امام يوفنتوس ، حيث حوّل أكثر من كرة خطيرة للمهاجمين لم يحسنوا وضعها في الشباك حتى كاد ينهار لبذله جهداً بمعدل لم يألفه مع أمانة بغداد أو حتى مع ريزا سبورت التركي ومنتخبنا الوطني.
ومهما كانت الضغوط التي يواجهها المنتخب بُعيد اخفاقه في المباريات التجريبية وعدم الاستقرار مع تشكيل يستعيد عافية كرتنا شباباً ومحترفين، فإن واقع الحال يشير الى ضرورة اغتنام فرصة مواجهة الصين تايبيه لتحقيق الفوز المهم الذي يُسدي برسالة قلقة الى تايلاند بعدم الركون الى التفاؤل بنقاطه الست وفي الوقت نفسه عدم استنزاف جهود ابرز لاعبينا وادخارها الى موقعة بانكوك ، فالعناصر التي شاركت في معسكري الدوحة وبيروت كفيلة بجعل البداية مطمئنة وليس بالضرورة كشف جميع الاوراق التي نراهن عليها في رحلة طويلة تكتنفها صعوبات ومفاجآت اذا ما أخفق الملاك التدريبي في رسم الحلول الناجعة لمواجهة غرمائنا في المجموعة.
من دون شك يقف الإعلام الرياضي في طليعة الداعمين لمهمة الأسود في تصفيات المونديال وليس بينه من يضع العصي في دولاب قيادة المدرب يحيى علوان او ممارسة النقد السلبي لاحباط اللاعبين، فالجميع يسهم في تبصير من تعنيهم المهمة الوطنية ان هذه التصفيات تعد السابعة بعد تأهلنا الى مونديال المكسيك 1986 ولم تفلح مساعينا الجادة و..الهزيلة احياناً في قطع تذكرة العبور الى نهائي كأس العالم بالرغم من انفاق اتحاد اللعبة ملايين الدولارات على تعيين مدربين اجانب ووطنيين واقامة المعسكرات والتحشيد بمختلف الوسائل المادية والمعنوية ، فمن حق الاعلاميين المخلصين المؤتمنين على رسالتهم المهنية تحذير الملاك التدريبي واللاعبين والاتحاد بأن الفرصة التي تهيأت الآن للكرة العراقية للوصول الى مونديال روسيا لن تتكرر مقارنة مع المجاميع السابقة التي لذعتنا نيران الهزائم فيها بلا رحمة.. فعسى ان تكون المحاولة الثامنة ضامنة ويسلم الأسود في طريق العبور الى المجد والتاريخ.
الثامنة ضامنة
[post-views]
نشر في: 2 سبتمبر, 2015: 09:01 م