المتعاملون في سوق العقارات في العاصمة بغداد ، يؤكدون بيع معظم منازل المسيحيين في حي الآثوريين بمنطقة الدورة، والغدير وبغداد الجديدة وشارع فلسطين ، عن طريق اعتماد اشخاص حصلوا عن توكيل من اصحاب المنازل وتحويل ثمنها الى الخارج ، هذا النوع من البيع عادة مايكون بشكل اصولي ، لكنه يتطلب اجراءات رسمية معقدة ، يغامر في خوضها من يمتلك القدرة على تسجيل العقار باسم المشتري ثم يهدم المنزل ليباع ارضا بالإمكان تقسيمها الى قطع صغيرة بمساحة خمسة وسبعين مترا .
حي الآثوريين في الدورة القريب من نهر دجلة شيدت منازله على وفق التصميم البريطاني مساحة الدار بحدود 300 متر يضم حديقتين امامية واخرى خلفية ، خصص لسكن العاملين في مصفى الدورة ، معظم سكانه من ابناء الطائفة المسيحية ، لم يتبق منه سوى منازل قليلة جدا ، احتفظت بذكريات الماضي ، اسماء اشخاص ووقائع وأحداث ومظاهر احتفالات بأعياد دينية مسيحية كان يشارك فيها المسلمون الساكنون في الحي .
تسجيل العقار في الاحوال الاعتيادية يتطلب مراجعة ماراثونية لعدد من الدوائر تستغرق وقتا طويلا ، بدءا من دائرة الضريبة ثم البلدية ، وهيئة المساءلة والعدالة ، قراراتها تقضي بمنح المشمولين حق بيع عقار واحد فقط ، اجراءات تسجيل العقار تتطلب حضور الطرفين ، لكن المعقبين والمتعاملين في اسواق العقارات لهم اساليبهم الخاصة في تذليل العقبات الادارية لحصول المشترى على سند العقار بحسب الاصول والضوابط القانونية ، بمعنى آخر هناك من يستغل الثغرات ليصل الى مبتغاه.
منازل المسيحيين في محافظة نينوى سيطر عليها تنظيم داعش بحرف "النون" في اشارة الى عائديتها للمسيحيين فاصبحت جزءا من ممتلكاته ، وفيما يتطلع اصحاب المنازل المغتصبة تحرير محافظتهم والعودة الى مناطق سكنهم اتهمت كتلة الرافدين التي تمثل الطائفة المسيحية في البرلمان العراقي أحزابا دينية وميليشيات خارجة على القانون والدولة تقوم بالاستيلاء على منازل المسيحيين وخطفهم وتهديديهم في العاصمة بغداد، وعدّت الكتلة ما يجري للمسيحيين في العاصمة بانه يرتقي إلى التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي .
رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في لقاء سابق مع ممثلي الطائفة المسيحية تعهد بإيقاف كل هذه التجاوزات، وإعادة البيوت إلى أصحابها، ما تبقى من المسيحيين في حي الآثوريين ينظرون الى تصريحات المسؤولين ، بأنها مجرد كلام بحاجة الى تطبيق عملي على الارض .
بإمكان اعضاء مجلس النواب في لجنة حقوق الانسان زيارة احياء في العاصمة بغداد تضم منازل المسيحيين للوقوف على حجم كارثة يعود تاريخها الى ما بعد عام 2003 تجسدت باستخدام نفوذ جهات حزبية لإجبار اصحاب منازل على بيعها في منطقة الكرادة والجادرية ، ومن يرفض يتعرض لإجراءات المساءلة والعدالة ، وقد توجه له تهمة الارتباط بجماعات إرهابية ، " شالوا ما بعد نلكاهم".