TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الكونكريت إن حكى!

الكونكريت إن حكى!

نشر في: 2 سبتمبر, 2015: 09:01 م

بعد القرار الواعي الجريء للسيد رئيس الوزراء برفع الكتل الكونكريتية من الشوارع ومداخل الأحياء السكنية ومخارجها وفتح الطرق الموصدة ، التي تسبب الاختناقات المرورية والنفسية، تتصاعد دعوات مخلصة للاستفادة من تلك الكتل التي كلفت ميزانية الدولة الملايين . اقتطعت من وجبة المواطن الفقير ، ورغيد عيشه وسبل رفاهيته .
تلك الكتل الضخمة التي شوهت وجه بغداد كالدمامل ، والتي رصفت اساسا للحد من اقتحام الغوغاء للأماكن الآمنه بقصد التفجير او التفخيخ ، فما حالت - يوما - دون تفجير او تفخيخ — لا يمكن رميها في العراء كأي بضاعة بائرة انتهت مدة صلاحيتها ، ولا بد من التخلص منها .
الأصوات المخلصة . الخبيرة المتعالية للاستفادة الحكيمة من تلك الحواجز الضخمة . تتصاعد ولا بد من إيلائها اقصى الاهتمام ، وذلك بتكثيف دعوة للمكاتب الهندسية المعمارية الاستشارية ، بتقديم تصاميم مدينة عصرية - ربما أكثر من مدينة - واختيار اسم موح بدلالة تاريخية ، يدل عليها وعلى الحقبة التي أفرزتها ، لتمتلئ بها تلك المساحات الشاسعة ،القاحلة ،البور، العارية من الزرع او البناء ، التي تواجهك لمجرد الخروج من حزام بغداد متجها لهذي المحافظة او تلك .
تلك العوارض الضخمة ثروة لا ينبغي ان تهدر ، والمعماريون العراقيون — في الداخل والخارج — مدعوو ن لوضع مشاريع عمرانية عصرية بطريقة البناء الجاهز باستخدام تلك الكتل كجدران متينة وسقوف صلدة ، وارضيات وآسيجة ومدارج …إلخ
أخبث دعوة قرأتها بشآن الكتل والعوارض الكونكريتية ،. تلك التي تنادي بالتخلص منها ومن تاريخها الأسود ، بتحطيمها ، وتهشيمها والاستفادة من حديد التسليح في هيكلها .!!
إنها دعوة — باهظة الكلفة — ناهيك عن كونها قاصرة النظر ، عوراء ، مشبوهة . كمن يقتل شيخا للاستفادة من غلاف أسنانه الذهب!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram