ليس هذا العنوان من ابتكاري واعترف امامكم انني سرقته من كتاب " الغربال " لميخائيل نعيمة ، الذي اعيد اكتشافه من جديد ، بعد ان كنت شغوفا به ايام المراهقة ، لكن مع مرور السنين وتقلب القراءات والاحوال ابتعدت عنه ، ولم أعد أرى في ما كتبه سوى مناجاة يغلب عليها التأمل والحنين إلى حياة الريف وبساطته ، اليوم اعود الى هذه التاملات ولكني قبل الدخول في الموضوع وانصافا للعمود الثامن ولصاحب " الغربال " يجب ان اخبركم إن أوجه الشبه بين مقالة نعيمة وبين حروف " خادمكم "تبتدئ وتنتهي بالعنوان، فلا قرابة بين ضفادعه وضفادعي، الا من حيث النقيق ، هو يتحدث عن الضفادع البشرية، وانا اريد ان احدثكم عن ضفادع المستنقعات السياسية ، يكتب نعيمة مقاله ردا على الذين تتسع حناجرهم وتضيق حسب الطلب، ونحن نعيش اليوم مناخ تلون نقيق الضفادع بين ليلة وضحاها ، فبعد ان كان الجيش خط احمر لا يمكن الاقتراب منه ، اصبح ضباطه الكبار هذه الايام ينفذون اجندات خارجية ، فقط لانهم تجرأوا واقتربوا من قلاع الساسة ، واعتذر للبعض الذين لايكفون عن الكتابة ضد الجيش العراقي بألفاظ بالغة القسوة والاساءة ، لكن الجيش وسط هذه المعمعة االسياسية ياسادة ، هو أفضل ما نملك، وأيضا يجب ان يكون أعز ما نملك، وإذا اضطرنا ان ننتقده ، فنأمل من اصحاب التعليقات ان لاينسوا ضحايا هذا الجيش ، لانهم ابناء هذا الشعب وليسوا " بدون "
اعود الى نعيمة الذي يقول :" كان أشد الايام سوادا في حياة الضفادع ، اذ فيه اكتشفوا ان هناك من يريد ان ينافسهم على هذا المستنقع ، فهب في الحال زعيمهم الاكبر ووقف فيهم خطيبا وحنجرته تكاد تتمزق من الغيظ : واق! واق ! واق! اما ترجمة هذه الخطبة البليغة فهي : ايها الضفادع ان مستنقعنا لفي خطر ، ذلك المستنقع الذي تسلمناه وقطعنا على انفسنا ميثاقا ان نسلمه الى الابناء والاحفاد ، قد قام اليوم من يريد ان يدنسه ويشوه ملامحه ، فيا للشناعة وياللكفر ، وأرى إنا إذا غضضنا الطرف عن هذا الامر ، سنعيش في خطر كبير فصفق الضفادع طويلا لخطبة زعيمهم ودبت الحماسة فيهم وصاحوا بصوت واحد :" واق ! واق ! واق ! "
منذ اللحظة الأولى لاندلاع تظاهرات الاصلاح في بغداد والبصرة والحلة وميسان ، وباقي مدن العراق ، كان نقيق الضفادع ما أخشاه ، لقد علمتنا تجربة تظاهرات شباط 2011 ، ان الفساد يعاد تعميره بأفضل من قبل،
انه الصدأ الذي تركته سنوات المالكي ، وكأن المستقبل لن يأتي ابداً.
نقيق الضفادع
[post-views]
نشر في: 5 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
طارق الجبوري
نقيق المستنقعات السياسية كما وصفتهم اليوم هو الاكثر خطراً لانه يعلو كل الاصوات .. وبصراحة بتنا لاندري متى يأتي المستقبل المبشر ببعض احلامنا وخالص اعتزازي بصدق القلم وجرأته