بدت إطلالة الماليزي مهاتير محمد وهو يقود تظاهرات الشباب ضد الفساد أكثر سيطرة على الاحداث التي تجري في هذه البلاد منذ شهور كثيرة، فلم يكن الرجل التسعيني مجرد ضيف شرف على التظاهرة، بل سيطر بحضوره الآسر ليعيد للتاريخ ذاكرته، ففي مثل هذه الايام وقبل اثني عشر عاما قدم رئيس وزراء ماليزيا القوي استقالته من منصبه بعد مسيرة ربع قرن في الحكم ، حاول خلالها ان يجعل من ماليزيا قوة اقتصادية كبرى، مطلقا عبارته الشهيرة: "وقتي انتهى" وحين يسأله مراسل رويترز، لماذا يخرج الى التظاهرات وهو في هذا العمر؟ يجيب: "ينبغي للديمقراطية ان تمنع قائدا فاشلا من البقاء في السلطة" .
محاربة الفشل هو الشعار الذي يرفعه مهاتير محمد رغم مرضه، بينما نعيش نحن في ظل فشل متوارث، لا نريد ان نعرف اسبابه ولا نؤشر على اصحابه.
بماذا يذكركم مهاتير محمد؟ حتما بجاره السنغافوري لي كوان يو، كلاهما بنى من المستنقعات بلدا حديثا، وكلاهما احتذى بتجربة اليابان، لا تجربة الصومال، في مذكراته "طبيب في رئاسة الوزراء يكتب": "دائما كنت ادعو إلى اعتناق قيم العمل السائدة في اليابان وكوريا التي تقوم اساسا على الإخلاص التام للعمل، والحرص على اختيار قيادة واعية" .
سيقول قارئ مثل اخونا "ابو عبد الله : " بدأت يارجل تَهْرِفْ بما لا تَعْرِفُ " ولكنني ياسادة احاول ان الاحق الخبر واسلط الضوء على الصحيح، والقي بالا الى الخطأ، صحيح ان البعض لايريد منك ان تدس انفك وتسأل اين اصبحت قرارات لجنة سقوط الموصل؟، من هم المذنبون؟، ومتى سيقدمون للعدالة؟، كأن هذا ليس من شأنك كمواطن، أو على الأقل بحجة أن هذه قضية سرية تهدد الامن الوطني ولا يجوز أن تكون أخبارها وأسرارها مشاعا متداولا في وسائل الإعلام، وحتما لا يريد البعض أن تسأل عن الزيارة " السرية" التي قام بها مسؤولون كبار الى قطر، ولماذا يتم التعتيم عليها ؟، هذه أيضا أسرار أمن وطني، ولا يريد لك ان تسأل عن الاستنفار الذي اعلنه اسامة النجيفي قبل تسعة اشهرلتحرير الموصل، ستجد الخبر حتما في الصفحات الداخلية لصحيفة الصباح التركية: "اوغلوا يستقبل اسامة النجيفي الذي يزور تركيا لحضور الاحتفال السنوي لحزب العدالة والتنمية"
وماذا عن جريدة الصباح العراقية ؟، بشرتنا امس وعلى صفحتها الاولى ان المتظاهرين تراجعت اعدادهم، بالتأكيد كانت ارحم من شقيقتها قناة العراقية التي "افرحتنا" بان التظاهرات الغيت، رغم ان المسافة بين ساحة التحرير ومقر تلفزيون العراقية "عبرة جسر السنك" لكنه القصور في النظر.. شفاكم الله شفاء كاملا من هذا الداء اللعين.
تظاهرات "العراقية" في ماليزيا
[post-views]
نشر في: 12 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
يااستاذ علي المسالة ليست في بقاء عدد المتظاهرين او ازدياده المسالة ان هذه الملايين خرجت باستفتاء رافضة اداء الحكومة والبرلمان والقضاء اذا تم جمع عدد المتظاهرين خلال هذه المدة وضربهم بالرافضين الذين لم يشاركوا وهم مؤيدين للتظاهرات وعدد عوائل المتظاهرين لاص
وسام
استاذي العزيز هل رجالات الحكومة من دكاترة ومهندسين يعرفون بعلم اسمه الإحصاء ؟ اي عند أخذ عينة عشوائية من الشعب ولتكن مائة الف وسوءالها عن شي معين مثل هل تفضل المبردة ام المكيف فا اذا قال ستون الف بان المبردة أحسن قيل بان ستين بالمئة من الشعب يريد المبردة.