عندما طالبت المرجعية، في خطبة نهار الجمعة الفائت، مسؤول السلطة التنفيذية المباشر للبدء بمحاسبة الرؤوس الكبيرة عن الفساد، قطعا لم تقصد قطعها، بل تشخيصها اولا. فعلام هذا الخوف من بدء التطبيق على الفور، خصوصا وانها مطالبات المتظاهرين، وهي لا تحتاج الى تخويل دستوري او قانوني؟ كان الجزء الأول من الخطبة قد أشار الى ذلك باستحضار رسالة بعثها الامام علي لعامله على البصرة عثمان بن حنيف وبخه فيها على زيارته لغني: "أمّا بعد يا ابن حنيف: فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو".
لم يخف الامام اسم المسؤول الموبَّخ ولم يصجمه تصجيما بل سماه باسمه مباشرة. أكثر من مرة قلنا ان القرارات الخالية من الأسماء كما التظاهرات التي تخلو منها، لا نفع فيها. بل هي مضرة لانها تشعر الفاسد باننا نخافه او في اقل التقديرات نحترمه.
الغريب ان أعمدة الأحزاب اقنعت الناس بتجنب ذكر الفاسدين بالأسماء بحجة ان ذلك يتنافى ومبادئ الاخلاق والدين. الأغرب انه حتى دعاة المدنية او العلمانية كثر فيهم من ينادي بتجنب ذكر الأسماء. مزايدة على المدنية والدين في آن.
التظاهرات المدنية ما كانت لتنجح لو انها سارت وفق قاعدة "احاجيج يا بنتي واسمعي يا جنتي". أفضل الشعراء المدنيين، قدماء و معاصرين، العراقيين بالذات، كان يسمون الفاسدين بأسمائهم. عودوا للمتنبي والرصافي والجواهري والنواب والحاج زاير واعملوا إحصاءً بأسماء المشتومين فيها تصريحا وليس تلميحا, فمن اين اتيتم بهذه المثالية يا دعاة المدنية؟
أما الإسلاميون خاصة من رؤساء الأحزاب او الكتل فقد أعابوا على المتظاهرين هتافاتهم بفضح أسماء بعينها بحجة ان ذلك ليس من الاخلاق الإسلامية. كويس كما يقول المصريون؟ لكن أما كان القرآن الكريم كأعلى مرجع اسلامي قال بالنص "تبت يدا أبي لهب"؟ فعلى من تضحكون؟ عودوا لنهج البلاغة وأحصوا الأسماء التي انتقدها الامام علي. كما أدعوكم الى المقتل الحسيني لتقرأوا بأنفسكم، هذا ان كنتم تقرأون فعلا، كيف كان الامام الحسين يخاطب الذين التموا على قتله بأسمائهم وكان يشتم بعضهم بالأسماء ايضا. فعلها لأنه شجاع وان كان وحده، وانهم حقا يستحقون الفضح والشتيمة وان كثر عددهم.
شِمتــــــانــــــــي؟
[post-views]
نشر في: 5 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير
هؤلاء سيدي لا يهمهم مباديء سيد الشهداء الحسين عليه السلام بل يهمهم هريسة وشوربة أي سرقة المال العام والسلطة ... والثوب الذي لبسوه لمدة 13 سنة قد كشف للشعب العراقي ... وكان أحرى بممثلي المرجعية أن يشخصوا ألأسماء هذا ما كنت تنوي أن تقوله في مقالتك سيدي الشا