تعودت في بعض مقالاتي ان احدثكم عن الكتب وحكايات الادب وتقلبات الفلاسفة، وكان الهدف المعلن هو مسامرة القارئ وتسليته، اما الغاية الخفية فهي الابتعاد عن السياسة، ومجانية خطب النواب والهم والغم الذي تجلبه صورة عالية نصيف بعد "التعديل"، فيما معظم القراء هذه الايام يحلمون بزورق ينقذهم من مؤتمرات المصالحة الوطنية، واهوال البلاد، وبرامج الاصلاحات التي تحولت الى توصيات، وفي طريقها الى ان تصبح مقترحات او اذا صح القول "استعطافات" او أي شيء متوفر لا يزعج اصحاب الفخامة نواب الرئيس، ولايقلق صاحب السيادة في مجلس القضاء الاعلى، ولا يقترب من التوازن الذي اصبح احد علامات النهضة العراقية المعاصرة .
هكذا اذن قررت اليوم ان اكتب عن رواية الروماني كونستانتان جورجيو الساعة الخامسة والعشرون، تلك الساعة التي لا نستطيع عندها لا الرجوع إلى الوراء، ولا التقدم إلى الأمام، لكني وانا استمع الى المؤتمر الصحفي لوزير خارجيتنا "الحاج" ابراهيم الجعفري غيرت رأيي وسألت نفسي عن اية رواية اكتب، هل يليق بي ان اتفلسف في هذه الظروف التي يخبرنا فيها السيد الجعفري ان رحلات قوارب الموت هي استثمار للفرص يقتنصها العراقييون الذين سيظلون "منغمسين ومندكين بالوطنية العراقية"؟ يمكن ان نقبل العبث السياسي، لكننا للاسف لا نستطيع ان نتحمل الجهل الذي يريد اصحابه ان نعيش معهم عصور الدروشة السياسية، في الوقت الذي يبحث فيه العراقيون الضائعون في خيام التهجير او الباحثون عن منفذ في ظلمات البحر عن من يصغي إليهم و يُصدق حكاياتهم.
ياسيدي الحاج "المبجل" إذا لم تكن رحلة الموت هذه تهجيرا، فكيف يكون افراغ البلد إذن؟ ماذا يعني وجود ثلاثة ملايين مشرد في مخيمات النازحين؟ وماذا يعني هروب مئات الآلاف من الشباب؟ ولماذا اصبح الصوت المطالب بالاصلاح عميلا للامبريالية واسرائيل؟
في واحد من المواقف المؤثرة، شاهد العالم وزير خارجية المانيا فرانك شتاينماير دامع العينين وهو يعلق على صورة الطفل المهاجر الغريق: "اذا لم تغير هذه الصور المؤلمة، موقف اوروبا فما الذي سيغيره؟" تتذكرون "الهر" شتاينماير فهو صاحب الصورة الشهيرة التي كان فيها يفترش الأرض في مخيم للاجئين في كردستان يستمع الى معاناة الامهات العراقيات.. ولهذا اتمنى على وزير خارجيتنا، ان يستقطع من وقته الثمين المخصص لمراجعة كتب "النحو والبلاغة" دقائق ليشاهد كيف "ينغمس ويندك المهجرون العراقيون".
للاسف داء "احاديث الدزنتري" لم يسلم منه معظم مسؤولينا، الذين يشيعون في الاجواء رائحة، تُغيب العقل، وتمسح آخر قطرة حياء من الجباه.
جميع التعليقات 2
أبو أثير
الملا الشقنقيري وزير الخارجية يعيش هو ومن جاء معه من رهط الساسة الطارئين المنبوذين مع ألأحتلال ألأمريكي في أحلام اليقظة ... فهو نفسه والملا المختار نوري كامل وباقي شلة ألأنس المصاحبة لهم لم يحلموا أن يتبؤا وظيفة معلم في مدرسة أبتدائية مع جل أحترامي للمع
الشمري فاروق
ان جاهلا مثل ابراهيم الاشيقر... الطبيب ووزير خارجيتنا ..الذي لا يعرف من اين ينبع نهري دجلة والفراث ووقفته في الوؤتمر الصحفي مع وزير خارجية ايران وتحدثه عن داعش وضرورة احتوائها وتعليقاته وكأن داعش من اشقائنا...تريدون منه ان يعرف معانات العراقيين ومادا ي