طرقات عــدة على باب المنزل كانت كفيلة بإخبار عائلة أبي يوسف "المُهجَّر الموصلي" بأن عليهم مغادرة الدار التي استأجروها بعد جهد ومعاناة والسبب أنهم "نازحون".  قبل استئجارهم البيت كانت عائلة ابي يوسف تُقيم مع أحد أقربائهم لكن لضيق المكان وحدوث بعض الإشكالات قرروا الانتقال الى بيت آخر يسع العائلة.  قبل أن يغادروا سألهم ابو يوسف عن السبب أخبره احدهم وهم ثلاثة رجال من مكتب المعلومات، انهم لا يملكون معلومات عنهم او ما يثبت انهم "نازحون". في الصباح الباكر بدأت رحلة ابي يوسف بين مركز الشرطة في منطقة حي الجهاد، ومكتب المعلومات، مع اهمية وجود شهود وكل الاوراق الثوبتية للعائلة. وبعد طوال عناء وجهد استطاع ابو يوسف الحصول على ما يثبت انه نازح من مدينة الموصل الى العاصمة  بغداد.

 

سكن مع وقف التنفيذ

رحلة البحث عن الكفيل بدأت بعد ان اغلق باب المنزل إثر زيارة مكتب المعلومات، اذ بدأ البحث في اسماء الهاتف عن اصدقاء او اقارب يمكن ان يساعدوهم، وبعد معاناة وجد "الكفيل" وهو اقارب العائلة، يمتلك بطاقة سكن لنفس المنطقة التي يسكنها. ولأن الأمر يحتاج الى كفيل ثان، فقد تكفل الكفيل الاول بالامر واقنع احد اصدقائه بذلك، لتكن الجهة الاخرى مركز الشرطة وشعبة المعلومات والمجلس البلدي واستنساخ الاوراق وتدوين المعلومات كافة من اجل الحصول على وثيقة النزوح، هذا جزء من حكاية أبي يونس المُهجَّر الموصلي الآخر.

بينما الحالة الاخرى التي كانت تتطلب مزيدا من التحرك من قبل عائلة (ابو مروان)النازحة من محافظة ديالى والتي كانوا اكثر حرصا على ان يستخرجوا بطاقة سكن عن طريق احد اقاربهم الساكن في منطقة حي العدل (ابو مروان) حصل على تأييد من المجلس البلدي بانه يسكن في هذه المنطقة وفعلا تمت الاجراءات القانونية بان يبرز التأييد الى مركز الشرطة ومن ثم الذهاب الى منطقة الحارثية واكمل الاجراءات وسكن في دار مؤجرة من دون ان يطرق او يطلب منه المغادرة وبدأ بالحصول على منحة المليون دينار ايضا على بطاقة النازحين الصادرة من وزارة الهجرة والمهجرين ..

 

المواطن والسلطات

محمد الساعدي عضو مجلس منطقة حي الجهاد تحدث لـ(المدى)قائلا: ان المجلس البلدي يتأكد من صحة المستمسكات والاوراق الثبوتية التي يقدمها النازح الى المجلس من اجل الحصول على تاييد للسكن فقط. مبينا: اما اصدار بطاقة سكن لا يمكن إصدارها فهناك بيان قاعدة معلومات وجهة استخبارات ومركز شرطة تدرج المعلومات فيها من اجل التاكد من سلامة موقف العائلة الأمني.

وأوضح الساعدي: حدثت بعض المشاكل بين بعض المواطنين والنازحين حيث جاء الى المجلس البلدي من يُخبر بوجود عوائل تسكن من دون موافقات والخوف من ان يكون بينهم إرهابون. منوهاً: انه تم الاتفاق مع الفوج الأمني المسؤول عن حماية المنطقة للذهاب الى العائلة والطلب منها ابراز وثائقهم ومستمسكاتهم واملاء استمارة المعلومت في الفوج واخبار شعبة الاستخبارات. مشبراً: ان مثل هكذا اجراءات تكون ذات فائدة للجميع كذلك تسهل منح البطاقة والحصول على منحة المليون دينار .

 

لا رواتب ولا مستمسكات

برغم المعاناة التي تحملتها العوائل النازحة من الموصل وتلعفر وديالى والانبار على يد عصابات داعش الارهابية الا ان الكثير منهم بدأ يواجه معاناة جديدة تتمثل بمطالبة الجهات الرسمية بمستمسكاتهم من اجل الحصول على المنح المالية المقررة لهم اضافة الى من يريد استخراج جواز سفر عليه اثبات بطاقة سكن فكيف يمكن ذلك وهو قد فقد اغلب مستمسكاته بسبب النزوح والارهاب، اضافة الى ذلك تتعرض العوائل النازحة الى العديد من المشاكل منها ارتفاع بدلات الايجار للسكن الذي يفوق امكانياتهم المادية لكون اغلبهم من شرائح الموظفين الذين لم يستلموا رواتبهم منذ شهور عدة، فضلا عن صعوبة الحصول على الموافقة الامنية لغرض السكن في العاصمة. 

 

المساعدات المالية

اما دور وزارة الهجرة والمهجرين فكان وحسب تصريح وكيلها اصغر الموسوي لـ(المدى) هو تقديم المنح المالية والمساعدة في توفير بيانات واحصائيات بالتعاون مع وزارة التخطيط فهناك الملايين من النازحين قدمت لأغلبهم المساعدات المالية وما تستطيع الوزارة تقديمة ساهمت في ذلك من اجل الحد والتخفيف عن معاناة النازحين، كما ان موقع وزارة الهجرة نشر على موقعه المعلومات والمستمسكات المطلوبة والتي يمكن ان تساعد النازح وكالآتي: 

العائدون من النزوح الداخلي / المستمسكات المطلوبة / كتاب غلق ملف بأسم رب الاسرة الراغب (بالعودة او الاستقرار في مكان ثالث) صادر من احد فروع الوزارة في بغداد والمحافظات.

