كانت الرواية الاولى لميلان كونديرا قد لقيت الاهتمام لأكثر من 15 عاماً ، مع ان الرواية لم تبشر بالخير الكثير. كان ميلان كونديرا بوابة للمخدرات، كما يقول الناقد، وكان ايضاً خطوة نحو الأدب الجاد العالمي وتأثرت برواية "الخفة غير المحتملة" وكان هو الذي قد
كانت الرواية الاولى لميلان كونديرا قد لقيت الاهتمام لأكثر من 15 عاماً ، مع ان الرواية لم تبشر بالخير الكثير.
كان ميلان كونديرا بوابة للمخدرات، كما يقول الناقد، وكان ايضاً خطوة نحو الأدب الجاد العالمي وتأثرت برواية "الخفة غير المحتملة" وكان هو الذي قد أرسلها لي، مع احد الأصدقاء، بدا كونديرا قريباً من سالينجر ولكنه أكثر حيوية، واكثر قوة. واعتدت التجوال وانا اضع كتابه في جيبي، بحيث يبدو للجميع إنه كتاب الضحك والنسيان والسياسة والحزن.
وكونديرا يصفه بالحزن وان (وجودنا يكمن فقط في ملفات الشرطة)، (وهذا السطر وُضع تحته خط ثقيل) ايضاً .
وبدأت أقرأ في ما بعد، الأدب الجيكي السياسي الذي ظهر اولاً، الذي بدا يريد التقرب من سيده، ولكنه مع ذلك بدا ذكيا مليئاً بالحكمة. وانتظرت رواية كونديرا التالية (وكان قد استقر في فرنسا في عام 1995، وبدأ يكتب بالفرنسية)، وظهرت روايته القصيرة عام 1975 "بلا تمهّل" وكانت الرواية مخيّبة للأمل، وعند قراءة رواياته التالية وهي "هويّة" عام 1980 و"تجاهل" في 2000 وقراءة اعماله بدت عملية متعبة، لفهم ما يقصده وكانني أجد احياناً بعض الاحجار الكريمة عن التجريد والفلسفة والتلخيص. وعندما اةنتقل الى فرنسا احسست وكأنه قد توقف عن كتابة الرواية وبدأ يكتب برخاوة مفكوكة.
وأصبحت عملية القراءة نوعاً من العراك ما بين الأمل والضجر، والعامل الثاني هو المنتصر. واقتربت من روايته الاولى في 15 عاما وكان بعنوان "احتفال تافه". إن هناك باستمرار امل ان يقدم كاتب ما تحبه شيئاً منمقاً ومزخرفاً وآخر الروايات يقدمها الكاتب في أواخر عمره.
وكان كونديرا آنذاك قد بلغ الـ 86 من عمره. واحتفال الغير الهام، كان تجريدياً بارداً وكريهاً مثل اعماله التي كتبها بالفرنسية وعدد صفحاتها 128 صفحة. وقد بدت غير ممتعة ولا تمنح القارئ سبباً في قراءتها والتواصل معها، بحث ان عملية القراءة تنقلب معركة ما بين الأمل والضجر. وأنا أعتقد ان المشكلة، ان هناك عددا من الكتاب لا يعترفون بالتقدم بالسن وان لهم موضوعاتهم ولكن كونديرا، لم يعد في روايته الاخيرة مهتماً بالسياسة. وعمله الأخير هو نتاج يبدو متراجعاً عن ماضي الكاتب.
عن الغارديان