إعلان تكرر في الآونة الأخيرة — وبلجاجة لافتة للنظر —عبر أكثر من صحيفة لندنية . الرصينة منها وصحف الإثارة على السواء ،
الإعلان الذي تربع على أديم صفحة كاملة .لتخطيط تجريدي لرأس إنسان ، مزروعة هامته بأرقام مبعثرة ، من الصفر للرقم عشرة، تلميحا رمزيا للبداية - الواحد ، واللانهاية التي يمثلها الصفر .
الوجه التخطيطي فاغر الفم على سعته . استعداداً لالتهام المبادرات الخلاقة ، في حين تتدلى من اسفل الجمجمة أسلاك ملونة ، وفيشات اواصر لتوصيلات كهربائية لجهاز مرتقب ينتظر من يكتشفه .
الإعلان مبتسر الكلمات :: نحن بحاجة لأفكار خلاقة ، مبادرات لم يتطرق إليها أحد ، في شتى المجالات .لا سيما في افانين الشفر . في مجال الحواسب الإلكترونية والهواتف النقالة ..و..و. ثمة ثلاث مئة فرصة عمل مجزية تنتظر من يسارع باقتطاف الثمرة ، لتفتح امامه ابواب المستقبل !
……….
ليس الذهب الأسود - النفط - هو الثروة الحقيقية لتقدم البلدان ( العراق والسعودية مثلا ) ليست عيون الماء الجارية والمياه العذبة ، (السودان مثلا ) ولا الشواطئ البحرية الممتدة على مرأى البصر ( الكويت ودول الخليج ، مثلا ) ليست الزراعة الكثيفة ولا الأرض الخصبة ( دلتا مصر وسهوب السودان ..مثلا) ليس الغاز النافر من باطن الأرض (قطر وليبيا مثلا )،ليست ثروات الأمم رهينة باتساع المساحة ولا بالموقع الجغرافي ، ليست السياحة ، ليس التاريخ العريق .
ولا .. ولا ، كل تلك النعم عوامل مساعدة للنهوض ، لكنها تغدو كقبضة دخان لو أهمل أس الاستثمار ، ( الإنسان).
أين العراق من طاقات بنيه الخلاقة .المهملة والمهمشة ، وطلائعه بلا عمل .وشبابه بلا أمل ،والنخب بلا مستقبل.
وصراع الديكة فيه يطغى على المشهد الراهن ، وطنين ودوشة ذكور النحل تتعاظم وما من حسوة عسل ... والإعلان أعلاه عن توفير فرص عمل خلاقة للمبدعين ، يبدو كترنيمة (دللول ) حزينة فات أوانها، للذين ضاقت بهم أرض العراق بما رحبت ، فغادروه ، كرها او طوعا ، لتستقبلهم المنافي بالترحاب المشروط ، وتضمهم قيعان البحر بالأحضان . .وبلا شروط.
من المسؤول ؟ ومن نتّهم ؟؟
السؤال المحموم سيظل بلا جواب . ولكن إلى حين !
صدّقوني .
ترنيمة .
[post-views]
نشر في: 13 سبتمبر, 2015: 09:01 م