يعذرني القراء الكرام على العودة بين الحين والآخر الى عمنا ابو الطيب المتنبي وأردد معه: "إذا كنت ترضى أن تعيش بذلةٍ.. فلا تستعدن الحسام اليمانيا"، لن نستعين لا بالحسام ولا حتى بـ "القراب"، لاننا ايها الشاعر استبدلنا القائد الضرورة واحد بمئات من عينة القائد المؤمن ، ورضينا ان نعيش وسط نموذج لحياة سياسية فاسدة، جعلت من أشباه حسين كامل لاعبين أساسيين فيها، اثنا عشر عاما كان العراقي يتمنى ان يبدأها بالرفاهية والحرية، فاذا بها تتحول الى عبوات ومفخخات وكواتم صوت، حلمنا بالعدالة الاجتماعية، فضاقت امامنا سبل العيش الكريم، حلمنا ببلد قوي ومستقر، فاذا بنا يعيش في كانتونات طائفية يسيطر عليها اصحاب الصوت العالي، حلم بالامان، فاذا بالبطالة تسرق مستقبل ابنائنا وتدفعهم للهرب في قوارب اليائسين .
أيها القارئ العزيز.. أقولها لك بكل صدق وأمانة، استمع إلى تصريحات العديد من ساستنا ستعرف لماذا أعود دوماً إلى المتنبي، فكم بنا من المضحكات ولكنه ياسيدي ضحك أمرّ من البكاء، حين تخرج قناة ممولة من احزاب سياسية نافذة لتشتم الجيش العراقي وتتهمه بادخال المفخخات والتعاون مع داعش لمجرّد أن البعض يريد إبعاد الجيش عن حظيرة السياسة، ونضع رؤوسنا في الرمال ونحن نرى ثروات البلاد تنهب، وخيراته تسرق وسط منشورات ثورية عن "حزم الإصلاح ومحاسبة الفاسدين" يلقيها على رؤوسنا مكتب رئيس الوزراء صباح كل يوم.
والآن هل تابعتم مثل العبد الفقير لله أخبار خطف وكيل وزارة العدل، ثم عودته سالما" غانما " ؟ هناك بعض المشاكل بالتأكيد لاننا لم نستطع ان نعرف الجهة التي خطفت ، غير مسموح، ماذا نفهم من صمت الحكومة على عمليات الخطف هذه؟ نفهم أن البعض لايزال مصرّاً على أن نعيش معه دهوراً، في ظل نظرية قاسم عطا الشهيرة "الوضع تحت السيطرة".
بعد تصريح السيد رئيس الوزراء بان الاصلاحات ستتم وفق الدستور وتحترم مبدأ "المحاصصة" عفوا الشراكة، عدت إلى قراءة نصوص حزم الاصلاحات الاولى والثانية ، تستطيع جنابك ايها القارئ العزيز ، أن تجدها عند المستر "غوغل " إذا كنت ترى في نفسك الحاجة إلى قراءتها من جديد، وسوف تخرج إلى النتيجة نفسها، وهي أن مسؤولينا يريدون منا ان نعيش في ذل اصلاحاتهم، لمن كان مكتب رئيس الوزراء يتحدث في الجمع الاربع الماضية ؟ على مَن كان يريد ان يسوق "اصلاحاته"؟ على الشعب الذي يقف طوابير بانتظار ان تفتح مكاتب السفر ابوابها ، أم على الشعب الذي تحول الى لاجئ داخل وطنه ، أم على العالم الذي صفق للاصلاحات ثم انشغل عنها بمأساة اصحاب الزوارق ؟
كل "حزمة" وأنتم بخير
[post-views]
نشر في: 8 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
اووووووووف اوووووووووف والله قلوبنا خلص بانزينهة والسانة طلع شعر من الحچي..... اوووووووووووف اوووووووووووووووووووووووووف؟! ما صدقنا من مصطلحات العملية السياسية التي خرجت فجأة منذ ٢٠٠٣ التي دوخت رؤوسنا بالعملية السياسية الشفافية الكونفيدرالية الفيدرالية و
ام رشا
الأستاذ المحترم ليس لهؤلاء الساسه أي علاقة بتجارب الآخرين فهم متفردون بتجربتهم الفاشلة ومقارنتهم بأنظمة أخرى فيه نوع من الاجحاف بحق الآخرين وما حدث ويحدث اليوم هو نتيجة طبيعية لتخبط وعبثية وطائفية الساسه التي جرت العراق لما هو فيه اليوم ..وأخيرا اردت ان