المستمسكات الثلاثة لرب الاسرة (هوية الاحوال المدنية + بطاقة سكن + وشهادة الجنسية العراقية ).مع هوية الاحوال المدنية لافراد العائلة الراغبة بالتسجيل. اذا كان المواطن مستقر في مكان ثالث يقوم بتزويد مراكز العودة بتأييد من المجلس البلدي يؤيد استقرار الموما اليه في مكان ثالث. تأييدات الوحدات الادارية (المجلس المحلي والمجلس البلدي ) يؤيد عودة المواطن ومحل سكنه.

 

بطاقة تعريفية 

رئيس لجنة النازحين والمهجرين التابعة لقيادة عمليات بغداد اللواء الركن حسن المحمداوي بحديثه لـ(المدى برس) أكد على وضع آلية كاملة لاستمارة قاعدة بيانات من اجل استحصال بطاقة تعريفية للنازحين لتسهيل حركتهم داخل بغداد، فيما أشترط اصطحاب كفيل مع النازح لغرض إصدار هذه البطاقة، لفت أن هذه البطاقة لا تعتبر وثيقة رسمية ولا يمكن استبدالها بالمستمسكات. مبينا: أن العمل مستمر خلال الفترة الماضية بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد ومجلس المحافظة وجميع الوزارات المعنية بالإضافة إلى وزارة التخطيط لوضع آلية كاملة وإنشاء استمارة تدرج بها جميع المعلومات في قاعدة بيانات من اجل استحصال بطاقة تعريفية للنازح لتسهيل مهام وحركة النازحين داخل بغداد. وأشار المحمداوي إلى أن الكفيل لا يستطع أن يكفل أكثر من عائلتين وفي حال رجوع النازح إلى منطقته يتم إعادة البطاقة وإذا لم تعاد سيتحمل الكفيل كافة المسؤولية، مبيناً أن هذه البطاقة تحتوي على معلومات سرية لا يمكن تزويرها وأنها لا تعتبر بطاقة رسمية ولا يمكن استبدالها بالمستمسكات.

 

مراكز مراجعة

من جانبه قال المتحدث باسم عمليات بغداد العميد سعد معـن في حديث لـ (المدى برس) إن العوائل النازحة في بغداد يجب عليها مراجعة المراكز التي خصصت للنازحين من اجل تسجيل أسمائهم في قاعدة البيانات الكاملة من اجل منحهم بطاقة النازح، مشيراً إلى أن اللجنة خصصت في جانب الكرخ عشرة مراكز وفي جانب الرصافة ثمانية مراكز. مضيفا: أن النازح يجب عليه اصطحاب الجنسية العراقية أو شهادة الجنسية وفي حال عدم توفرها عليه اصطحاب بطاقة الناخب أو جواز السفر، مؤكداً أن بعد عشرة أيام سوف يستلم البطاقة في أماكن مخصصة غير التي كان يراجعها في تسجيل البيانات.

 

أوراق ثبوتية

يشكو الكثير من النازحين من صعوبة الحصول على المستمسكات الثبوتية خاصة المتحدث باسم عمليات بغداد اوضح: أن الوزارة ومنذ سيطرة المجاميع الارهابية متمثلة بداعش الارهابي على مدينة الموصل باشرت بفتح منافذ بديلة لإصدار الوثائق الرسمية الثلاث، هوية الأحوال المدنية، شهادة الجنسية وجواز السفر، للمواطنين النازحين من مناطق سكناهم، لافتا: في بداية الأمر كان هناك منفذ واحد لإنجاز معاملات اصدار تلك الوثائق لكل النازحين وهو في مقر مديرية السفر والجنسية ببغداد، مشيرا الى وجود منافذ عدة مفتوحة في العاصمة وبقية المحافظات وضمن مناطق قريبة من محال سكن العائلات النازحة. وأضاف معن : كما خُصص منفذان في جوازات الكرادة ومنطقة الصليخ لإصدار وثائق السفر للنازحين من محافظة الأنبار حصرا، فيما تم تكليف جميع اقسام الجوازات في بغداد باستلام طلبات المواطنين النازحين من محافظتي صلاح الدين ونينوى واكمال معاملات حصولهم على جواز السفر.

 

رقــم طوارىء

الى ذلك أعلن برنامج الأمم المتحدة، عن إطلاق خط ساخن للنازحين برقم 6999. موضحا أن مركز الاتصال يحدد الحاجات الملحة للنازحين ويتيح الاستجابة لها. وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق برونو جيدو في بيان صحفي تلقت المدى نسخة منه: إن أكثر من 3 ملايين و100 ألف عراقي نازحون منذ بداية عام 2014، موضحا نحن ببساطة لا نستطيع الوصول الى الجميع نظراً لفداحة الأزمة. ولفت جيدو الى أن هذا الخط له أهمية خاصة بالنسبة للنازحين المقيمين خارج المخيمات والمستوطنات الرسمية، والذين بعكسه لن يكون من السهل الوصول إليهم لمساعدتهم وتلبية حاجاتهم وتسخير مواردهم.