TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ترنيمة .

ترنيمة .

نشر في: 13 سبتمبر, 2015: 09:01 م

إعلان تكرر في الآونة الأخيرة — وبلجاجة لافتة للنظر —عبر أكثر من صحيفة لندنية . الرصينة منها وصحف الإثارة على السواء ،
الإعلان الذي تربع على أديم صفحة كاملة .لتخطيط تجريدي لرأس إنسان ، مزروعة هامته بأرقام مبعثرة ، من الصفر للرقم عشرة، تلميحا رمزيا للبداية - الواحد ، واللانهاية التي يمثلها الصفر .
الوجه التخطيطي فاغر الفم على سعته . استعداداً لالتهام المبادرات الخلاقة ، في حين تتدلى من اسفل الجمجمة أسلاك ملونة ، وفيشات اواصر لتوصيلات كهربائية لجهاز مرتقب ينتظر من يكتشفه .
الإعلان مبتسر الكلمات :: نحن بحاجة لأفكار خلاقة ، مبادرات لم يتطرق إليها أحد ، في شتى المجالات .لا سيما في افانين الشفر . في مجال الحواسب الإلكترونية والهواتف النقالة ..و..و. ثمة ثلاث مئة فرصة عمل مجزية تنتظر من يسارع باقتطاف الثمرة ، لتفتح امامه ابواب المستقبل !
……….
ليس الذهب الأسود - النفط - هو الثروة الحقيقية لتقدم البلدان ( العراق والسعودية مثلا ) ليست عيون الماء الجارية والمياه العذبة ، (السودان مثلا ) ولا الشواطئ البحرية الممتدة على مرأى البصر ( الكويت ودول الخليج ، مثلا ) ليست الزراعة الكثيفة ولا الأرض الخصبة ( دلتا مصر وسهوب السودان ..مثلا) ليس الغاز النافر من باطن الأرض (قطر وليبيا مثلا )،ليست ثروات الأمم رهينة باتساع المساحة ولا بالموقع الجغرافي ، ليست السياحة ، ليس التاريخ العريق .
ولا .. ولا ، كل تلك النعم عوامل مساعدة للنهوض ، لكنها تغدو كقبضة دخان لو أهمل أس الاستثمار ، ( الإنسان).
أين العراق من طاقات بنيه الخلاقة .المهملة والمهمشة ، وطلائعه بلا عمل .وشبابه بلا أمل ،والنخب بلا مستقبل.
وصراع الديكة فيه يطغى على المشهد الراهن ، وطنين ودوشة ذكور النحل تتعاظم وما من حسوة عسل ... والإعلان أعلاه عن توفير فرص عمل خلاقة للمبدعين ، يبدو كترنيمة (دللول ) حزينة فات أوانها، للذين ضاقت بهم أرض العراق بما رحبت ، فغادروه ، كرها او طوعا ، لتستقبلهم المنافي بالترحاب المشروط ، وتضمهم قيعان البحر بالأحضان . .وبلا شروط.
من المسؤول ؟ ومن نتّهم ؟؟
السؤال المحموم سيظل بلا جواب . ولكن إلى حين !
صدّقوني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram