اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جثـة في غرفة مظلمة بالعشوائيات

جثـة في غرفة مظلمة بالعشوائيات

نشر في: 14 سبتمبر, 2015: 12:01 ص

البداية أخبار تلقتها شرطة النجدة في حي الشهداء بالسماوة. أخبر دورية النجدة مواطن يسكن بالقرب من مبانٍ عشوائيات من الطين والبلوك بانبعاث رائحة كريهة من أحد البيوت ... انتقل ضابط الدورية الى البيت العشوائي مع مجموعة من افراد الشرطة ... وهناك علم ضابط ا

البداية أخبار تلقتها شرطة النجدة في حي الشهداء بالسماوة. أخبر دورية النجدة مواطن يسكن بالقرب من مبانٍ عشوائيات من الطين والبلوك بانبعاث رائحة كريهة من أحد البيوت ... انتقل ضابط الدورية الى البيت العشوائي مع مجموعة من افراد الشرطة ... وهناك علم ضابط الدورية بأن أحد الأشخاص سكن فيه بعد ان اشتراه من شخص آخر قبل ستة أشهر ... اصطحب رجال الشرطة المختار وصاحب البيت الأصلي واقتربا من البيت المتهدم والمهجور تماما من السكان ... وصدوا درجات السلم المتهالكة ... وعندما وصلوا الى الغرفة المظلمة البعيدة عن باب الدار زادت الرائحة وأصبحت لا تُطاق ... دخل رجال الشرطة الغرفة التي تخرج منها الرائحة الكريهة ... لم يكن هناك شيء ظاهر .. مجرد ملابس قديمة وأغطية فراش ودولاب محطم حديدي ... الانطباع الاول لرجال الشرطة ربما توجد أطعمة فاسدة او حيوان قد توفى في الغرفة وسبَّب هذه الرائحة .
بدأت مفرزة الشرطة بالبحث عن مصدر الرائحة بين انقاض قديمة وبراميل وصفائح بلاستيكية متهرئة ... وفجأة عندما ازاح أحد أفراد الشرطة بعض الصفائح البلاستيكية وجد تحتها جثة شبه متحللة ... ملامحها اختفت تماما ... لكن المختار وصاحب البيت الأصلي تعرَّفا على ملامح الجثة بسهولة عندما شاهدا ملابسه ... أخبرا على الفور الشرطة بأنها جثة (ح) الذي سكن في هذه الغرفة ... وعلى الفور أخبرت الشرطة الطب العدلي والاسعاف والادلة الجنائية حيث حضروا جميعا وبدؤوا معاينة ونقل الجثة الى مشرحة الطب العدلي في السماوة لمعرفة اسباب الوفاة ... وعندما صُوِّرت الجثة من قبل مصور الأدلة الجنائية وجد ان جثة (ح) كانت موضوعة خلف الباب ومغطاة بملابس قديمة وشراشف بالية مما يعطي احساساً بوجود شبهة جنائية في وفاته ... وبالرغم من معاينة الشرطة الظاهرية والتقرير المبدئي الذي ارسله الطب العدلي الذي أكد على عدم وجود اصابات ظاهرية او؟؟ وبالتالي فان الوفاة كانت طبيعية! كان تحليل الشرطة وبعد جمع المعلومات من الجيران أكدوا بأن (ح) قد شعر بإعياء الموت ... فحاول الخروج من باب الغرفة لطلب النجدة ... لكن عند الباب وافته المنية .. وقبل ان يسقط على الارض تشبث بالبراميل البلاستيكية لتسقط فوقه ويُدفن تحتها بهذه الصورة التي وجدوا جثته عليها ! ولكن ما زال الشك يسيطر على عقل وتفكير ضابط التحقيق بان الوفاة فيها شبه جنائية ... وحتى يثبت عدم صحة تقرير الطب العدلي ...بدأ الضابط بعد اسبوع يجمع المعلومات عن (ح) ومن يتردد عليه في مسكنه فعلم من صاحب محل قريب بأن هناك شاباً يدعى (ع) كان يسكن مع (ح) منذ 30 يوما وان هذا الشاب اختفى تماما من العشوائيات ومن المنطقة ... وقد علم الضابط ايضا بأن صاحب الغرفة الذي باعها لـ(ح) قد أجبره على ان يُسكـِّن معه الشاب المختفي وبالغرفة نفسها ... ومنذ هذا اليوم والمجنى عليه يحاول طرد الشاب من مسكنه ولكن من دون جدوى ... وعلى اثر ذلك حدثت خلافات ومشاجرات ما بينهما ! وتطبيقاً للقاعدة التي تقول بأن القاتل دائما يحوم حول مسرح جريمته ... ظهر (ع) والقت القبض عليه الشرطة وناقشته حول لغز اختفائه طوال الفترة السابقة وسبب تركه الغرفة ... لكن الشاب في اجابته تضاربت أقواله وظهرت عليه علامات الريبة والخوف ... فتم إصدار أمر من القاضي بإلقاء القبض عليه ... وعندما ضيقت الشرطة الخناق عليه إنهار واعترف بتفاصيل جريمته وقال عن اسباب قتله لـ(ح) ... انا شاب اعمل في البناء منذ فترة ... وقد طلبت من الدلال صاحب الغرفة ان يجد لي مسكناً أبات فيه ... فوجد لي حلا مع (ح) ومنذ اليوم الذي سكنت فيه كان يعاملني بتعالٍ شديد وحقد ... كان يشك بي ويعتقد ان صاحب البيت سيأخذ الغرفة من عنده ويسلمها لي ... فمن هنا كثر الشجار في ما بيننا وعلى أتفه الأسباب ... كما رفض اعطائي نسخة ثانية من مفتاح البيت ... وفي يوم الحادث استيقظت من النوم على صياح وكلمات نابية منه تجاهي لأني شربت ماءً من ثلاجته ... وعندما طلبت منه التوقف عن السب رفض ذلك وأخبرني بأني أعيش معه خادماً له وهذا شرف له ... خرجت عن شعوري ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أطبق على رقبته بيدي حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فسحبته خلف الباب وألقيت بالأغطية والبراميل عليه وهربت من مكان الحادث ... وهنا انتهت تفاصيل الجريمة ... ليبقى البطل فيها رجل الشرطة المحقق الذي لم يترك أية تفاصيل صغيرة في هذه القضية الا وفحصها .. وبالرغم من تأكيد الطب العدلي بعدم وجود اصابات بالمجنى عليه تؤكد موته فعلا ... إلا أن ضابط التحقيق سار وراء حدسه ووجـد الجاني في النهاية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram