اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مقارنة... بالأسوأ

مقارنة... بالأسوأ

نشر في: 7 سبتمبر, 2015: 09:01 م

أجرى أحد المدراء العامين في إحدى الوزارات الخدمية زيارة مفاجئة لموظفي دائرته ليطلع على انجازاته فيها ويستمع الى بعض المديح منهم كما اعتاد دائما ..لم يتمكن احد هؤلاء الموظفين من كبح نفسه حين دخل المدير الى حجرته المجهزة بمكاتب خشبية متهالكة وستائر قديمة وبالية لاتحجب ضوء الشمس وحرارتها القاسية عن الموظفين فبادر بمطالبة المدير بتغيير تلك المكاتب والستائر خاصة وان التقشف أجبر بعض الدوائر على قضاء ساعات طوال دون كهرباء لشح الكاز المخصص لتشغيل المولدات وصار على الموظفين والمراجعين احتمال الحر الخانق داخل الدوائر وخارجها...كان رد فعل المدير العام غريبا فلم يحاول الاعتذارللموظف بوجود حالة تقشف اجبارية او المبادرة على سبيل المثال بجمع المبلغ بطريقة ما بل استفزه الطلب وانتفخت اوداجه وهو يطالب الموظفين بأن يضحوا من اجل دائرتهم وخرج مسرعا ....دهش الموظف وانتقلت حيرته الى زملائه فجلسوا يفكرون في الطريقة التي يجب ان يضحوا بها من اجل دائرتهم ..هل ينبغي عليهم احتمال التجهيزات البالية والحر و(تمشية ) الامور بسبب التقشف ام يبادرون بالتبرع من جيوبهم لجمع المبلغ الكافي لشراء ستائر مثلا او جلب ستائر من منازلهم ...(نصرف على الحكومة ؟؟) ....قالها احد الموظفين ساخرا وانتهت الحيرة وظل الحال على ماهو عليه !!
مشكلتنا نحن العراقيين اننا نرضى دائما بما هو مقسوم لنا وكأننا نستكثر على انفسنا الرفاهية والتطور ، فنحن نعتبر أي تجديد يقوم به مسؤول على دائرة يتسلم مسؤوليتها حديثا إنجازا يجب امتداحه ونعتبر كل مشروع جديد يتم انجازه من قبل الدولة فضلا منها ونعمة ...مشكلتنا اننا اعتدنا دائما ان نقارن انفسنا بمن هو اكثر منا معاناة لنحتمل معاناتنا ، فاذا شكونا من الفقر قالوا لنا ( احمدوا الله ..شوفوا اهل دارفور شصاير بيهم ) ..واذا طالبنا بسكن قارنونا بالفلسطينيين المشردين منذ عقود طويلة ، وفي الفترة الاخيرة صارت المقارنات داخلية ايضا فاذا شكونا من الحر وشح الكهرباء قالوا لنا : " لعد النازحين شيسوون ؟" ..لماذا لم تعودنا حكوماتنا على ان نشعر بالاكتفاء والرفاهية لنقارن انفسنا بمن هو افضل منا ونتطلع الى الافضل ..لماذا يجب على موظف بسيط ان يضحي ويحتمل الحر بينما يمكن للمسؤول ان ينفق الملايين على تجهيز مكتبه وزيادة عدد حماياته وترفيه نفسه وعائلته وضمان مستقبلهم بسرقة لقمة عيشنا ، وحين تنكشف سرقات هذا المسؤول ورفاقه يتم تكريمهم بتسفيرهم الى الخارج كما حصل مع فلاح السوداني وكريم وحيد وعلي الدباغ وعادل محسن الذين فتح لهم المالكي الطريق خلال فترة حكمه ليحلّقوا بملياراتهم بعيدا ويتركونا نتحسر على اموالنا العراقية المتسربة الى الخارج ...ألا يستحق هؤلاء محاسبة حقيقية ككل الفاسدين والسارقين في العراق ..ألن يرضي العراقيين استدعاء اللصوص الهاربين عبر الانتربول واسترداد المال العراقي ...أم يرضيهم تلبية مطالبهم وايقاف مسلسل معاناتهم وايصالهم الى مرحلة الاكتفاء وربما الرفاهية بدلا من مقارنة معاناتهم بمعاناة الآخرين ليرضوا بالمقسوم ويتقبلوا تسرب اموالهم وخيراتهم وثرواتهم امام اعينهم الى جيوب المسؤولين وخارج البلد بينما عليهم ان يضحوا ويتحملوا ويصبروا ...من غير كلام ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    الم تعلمي ياسيدتي ان العراق لم يدخل في الاتفاقية الدولية الامنية لحد الان تحسبامن هؤلاء ان تطالهم يد العدالة القانونية الدولية عندما يخونوا شعبهم ويسلموا ارضه وعرضه ويهجروا ناسه ويسرقوا ماله وكثيرا من هؤلاء الخونة عندما سؤلوا عبرالفضائيات بجلب المجرمين ي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram