بعد القرار الواعي الجريء للسيد رئيس الوزراء برفع الكتل الكونكريتية من الشوارع ومداخل الأحياء السكنية ومخارجها وفتح الطرق الموصدة ، التي تسبب الاختناقات المرورية والنفسية، تتصاعد دعوات مخلصة للاستفادة من تلك الكتل التي كلفت ميزانية الدولة الملايين . اقتطعت من وجبة المواطن الفقير ، ورغيد عيشه وسبل رفاهيته .
تلك الكتل الضخمة التي شوهت وجه بغداد كالدمامل ، والتي رصفت اساسا للحد من اقتحام الغوغاء للأماكن الآمنه بقصد التفجير او التفخيخ ، فما حالت - يوما - دون تفجير او تفخيخ — لا يمكن رميها في العراء كأي بضاعة بائرة انتهت مدة صلاحيتها ، ولا بد من التخلص منها .
الأصوات المخلصة . الخبيرة المتعالية للاستفادة الحكيمة من تلك الحواجز الضخمة . تتصاعد ولا بد من إيلائها اقصى الاهتمام ، وذلك بتكثيف دعوة للمكاتب الهندسية المعمارية الاستشارية ، بتقديم تصاميم مدينة عصرية - ربما أكثر من مدينة - واختيار اسم موح بدلالة تاريخية ، يدل عليها وعلى الحقبة التي أفرزتها ، لتمتلئ بها تلك المساحات الشاسعة ،القاحلة ،البور، العارية من الزرع او البناء ، التي تواجهك لمجرد الخروج من حزام بغداد متجها لهذي المحافظة او تلك .
تلك العوارض الضخمة ثروة لا ينبغي ان تهدر ، والمعماريون العراقيون — في الداخل والخارج — مدعوو ن لوضع مشاريع عمرانية عصرية بطريقة البناء الجاهز باستخدام تلك الكتل كجدران متينة وسقوف صلدة ، وارضيات وآسيجة ومدارج …إلخ
أخبث دعوة قرأتها بشآن الكتل والعوارض الكونكريتية ،. تلك التي تنادي بالتخلص منها ومن تاريخها الأسود ، بتحطيمها ، وتهشيمها والاستفادة من حديد التسليح في هيكلها .!!
إنها دعوة — باهظة الكلفة — ناهيك عن كونها قاصرة النظر ، عوراء ، مشبوهة . كمن يقتل شيخا للاستفادة من غلاف أسنانه الذهب!!
الكونكريت إن حكى!
[post-views]
نشر في: 2 سبتمبر, 2015: 09:01 م